إیران: أسرّة المستشفيات تصبح فارغة فقط عند وفاة أحد المصابين بفيروس كورونا– ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن الطبيب أرام عشقي قوله في 3 أغسطس / آب:”نحن على شفا كارثة وقد تخلوا عن البلاد حرفياً. لا توجد أسرة فارغة في المستشفيات. فالأسرّة تصبح فارغة فقط بعد وفاة أحد المصابين”.
هذا لا يمثل سوى جزء صغير من الحقيقة في إيران، حيث اجتاح فيروس كورونا البلاد ولمدة خمسة أيام متتالية، تجاوز عدد الوفيات الرسمي 500 حالة وفاة. هذا بينما أعلنت حركة مجاهدي خلق المعارضة (مجاهدي خلق / منظمة مجاهدي خلق الإيرانية) أن العدد الفعلي للوفيات جراء الإصابة بفيروس كوفيد- 19 يتجاوز 1700 حالة في اليوم الواحد.
في اليوم السابق، قدم نائب وزير الصحة السابق إيراج حريرجي حقائق مؤثرة حول الأزمة الصحية في إيران. ونقلت وكالة مهر للأنباء عن حريرجي قوله في 2 أغسطس / آب: “قد تختلف الإحصائيات الرسمية لحالات الإصابة وحالات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كوفيد -19 قليلاً عن الأرقام الحقيقية”.
وأضاف حريرجي: “تُظهر التوقعات التي أجرتها جامعة مقرها الولايات المتحدة أنه في غضون ستة أسابيع، سيصل عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كوفيد- 19 إلى حوالي 600 حالة وفاة في اليوم الواحد، وربما حتى 800”. وفي نفس اليوم، أعلنت وزارة الصحة و فاة 411 مصابًا بفيروس كورونا.
حريرجي ليس المسؤول الصحي الوحيد الذي يعترف بإخفاء الحكومة بشأن ضحايا فيروس كورونا. في هذه الأيام، لا يمكن لأي مسؤول التقليل من حجم الوباء في إيران بينما يقول المتخصصون بوضوح، “سد أجهزتنا الصحية ينهار”.
وصرّح الدكتور بيام طبرسي، رئيس قسم علم الأوبئة في مستشفى مسيح دانشوري بالعاصمة طهران في مقابلة مع وكالة أنباء فارس يوم 3 أغسطس / آب. أن “عدد الأشخاص الذين يدخلون مختلف المستشفيات مرتفع للغاية. كان أمس أحد أسوأ الأيام … حيث بلغ عدد الوفيات جراء الأصابة بفيروس كورونا هو 700 إلى 800 حالة وفاة.”
من ناحية أخرى، كشف علي رضا زالي، رئيس فريق عمل طهران لفيروس كوفيد- 19، عن تفاصيل دامغة حول سوء إدارة الحكومة في عصر الوباء.
وفقًا لتقرير وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) في 12 أغسطس / آب، صرّح زالي قائلًا: “عندما جاء خبراء منظمة الصحة العالمية إلى إيران، بدلاً من إجراء جلسات استشارية معهم، طلبنا منهم باستمرار الثناء على أجهزتنا الطبية في وسائل الإعلام. وأخفينا العدد الفعلي لحالات الوفاة عن منظمة الصحة العالمية.”
قال زالي: “لقد أعدنا المساعدات العالمية وتلك المقدمة من منظمة أطباء بلا حدود من المطار، بينما لم تكن لدينا معلومات كافية عن الفيروس، كما أننا لم نستخدم الدعم الاستشاري الدولي”، مضيفًا: “لماذا لا تقدم لنا الصين، كونها صديقنا المقرب، لقاحات كافية؟؟ لم يكن سفراؤنا في الدول الأجنبية يسعون لشراء اللقاحات. لقد تحدثت مع السفير الياباني وقال إن السفير الإيراني لم يطلب اللقاحات على الإطلاق. أي نوع من الدبلوماسية هذه؟ ”
في الواقع، حظر المرشد الأعلى علي خامنئي استيراد لقاحات فيروس كوفيد – 19الموثوقة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحتى فرنسا في 8 يناير/ كانون الثاني. وبثت إذاعة جمهورية إيران الإسلامية تصريحات خامنئي. “لقد قلت هذه [النقطة] للمسؤولين والآن أقولها علنًا.”
حرم خامنئي ملايين الإيرانيين من لقاحات فيروس كوفيد-19 الموثوقة بينما كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد قد كشف بالفعل، “السبب في الحالة الفوضوية لفيروس كوفيد – 19 وعدم اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن، هو أن المسؤولين أنفسهم قد تم تطعيمهم وهم يشعرون بالأمان الآن. لقد تلقوا لقاحات من النوع الجيد.”
في مثل هذه الظروف، وبينما يتجاوز عدد الوفيات الرسمي 500 حالة في اليوم الواحد، يصدر المختصون الصحيون باستمرار تحذيرات بشأن التجمعات المزدحمة، لا سيما في الأشهر المقدسة من محرم. لقد حثوا المسؤولين مرارًا وتكرارًا على فرض إغلاق لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لكسر سلسلة الفيروسات.
ومع ذلك، في تصريحاته الأولى كرئيس لفريق العمل الوطني لـفيروس كوفيد- 19، أصرّ الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي على عقد التجمعات الدينية المزدحمة، والتي ستؤدي بلا شك إلى سقوط المزيد من الضحايا.
وصرّح رئيسي: “أعتقد حقًا أن هذه التجمعات الدينية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على روح المجتمع وحياة الناس.”