كونغرس أمريكي يصدح بدعم “إيران حرة”: نائبان بارزان يقارنان نضال الشعب الإيراني بتاريخ أمريكا ويدعمان خطة مريم رجوي للديمقراطية
واشنطن، الولايات المتحدة –شهدت الجلسة العامة للكونغرس الأمريكي يوم الاثنين، 9 ديسمبر 2025، دعماً قوياً ومؤثراً لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية وتقرير المصير، حيث ألقى كل من النائب راندي وبر (تكساس) والنائبة ول هويل (أوريغون) كلمتين ركزتا على شجاعة الإيرانيين ودعمهما للخطة ذات العشر نقاط التي قدمتها مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، كخارطة طريق لإيران ديمقراطية.
جاءت هذه التصريحات في إطار تأكيد على الأزمة المتفاقمة لحقوق الإنسان في إيران، ووضع نضال الشعب الإيراني ضمن سياق النضالات التاريخية العالمية من أجل الحرية والسيادة الشعبية.
دعم لا مشروط للمرأة الإيرانية ورؤية لمستقبل مشرق
افتتحت النائبة ول هويل كلمتها بالتعبير عن “دعمها لإيران حرة وتضامنها مع النساء اللواتي يقدن هذه المعركة”، مؤكدة أن “هؤلاء النساء يناضلن من أجل الأجيال القادمة، لكي ينمو الجيل التالي بالأمل بدلاً من الخوف، وبالفرصة بدلاً من القمع”. وشددت على أن مطالبهن لا تتعدى “الكرامة الإنسانية الأساسية، والحق في العيش دون خوف، والتحدث بحرية، واتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهن”.
نضال إيران: صدى لقصة أمريكا ذاتها
من جانبه، عمّق النائب راندي وبر هذا التحليل، واصفاً نضال الشعب الإيراني بأنه “صدى للقصة الأمريكية ذاتها”، ومذكراً بكفاح الآباء المؤسسين الذين خاطروا بكل شيء لبناء أمة على أساس الحقوق والحرية. وأشار وبر إلى أن “هذه الروح حية اليوم في شوارع طهران وشيراز وأصفهان وأكثر من 1000 مدينة وبلدة وقرية في جميع أنحاء إيران”.
وقارن وبر الوضع الراهن بفترة الكساد العظيم، مستشهداً بمقولة أن “اليأس ليس قدراً أبدًا”. ووصف مريم رجوي بأنها “قائدة شجاعة قادرة على إثارة الطاقة الأخلاقية لملايين الأشخاص”، مقارناً دورها بدور ونستون تشرشل في مواجهة العدوان في القرن العشرين. كما استشهد بكلمات الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور: “قوس الكون الأخلاقي طويل، لكنه ينحني نحو العدالة”، مؤكداً على عالمية هذا النضال.
سيادة الشعب الإيراني وحق تقرير المصير
وكان المحور الأساسي في خطاب وبر هو التأكيد على سيادة الشعب الإيراني، قائلاً بصراحة: “إن عودة السيادة إلى إيران ستتم من قبل الشعب الإيراني نفسه. سوف يكتبون مصيرهم. وسوف يقررون مستقبلهم”. ودعا وبر العالم الحر إلى “الوقوف بجانبهم، لا لتوجيه مسارهم، بل لتأكيده؛ لا لفرض إرادتنا، بل لدعم حقهم في التعبير عن إرادتهم الخاصة”.
دعم للخطة الديمقراطية ذات العشر نقاط لمريم رجوي
وأكد وبر دعمه للخطة ذات العشر نقاط التي قدمتها مريم رجوي، والتي يعتبرها “خارطة طريق ديمقراطية” ترسم مبادئ إيران حديثة، ومن أبرز بنودها:
رفض الديكتاتورية: رفض الحجاب الإجباري وحكم ولاية الفقيه المطلق، وتأكيد سيادة الشعب في جمهورية تستند إلى الاقتراع العام والتعددية.
الحريات الأساسية: ضمان الحريات السياسية، بما في ذلك حرية التعبير، الأحزاب السياسية، التجمعات، الصحافة، والإنترنت.
حل الأجهزة القمعية: حل وتفكيك الحرس، وقوة القدس الإرهابية، وقوات الباسيج، ووزارة المخابرات، وجميع الأجهزة القمعية.
العدالة وحقوق الإنسان: حظر التعذيب وإلغاء عقوبة الإعدام، وملاحقة العدالة لضحايا مجازر السجناء السياسيين.
فصل الدين عن الدولة: ضمان فصل الدين عن الدولة، وحرية الأديان والمعتقدات.
المساواة الجندرية: المساواة الكاملة بين الجنسين، وإلغاء أي تمييز، والاعتراف بالحق في حرية اختيار الملبس، الزواج، الطلاق، التعليم، والعمل.
قضاء مستقل: إقامة سلطة قضائية ونظام قانوني مستقل يتماشى مع المعايير الدولية، وحل المحاكم الثورية المزعومة.
الحرية حقيقة عالمية وقوة للاستقرار
واختتم وبر كلمته بالتأكيد على أن الحرية الإنسانية ليست فكرة غربية أو أمريكية، بل “حقيقة عالمية”. وقال إن “حكومة إيرانية يبنيها شعبها، وتدفعها قوة شعبها، وتكون مسؤولة أمام شعبها، ستكون قوة للاستقرار، لا الفوضى”. وأشار إلى أن “العالم يتغير عندما يطالب شعب بالسيادة المستقلة ويدعمه العالم الحر”، مؤكداً على أهمية هذه اللحظة التاريخية في مسيرة الشعب الإيراني نحو الحرية والديمقراطية.

