الهلع والخوف من انتفاضة 2019 وتصعيد الصراع بين العقارب
هذه الأيام يظهر مسؤولو وعناصر الزمر الحاكمة بمظهر المدافع والمنافح عن معيشة الناس. يدّعي
جهانغيري نائب روحاني بتأمين معيشة الناس من جهة ومن جهة أخرى يلقي البعض في زمرة خامنئي
كل اللوم على الزمرة المنافسة بشأن كل النواقص والسرقات على مدار 40 عامًا من حكم النظام.
فالصراع الدائر بين عقارب النظام بشأن تقسيم حصة النهب ظل متواصلًا ولكن السؤال المطروح هو
لماذا ظهرت الزمرتان مفاجئة قلقة من معيشة الناس وبدأوا يظهرون مهتمين بها؟ فيما يلي تقرير عن
هذا الموضوع:
الخوف من انتفاضة الشعب في العام 2019، جعل المسؤولين وعناصر النظام يحذرون بعضهم بعضًا
من ذلك ومن جانب آخر كل واحد منهما يلقي اللوم على الطرف المقابل بخصوص الهزائم وحالات
الفشل والسرقات على مدار 40 عامًا من سلطة النظام.
وقال الحرسي جعفري قائد قوات الحرس وهو يعيد إلى الأذهان انتفاضات العامين الماضيين وانتفاضة
ديسمبر 2017: فتنة 2009 استمرت حوالي 8 أشهر وكانت الفتنة أخطر من الحرب المفروضة، لأن الكل
تحشدوا لإشعال الخلافات وبث التفرقة بذريعة سياسية والانتخابات وحبكوا هذه المؤامرة الكبرى ضد
الدولة».
أحمد زيدآبادي من المحسوبين على زمرة روحاني ذكر بكلام غضنفر آبادي رئيس محاكم الثورة في
طهران الذي قال: «إذا لا نساعد الثورة، فإن الحشد الشعبي العراقي وفاطميون الأفغان وزينبيون
الباكستان والحوثيون اليمنيون سيأتون وسيساعدون الثورة» ثم يتساءل: «هؤلاء كيف يريدون مساعدة
الثورة؟» وثم يسأل:«عبر… التصدي للاحتجاجات الاجتماعية والاقتصادية؟».
كما أن أمواج هذا الخوف من الأجواء التي تنذر بانفجار المجتمع، متلاطمة في صلوات الجمعة. وذرف
الملا علم الهدى دموع التماسيح لمعيشة الناس وهاجم زمرة روحاني:
السيد الرئيس، من أين أتت مشكلة التوزيع؟ نبعت المشكلة من توزيع الفساد في الإدارة. مشكلة
التوزيع جاءت من الفساد في التدبير وخيّبت آمال الشعب.
ولكن الشريحة الضعيفة في المجتمع التي هي واهنة ربما لم تتذوق عوائلهم ذرة من اللحم أكثر من
شهرين أو ثلاثة بهذه الأسعار. لماذا صار الوضع هكذا؟ أليس ذلك نابع عن الفساد في التوزيع؟
(تلفزيون النظام 8 مارس)
وفي صلاة الجمعة في طهران، الملا صديقي هو الآخر ذرف دموع التماسيح لحال الناس بغية تبييض
وجه الولي الفقيه المتخلف للنظام وقال:
عدم الاهتمام والإهمال وسوء الإدارة وغدر البعض تسبب في أن تصبح معيشة البعض مضطربة.
الرواتب لا تتناسب مع حاجات الناس في شراء السلع. لا يستطيع البعض شراء اللحوم. ولا يستطيعون
تقديم الطعام المناسب لأطفالهم. (الملا صديقي صلاة الجمعة في طهران 8 مارس).
الملا محمد حجتي طرح سؤالًا في صلاة الجمعة في كرمانشاه: «هل تصل هذه الإمكانيات للناس
المستضعفين؟!» وهاجم الزمرة المنافسة واعترف «مع الأسف في مستوى إدارة البلاد نرى أن هذه
الإمكانيات وبدلًا من أن تصل إلى الناس، تصل إلى يد المفسدين الاقتصاديين وهم لا حد لهم في
النهب».
وأما الملا «دجكام» فقد وضع الأصبع في صلاة الجمعة في شيراز على عدم أهلية حكومة روحاني
وقال: «يجب إيكال شؤون البلاد واتخاذ القرار بخصوص ما يؤثر على معيشة المواطنين إلى الأفراد
الكفوئين».
وفي زمرة روحاني، ادعى سعيد نمكي وزير الصحة خوفًا من العام الإيراني المقبل وقال: «العام
المقبل يجب أن ندير الوضع بشكل يلحق أقل الخسائر بالمواطنين».
ولكن هذه الخدع، لا تستطيع إبعاد ظل تهديد انتفاضة الشعب الإيراني التي يقترب كل يوم من النظام
بفضل نشاطات معاقل الانتفاضة، ويبقى الأثر الوحيد له ليتمثل في تعاظم الصراعات بين زمر النظام
وإضعاف النظام بأسره أمام الناس المنتفض الطافح كيل صبره.