
وأخيرا صحى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من غفوته التي أخذته طوال 40 عاما وهو يتصور بأن
أهدافه وغاياته ستتحقق على أحسن مايکون، إذ إصطدم بأکثر من جدار وعائق غير عادي أمامه، فمن
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي قادرها منظمة مجاهدي خلق والاحتجاجات التي أعقبتها
وتأسيس معاقل الانتفاضة الى العقوبات الامريکية بدفعتيها والى المشاکل والازمات الحادة التي
تحاصر النظام من کل جانب، فوجد النظام نفسه بسبب من کل ذلك على مشارف هاوية شديدة
الانحدار من دون أن يتمکن من لملمة نفسه والعودة للوراء.

لم يکن ولن يکون نظام الجمهورية الايرانية ممثلا حقيقيا عن الشعب الايراني وعن آماله وطموحاته
وتطلعاته، فقد کان هناك دائما هوة شاسعة تفصل مابينهما وإن مزاعم الکذب والتمويه الخداع التي
کان النظام يسعى إليها ويصور نفسه من خلالها بالمدافع الهصور عن الشعب الايراني قد تساقطت
کأوراق الخريف وظهر النظام على حقيقته البشعة.

قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي غمرة بحثهم عن مخرج للأزمة الخانقة التي يواجهها
نظامهم المحاصر بألف أزمة وأزمة وبشکل خاص بعد الانتفاضة الاخيرة وتزايد الاحتجاجات الشعبية
وفرض العقوبات الامريکية، يشنون الهجمات ضد بعضهم ويتبادلون التهم، وأساس الهجمات المتبادلة
يكمن في البحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية وتبرير الأوضاع الوخيمة،

من العار أن يصبح الکاهن زمارا. حکمة سومرية قديمة ولکنها بليغة ودقيقة في معانيها ومقاصدها
النهائية، ويبدو إن إيران وبعد الثورة التي أسقطت عرش الشاه وزلزلت المنطقة زلزالا عنيفا، قد إمتلئت
من أقصاها الى أقصاها بالکهنة الزمارين حتى إختلط الامر على الکثيرين في إجراء الفرز بين الکاهن
والزمار، لکن هذا زمار ولاية الفقيه لم يکن ککهنة سومر أو أي معبد ديني آخر، بل کان مميزا عن کل
أنواع الکهنة الزمارين الى الحد الذي يمکن القول إنه کان فريدا من نوعه وقد لايجود الدهر أبدا بنظير
أو شبيه له.