
بعد إفتضاح أمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إنکشاف مخططاته ونشاطاته الارهابية التي
يمارسها من خلال سفاراته في بلدان العالم المختلفة، ولاسيما العملية الارهابية الاخيرة التي سعى من
خلالها من أجل تفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية NCRI ، لم يعد ممکنا أن يستمر الصمت
الدولي حيال هذا النظام وتجاهل أعماله ونشاطاته بهذا الصدد کما إنه وفي نفس الوقت لابد من
مسائلته ومحاسبته عن جرائم إرهابية سابقة قام بها ضد معارضيه في خارج إيران وتدعمها أدلة
ومستمسکات تدين النظام.

يزداد الاهتمام بالتعليم في العالم کله مع مرور الزمن بل وإن هناك دول بادرت حتى الى العمل من
أجل محو الامية عن أجيال کبرت لم تأخذ حظها للتعلم لأسباب مختلفة، لکن لايبدو هذا الامر يمکن أن
يجري أو ينطبق على إيران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث وبموجب ماقد ذکره
موقع”رويداد24″ الحکومي، فإن هناك في العام الدراسي الجديد 7 ملايين و400 ألف طفل محروم من
التعليم بسبب الفقر وهذا مايعني کارثة ومصيبة کبرى في بلد يعتبر غني بموارده المعدنية والطبيعية
المتنوعة إضافة الى أن شعبه يقف على بحار من النفط والغاز.

التعذيب في المعتقلات والسجون والاعدامات، بمثابة کابوسين يخيمان على رؤوس شعوب البلدان النامية ولاسيما تلك التي لاتحظى بنظم ديمقراطية تحترم مبادئ حقوق الانسان وتعمل في ضوئه، وإن التطلع الى إنهاء العمل بهذين الاسلوبين اللاإنسانيين واللذين صارت بلدان العالم تسعى لکي تنأى بنفسها عنها، صار بمثابة حلم للشعوب التي ترزخ تحت نير وجور الانظمة القمعية الاستبدادية نظير نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي في طريقه بعد أربعة عقود من حکمه القمعي أن يتبوأ المرکز الاول في مجال تنفيذ الاعدامات.

لايمكن تلمس الشعور بالارتياح والطمأنينة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين وهم في طريقهم
لمواجهة الحزمة الثانية من العقوبات الامريكية ضدهم والتي هي الاقسى والاكبر تأثيرا، خصوصا وإن
عمليات المتابعة والتدقيق التي تجريها إدارة ترامب تختلف تماما عن تلك التي كانت إدارة أوباما
تجريها، فهناك حالة تقاطع تامة بين طهران وهذه الادارة من كل الجوانب.

مايجري في داخل إيران من رفض شعبي عارم و غير مسبوق لنظام الجمهورية الاسلامية الايراني، ليس
بمقدورنا وصفه على إنه مجرد أحداث طارئة أو مٶقتة خصوصا وإنه مصحوب بتحرکات و نشاطات
إحتجاجية غير عادية تکاد أن تشمل کل إيران، لکن الخصلة و الميزة التي تلفت النظر فيها هي إن هناك
نوع من التنسيق و التنظيم و الترتيب في هذه التحرکات و النشاطات الاحتجاجية، والاهم من ذلك دوام
إستمراريتها وتواصلها وعدم إستثناء طيف أو شريحة أو طبقة أو أي مکون من مکونات الشعب
الايراني منه.

منذ إسدال الستار على عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما والشروع في عهد الرئيس الحالي ترامب،
إنتقل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من عصر يمکن إعتباره الذهبي في علاقاته مع الولايات
المتحدة الامريکية، الى عصر يمکن إعتباره الأسوأ في مجال هذه العلاقات، وإن ماجرى لهذا النظام منذ
دخول ترامب للبيت الابيض وحتى يومنا هذا، أشبه ماتکون بسلسلة کوابيس تتجه من السئ الى الاسوأ
فصاعدا.