
يوم السبت 10 نوفمبر ودّع سائقو الشاحنات والمركبات الثقيلة الكادحون، اليوم العاشر من الجولة الجديدة لإضرابهم في مختلف مدن البلاد. وكان هؤلاء السائقون قد أضربوا في شهور يونيو وأغسطس وأكتوبر الماضية بسبب وضعهم المعيشي المتدهور وقلة أجور الحمل وغلاء فاحش لقطع الغيار وحالة التأمين الصعبة و… وكان إضرابهم في أكتوبر قد استغرق 21 يومًا.

لم يعد خافيا على أحد بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه أوضاعا غير عادية ويمر بواحدة
من أکثر المراحل حساسية وخطورة منذ تأسيسه ولاسيما وإن دوره وعلى مختلف الاصعدة لم يعد
فعالا ومٶثرا کما کان خلال الاعوام السابقة، وهو أمر يمکن ملاحظته ويتم التطرق إليه بصورة ملفتة
للنظر من جانب المراقبين السياسيين. وهذه الاوضاع ليست بسبب من العقوبات الامريکية بدفعتيها،
بل إن هناك أمور أخرى لايمکن تجاهلها والتغاضي عنها من حيث تأثيرها على هذا النظام.

كلما تقدمت بنا الأيام أكثر فأكثر نشهد اشتداد أزمات حكومة ولاية الفقيه المنهارة على الجهتين
الداخلية والدولية.
الضغوط الاقتصادية المتزايدة على الشعب والاحتجاجات والاضرابات الداخلية التي أربكت النظام
يوميا من جهة وفضح المخططات الإرهابية للنظام في المنطقة وفتح قضايا الإرهاب وزعزعة الاستقرار
في الدول المختلفة من جهة أخرى خلقت حالة من التخبط والهلع لدى نظام الملالي.

خلافا لتصريحات علي خامنئي ومسؤولي نظام الملالي القائمة على ” القوة” و ” المقدرة والتحكم”و
” الأمن” و” الواعدة” لنظامهم وأن نظامهم لايواجه أي طريق مسدود أو مأزق لكنهم أنفسهم يعلمون
جيدا أنه مع بدء المرحلة المميتة من العقوبات منذ تاريخ ٥ نوفمبر ٢٠١٨ دخلت الحالة مرحلة خطيرة
ستنتهي بسقوط النظام في القريب العاجل

يعتبر الملف الايراني من أهم وأكثر الملفات السياسية المطروحة على الصعيد الدولي لكونه متداخل
ومترابط مع مواضيع وأمور وقضايا دولية وإقليمية حساسة وإن التطرق له والبحث فيه يفتح الابواب
للكثير من المواضيع والقضايا الاخرى، وإن الاحداث والتطورات في إيران والمنطقة والعالم وبعد مضي
4 عقود على تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، صار هذا الملف في أمس الحاجة لأن يطرح
ويبحث خصوصا بعد أن دخل مرحلة لم يعد فيها هذا النظام يستطيع الامساك بزمام الامور كما كان
حاله في الاعوام السابقة.