
إن فترة العامين ونص العام بعد سقوط الدكتاتور الشاه، كانت دورة امتحان واختبار خطير بالنسبة للقوات الديمقراطية والتحررية الإيرانية. كان من الطبيعي أن العديد، قد نما مثل الأعشاب الربيعية، ولكن لأنهم لم يكونوا أهلا لها ، فقد اختفوا من المشهد. أما البعض الآخر فقد تشبث بذقون الملالي ولم يبق منهم سوى اسمهم.

مع استمرارالاحتجاجات وأنشطة معاقل الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية في داخل إيران وعقد مؤتمرات وتظاهرات المقاومة الإيرانية خارج البلاد؛ يحاول نظام الملالي إخماد الانتفاضة بالاعتقالات الواسعة وممارسة التعذيب على السجناء، غير مدركين أن المقاومة الإيرانية والمواطنين الإيرانيين لن يسكتوا حتى الإطاحة بالنظام. قدمت مراقبة حقوق الإنسان في إيران تقريرا حول انتهاك حقوق الإنسان من قبل حكومة ولاية الفقيه شهر يناير كانون الثاني 2019

أکثر سٶال يمکن التوقع بطرحه في غمرة إحتفال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بذکرى تأسيسه الاربعين، هو، هل يمکن أن يکون هناك عام آخر لإقامة هذا الاحتفال؟ الشکوك والتوجسات تطغي على معظم الاوساط الاعلامية والسياسية بشأن إحتمال أن يبقى هذا النظام لعام آخر خصوصا وإنه قد وصل الى مرحلة صار العالم کله يعلم بمدى وخامتها ولاسيما وإنه لم يعد في يديه مايمکن من معالجة وإصلاح الامور.

معضلات وأزمات النظام على الأصعدة المختلفة قد وصلت حد الانفجار ونقطة الحسم. عناصر النظام ووسائل الإعلام التابعة له يحذرون بعضهم بعضًا في كل مجال ويؤكدون أنه لم تعد أمامنا فرصة، وإذا أتت السيول، فتجرفنا كلنا و… وفي المجال الاقتصادي يذكرون بنكد العيش وسوء حال المواطنين ويرون استمرار الوضع الموجود أمرًا مستحيلًا وغير قابل للتحمل. كما وحتى في مجال الصراع على السلطة والتناقضات الداخلية للنظام، يعتقدون أن الوضع لا يمكن استمراره بهذا المنوال. كل هذه التحذيرات مهما كان صعيده، لها جذر واحد.