
يقتصر هذه الأيام جانب ملحوظ من تصريحات السلطات الحكومية ووسائل الإعلام التابعة لكلتا العصابتين على تحذير البعض والنظام برمته. وتعد مفردات «العدو» و«عدم الثقة» و«الظروف الخطيرة» و«الوضع الراهن» من المفرادت الرئيسية التي تنطوي هذه التحذيرات عليها. وما هو مضمون هذه التحذيرات؟ هل تتبين حقيقة وضع النظام في هذه التحذيرات أم هناك كلام وتصريحات مكتومة؟

لم تعد هناك في جعبة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مما يکفيها لمواصلة الطريق الذي صار يزداد
وعورة مع کونه ينتهي الى هاوية سحيقة، ولذلك فإننا يجب أن ننتظر المزيد من تعقيد الاوضاع
ومضيها نحو الاکثر صعوبة ومن دون أي شك فإن الاحتمالات صارت کثيرة لکي يبادر النظام الى تقديم
تنازلات للأمريکيين خصوصا وإن أوضاعه الاقتصادية صارت على حافة الهاوية وقد ينهار الاقتصاد
الايراني في أية لحظة.

مع بداية الموسم الدراسي للعام الجديد يلتقط المعلمون فرصتهم لمواجهة قمع الملالي باضراب يمتد
الى خمسين مدينة ايرانية ليشكل اضرابهم مع اضراب سواق الشاحنات الذي دخل يومع الثاني
والعشرين وبقية الاضرابات والاحتجاجات التي يكتظ بها الشارع الايراني دون ان ينجح الملالي في كسره
او تحجيمه حتى ، فكي كماشة تضغط على رقبة الملالي خنقا حتى اسقاطه وقد بدأ الإضراب
والاعتصام العارم للمعلمين والتربويين في إيران اليوم الأحد 14 اكتوبر في مختلف المدن الإيرانية.
ويأتي هذا الإضراب عقب دعوة سابقة للتربويين الإيرانيين للإضراب يومي 14 و 15 اكتوبر.

في إيران، وفي ظل الفاشية الدينية الحاکمة، وفي الوقت الذي صار فيه الفقر والمجاعة والحرمان
والبطالة والادمان وغيرها من الامور السلبية بمثابة ظاهرات تفرض نفسها على الواقع، فإنه لايجب أن
يستغرب أحد عندما يجد أن وزارة الدفاع للنظام الاستبدادي قد دعمت قوى الأمن الداخلي بمعدات
عسكرية جديدة بينها أسلحة وعربات ثقيلة تستخدم أثناء فض التجمعات الاحتجاجية، وقد جاء ذلك في
خضم تزايد الاحتجاجات وإتساع دائرتها.