احتجاجات المياه تسفر عن أكثر من 100 معتقل في جنوب غرب إيران- نزل الإيرانيون الليلة الماضية في محافظة خوزستان الجنوبية الغربية إلى الشوارع لليلة العاشرة على التوالي للمطالبة بالمياه، بالرغم من القمع الوحشي وانقطاع الإنترنت. کما خرج مواطنون في مدن تبریز وزنجان وبجنورد ومدن أخرى لدعم انتفاضة العطشى في خوزستان. وبدأت الاحتجاجات في 15 يوليو/ تموز وامتدت إلى أكثر من 30 مدينة.
وقد قُتل تسعة متظاهرين خلال الليالي الماضية، وأصيب واعتُقل كثيرون. حيث قُتل “أوميد أزرخوش” البالغ من العمر 20 عامًا في 22 يوليو/ تموز في “أليكودرز” غربي إيران. وأكد مسؤول في الشرطة في لرستان مقتل شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، وألقى باللوم في ذلك على “مناهضي ثورة الملالي”. وقال إن الشاب قُتل بواسطة طلقات خرطوش استخدمها “مناهضون لثورة الملالي”. وعادة ما تستخدم القوات القمعية تلك الطلقات لقمع الاحتجاجات.
وفي الليالي السابقة، قُتل في الاحتجاجات مصطفى عساكرة (نعيماوي)، قاسم ناصري (خضيري)، ميثم آرجم، حمزة (فرزاد) فريسات، مهدي جناني، حميد مجدم (جوكاري)، هادي بهمني.
حيث نشرت وكالة أنباء حقوق الإنسان أسماء 102 متظاهرًا تم اعتقالهم. ونشرت أيضًا قناة تيليجرام محلية تسمي خاکزدگان تقريرًا بأسماء 350 شخصًا. وقال كلا المصدرين أن هناك المزيد.
وتُظهر التقارير ومقاطع الفيديوالتي تم تصويرها بواسطة مواطنون ايرانيون تواجدًا كثيفًا للقوات القمعية التابعة للنظام في الليالي الماضية. حيث كانت هناك تقارير محلية عن انقطاع التيار الكهربائي بالإضافة إلى انقطاع الإنترنت.
وقد تجمّع الإيرانيون في مدينة “رباط كريم”، جنوب غرب طهران، دعما للاحتجاجات ضد شحّ المياه في خوزستان لــ الليلة التاسعة. أما في ساوة، وسط إيران، أغلق السكان المحليون طريقاً وكتبوا “خوزستان ليست وحدها” على حاجز خرساني دعماً للاحتجاجات ضد نقص المياه.
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية تدينان استخدام القوة المميتة
بالأمس، دعمت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان “ميشيل باشليت” المتظاهرين العطشى في خوزستان. ودعت سلطات نظام الملالي إلى “التركيز على اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة النقص المزمن في المياه في محافظة خوزستان، بدلاً من استخدام القوة المفرطة والاعتقالات الواسعة النطاق لسحق الاحتجاجات على الوضع الراهن”.
حيث صرّحت باشليت: “إنني قلقة للغاية بشأن الوفيات والإصابات التي حدثت خلال الأسبوع الماضي، فضلاً عن الاعتقالات والاحتجازات التي تمت على نطاق واسع”.
كما نشرت منظمة العفو الدولية تقريرًا في 23 يوليو/ تموز والتي أدانت فيه استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين العزل. وقارنت المنظمة تلك الاحتجاجات المناهضة لحكومة الملالي بنظيرتها التي حدثت على مستوى البلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، حيث قُتل أكثر من 1500 متظاهر على أيدي قوات الحرس.
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “إن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين العزّل الذين لا يشكلون أي تهديد وشيك على الحياة هو انتهاك مروّع لالتزام السلطات بحماية الحياة البشرية. وإن المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في إيران للتعبير عن مشاكلهم الاقتصادية والسياسية المشروعة يواجهون وابلًا من إطلاق النار والغاز المسيل للدموع والاعتقالات”.
سلطات نظام الملالي لديها سجل مروّع في استخدام القوة المميتة وغير المشروعة. والأحداث الجارية في خوزستان لها أصداء تقشعّر لها الأبدان حدثت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، عندما قتلت القوات القمعية بشكل غير قانوني المئات من المتظاهرين والمارة، لكنها لم تُحاسب قط. وإن وضع حد للإفلات من العقاب أمر ضروري لمنع المزيد من إراقة الدماء “.
إن سلطات النظام لا تتخذ إجراءات لحل مشكلة المياه
قال رئيس النظام المنتهية ولايته، “حسن روحاني” اليوم: إنه لا يمكن فتح المياه من السدود في خوزستان، لأنه من الوارد أن يكون هناك نقص في أشهر الخريف.
وقال إنه يأمل “أن يُنزل الله رحمته” أي ينزل المطر وفي تقرير صادر عن وكالة أنباء مهر للأنباء الحكومية، قال عالم في البيئة وناشط بيئي، إن وزارة البترول قامت بتجفيف أراضي هور العظيم الرطبة (أهوار الحويزة) عن طريق حفر آبار تجريبية.
وإن وزارة البترول قامت بتجفيف أجزاء من الأراضي الرطبة “هور العظيم” وتم تحويلها الى خمسة أحواض لاستخدامها فى البترول.
وقال إسماعيل كهروم، عالم البيئة والناشط البيئي “بينما كانت تُستخدم تلك الأحواض من قبل للمياه، فقد ضحوا بالماء من أجل النفط”.
وفي تقرير آخر نشره موقع إلكتروني، قال وكيل وزارة البيئة إن “هور العظيم” تم تجفيفه من أجل شركات النفط الصينية، بتصاريح من المجلس الأعلى للأمن القومي التابع للنظام.