الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

"صناعة الشاه" في إيران: بين انقلاب الأمس وفبركة الإعلام اليوم.. تحذير من تكرار "الخطيئة التاريخية" نشرت "شبكة الباحثين الإيرانيين الأحرار" مقالاً تحليلياً للكاتبة والخبيرة في حقوق الإنسان، جيلا عندليب، تحت عنوان "صناعة الشاه لإيران؛ بالأمس عبر الانقلاب، واليوم عبر الإعلام".

“صناعة الشاه” في إيران: بين انقلاب الأمس وفبركة الإعلام اليوم.. تحذير من تكرار “الخطيئة التاريخية”

صناعة الشاه” في إيران: بين انقلاب الأمس وفبركة الإعلام اليوم.. تحذير من تكرار “الخطيئة التاريخية”

نشرت “شبكة الباحثين الإيرانيين الأحرار” مقالاً تحليلياً للكاتبة والخبيرة في حقوق الإنسان، جيلا عندليب، تحت عنوان “صناعة الشاه لإيران؛ بالأمس عبر الانقلاب، واليوم عبر الإعلام”. وسلطت الكاتبة الضوء على أوجه الشبه الخطيرة بين ما حدث في انقلاب عام 1953 والتحركات المشبوهة الحالية لفرض “شاه” جديد على الشعب الإيراني، محذرة من أن التاريخ يعيد نفسه حين تتكرر الأخطاء ذاتها.

تستهل عندليب مقالها بتذكير مؤلم بتجربة عام 1953، مؤكدة أن الديمقراطية في إيران لم تفشل حينها بسبب غياب الخيارات، بل لأن “التردد حل محل العزم” في اللحظة الحاسمة. وأشارت إلى أن الدكتور محمد مصدق كان يمثل سيادة القانون والاستقلال الوطني في مواجهة القوة المفروضة، لكن عندما تحركت المصالح الأجنبية لإعادة الشاه، تصدع المجتمع بدلاً من أن يتحد.

انقلاب “مصنوع” بالأموال والعصابات

أكدت الكاتبة أن عودة محمد رضا شاه لم تكن إرادة شعبية، بل كانت “انقلاباً” تم تصنيعه عبر الأموال، والشائعات، وشراء الولاءات، وعنف الشوارع. وأوضحت أن أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية خلقت جواً يوحي بعدم وجود بديل، حيث لعبت العصابات المسلحة بالهراوات دور “الشعب”، وحلت الدعاية والضجيج المفتعل محل الشرعية.

كما انتقدت الدور التاريخي لـ “حزب توده”، الذي رغم نفوذه في الأوساط العمالية والعسكرية، تقاعس في اللحظة الحاسمة، مما جعل اسمه مرادفاً للخيانة في الذاكرة السياسية الإيرانية. وأضافت أن الفشل لم يكن مسؤولية طرف واحد، بل شمل النخب والجامعيين ورجال الدين الذين اختاروا الصمت أو التراجع، مما خلق فراغاً ملأته القوة الغاشمة.

اليوم: صناعة الشاه عبر “الهندسة الإعلامية”

في إسقاط على الواقع الحالي، ترى الكاتبة أن إيران تقف مرة أخرى في مكان مألوف، حيث يتم “تصنيع شاه” جديد (في إشارة إلى رضا بهلوي)، ولكن هذه المرة ليس بالدبابات، بل عبر الإعلام، والتكرار، والضغط النفسي.

وحذرت من أن رضا بهلوي يُقدم ليس كخيار ضمن خيارات، بل كـ “قدر محتوم”، عبر حملات ترهيب تصف أي نقد بالخيانة، واستخدام مجموعات رقمية منسقة تتصرف كعصابات الشوارع.

ولفتت عندليب الانتباه إلى خطورة انتشار مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية المفبركة، حيث يتم تحرير الهتافات وإضافة الأصوات ومحو السياق لإنتاج “صورة مزيفة لدعم واسع النطاق” تهدف للاستهلاك الخارجي وهندسة التصور العام.

الحل: جمهورية ديمقراطية لا عودة للوراء

اختتمت الكاتبة مقالها في “شبكة الباحثين الإيرانيين الأحرار” بالتأكيد على أن المعارضة الحقيقية حية في شوارع إيران، حيث يضرب العمال وتصمد النساء ويدفع الطلاب الثمن. وشددت على أن الدرس المستفاد من انقلاب 1953 هو ضرورة الوقوف بحزم مع المبادئ.

وأوضحت أن الحد الأدنى المطلوب اليوم هو “تغيير النظام بالكامل” واستبداله بـ “جمهورية ديمقراطية”، وهو المبدأ الواضح الذي تقترحه منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وحذرت من أن المجتمع عندما يفشل في الوقوف عند هذه الحدود، تحل الشعارات وصناعة الصور محل السياسة الصحية، وتفرض الروايات المفبركة نفسها كواقع.