«عفريت» يمارس الجريمة ويذكي الحروب منذ 40 عاماً وصل إلى حافة السقوط
أبوالقاسم رضايي | منذ 14 دقيقة في 7 فبراير 2019 – اخر تحديث في 6 فبراير 2019 / 22:44
في العام الـ40 من سلطة نظام الإرهاب الحاكم بـ«اسم الدين» في إيران، نسلط الضوء على أداء هذا
النظام خلال سنوات حكمه.
استطاع الخميني في شباط (فبراير) 1979، وبممارسة الدجل والخداع، سرقة قيادة ثورة الشعب
الإيراني وفرض نظامه المتخلف باسم «ولاية الفقيه» على الشعب الإيراني المغلوب على أمره، وهو
نظام غريب غير متجانس مع نسيج العالم اليوم ومع مفاهيم مثل الديموقراطية والسلام والصداقة مع
سائر الشعوب. النظام الذي اعتمد منذ البداية «لغة» القهر والتعذيب في تعامله مع حاجات الناس،
وذلك في وقت كان الناس قد نجوا تواً من نيران دكتاتورية الشاه وكانوا يطمحون لـ«ربيع الحرية» في
هتافاتهم، ويتوقعون تلبية مطالبهم في إطار النظام الجديد، لكن الديموقراطية والحرية والسلام
والصداقة كانت تتعارض مع طبيعة هذا النظام.
هناك عبارة معروفة للخميني: «نحن نريد خليفة يقطع الأيدي ويقيم الحدود ويرجم»، وشرعن بفتوى
«الضرب حتى الموت» التعذيب المنتهي إلى الموت؛ بحيث قتل أزلامه، واستناداً إلى هذه الفتوى، في
كل معتقلات التعذيب «القروسطية» للنظام منها معتقل التعذيب المعروف في سجن ايفين آلافًا من
النساء والرجال من مجاهدي خلق(MEK) والمناضلين وقاموا بتمثيلهم.
الخميني هو مؤسس نظام كان قادته يروجون في كل فرصة بصراحة أن من يصاب في تظاهرات في
الشوارع يجب قتله وقطع يده اليسرى ورجله اليمنى.
وكان يقول هذا العفريت إننا قمنا بالثورة من أجل الارتقاء بمكانة «الإسلام»، وصاح أننا لم نقم بالثورة
لكي تنخفض أسعار البطيخ والخبز والمياه والكهرباء.
الشعب الإيراني يعاني منذ 40 عاماً من اضطهاد وظلم.. هكذا «عفريت» مصاص الدماء، وهو نظام
أُدين حتى الآن 65 مرة في اللجنة الثالثة والجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب انتهاكات ممنهجة
لحقوق الإنسان. هذا النظام، ومنذ مجيئه إلى السلطة، بدأ بالتدخل في دول المنطقة وقام بإذكاء
الحروب وممارسة أعمال إرهابية في المنطقة بشعارات كاذبة مثل «فتح القدس»، وتدخل تدخلاً احتلالياً
في كل من العراق وسورية واليمن ولبنان وأفغانستان، ودمر هذه البلدان وتسبب في قتل عشرات
الملايين من الناس أو تشريدهم.
ولكن نظام ولاية الفقيه وصل، بسجله المخزي الممتد لـ40 عاماً من النهب والفساد والقمع وإشعال نار
الفتن والبلبلة والحرب، إلى الشوط الأخير من عمره، وهو محاصر بين أزمات داخلية مستعصية
وإقليمية ودولية وعزلة غير مسبوقة، وسط هزيمة سياسة المداهنة والمساومة ومنح التنازلات له
والتي لعبت دوراً مهماً في بقاء الملالي على السلطة. والآن، يعترف قادة النظام بدءاً من خامنئي
ومروراً برئيس جمهورية النظام حسن روحاني وبقية المسؤولين الكبار في النظام، في تصريحاتهم
وخطاباتهم بالوضع المتأزم الذي يمر بالنظام، بحيث وصل إلى مرحلة «اللاعودة» كما يعترف خبراء
النظام بأنه لا حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في إيران.
أهم سمة بارزة للعام 2018 بحيث اعترف بها خامنئي مرات عدة وحذر بيادقه منها هي: استمرار
الاحتجاجات المناهضة للنظام والإضرابات العارمة، لأن التظاهرات والاحتجاجات المناهضة للنظام التي
انطلقت في أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2017، سرعان ما تحولت إلى احتجاجات وانتفاضات سياسية،
على رغم كل حملات القمع والاعتقالات الواسعة، ثم تحولت بشعار الموت لخامنئي والموت للدكتاتور،
إلى انتفاضة عارمة استهدفت النظام برمته وارتقت إلى تظاهرات سياسية بحتة.
النقطة المهمة الأخرى، أن التظاهرات والاحتجاجات لم تكن مقتصرة على حدود جغرافية خاصة أو
شريحة خاصة من المجتمع الإيراني، وإنما امتدت إلى كل المدن الإيرانية وشملت جميع شرائح وطبقات
الشعب والمستائين في الشارع الإيراني، وكان دور النساء والشباب في مواصلة التظاهرات بارزاً جداً،
وأعلنت جميع شرائح الشعب الإيراني في 2018 مطلبهم لتغيير النظام أمام العالم بأفصح صورة.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هذه التظاهرات والإضرابات وبشعار إسقاط النظام انطلقت عفوية
في ظل القمع الشديد؟ الجواب «لا»، هذا الوضع من الاحتجاج والعصيان والانتفاضة يعتمد على
مقاومة منظمة محنكة، أي هو حصيلة صمود ومقاومة منذ 40 عاماً بقيت متمسكة بثوابتها المبدئية
على رغم تحمل كل الصعوبات والضربات والضغوط.
إن الوضع الحالي لنظام الملالي والأزمات العديدة التي تحيطه، هي حصيلة مقاومة رائعة تفاعلت مع
الأحداث وشحذت إرادتها على مدى 40 عاماً في السجون وساحات المقاومة والصمود والتضحية
السخية، فهذه المقاومة هي من كشفت عن المشروع النووي الخطر للنظام الإيراني على المستوى
الدولي، وكذلك عن تدخلاته ومساعي النظام وقوات الحرس لإثارة الحروب ومشاريع النظام
الصاروخية.
ولا يخفى على خامنئي دور هكذا مقاومة منظمة، إذ أكد في خطابه في 12 ديسمبر 2018، حين رسم
الآفاق المستقبلية للنظام في العام المقبل، دور المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية
باعتبارهما عناصر ضالعة في الإطاحة بالنظام وأعلن حالة التأهب لعناصره. ولهذا السبب قام النظام
بتصعيد أعماله الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية، وعلى سبيل المثال تم القبض على أحد إرهابيي
النظام الذي كان يعمل في سفارة النظام الإيراني في النمسا باسم أسدالله أسدي حين تنفيذ مخطط
للتفجير في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في فيليبنت بباريس في 30 حزيران (يونيو) 2018 وهو
محتجز الآن في بلجيكا.
إن منبع الإرهاب والحروب المدمرة في الشرق الأوسط هو طهران، وأن مدى هذا الإرهاب لم يعرّض
الشرق الأوسط للخطر فقط، وإنما جعل أوروبا وحتى أميركا عرضة للخطر، اعتماد «الحزم» في وجه
سياسات نظام الملالي المدمرة في المنطقة أمر ضروري وهو مطلب الشعب الإيراني.
مؤتمر وارسو في 13 و14 شباط (فبراير)، إذ تلعب الدول العربية دوراً مهماً، هو تحشّد دولي للتصدي
لمخاطر النظام الإيراني، ولكن كما قالت مريم رجوي إن «الحل القطعي لخلاص الشعب الإيراني وكل
المنطقة من شرور نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، هو تغيير هذا النظام على يد الشعب
الإيراني والمقاومة الإيرانية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، البديل الديموقراطي
الوحيد للدكتاتورية الدينية والإرهابية، وهذا هو تعويض وخاتمة لسياسة مساومة الغرب الكارثية على
مدى أربعة عقود مضت مع نظام الملالي». لذلك، يجب وضع كامل قوات الحرس ووزارة مخابرات
الملالي في قائمة الإرهاب الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية وقائمة الاتحاد الأوروبي الخاصة
للإرهاب، وطرد مرتزقة مخابرات الملالي وقوة القدس الإرهابية من أميركا وأوروبا، وكذلك طرد نظام
الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران وقواته من سورية والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان.
وكذلك إحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي، إذ أُدين النظام لحد الآن
65 مرة في الأمم المتحدة، وأيضاً إحالة ملف مجزرة السجناء السياسيين التي ارتكبها النظام في 1988
إلى محكمة دولية، ويجب طرد النظام من الأمم المتحدة وتسليم كرسي النظام إلى ممثلي المقاوم
ة العادلة للشعب الإيراني.
* سكرتير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
الحياة