الأزمة السياسية في إيران تتفاقم مع اقتراب سقوط النظام
الزيارات الدعائية لإبراهيم رئيسي لمختلف محافظات البلاد
توضح الأحداث الأخيرة، مثل الزيارات الدعائية التي قام بها رئيس النظام إبراهيم رئيسي لمختلف محافظات البلاد، وتعيين قادة قوات حرس نظام الملالي كمحافظين للمحافظات أو زيادة إعدام السجناء دون أي مبرر، أن أهم شىء بالنسبة لنظام الملالي هي الحفاظ على بقاءه.
الأزمة السياسية في إيران: النظام لن يقدر على مواجهة الشعب
توالت صرخات الأئمة في خطب الجمعة حول خطورة “النفاق”، ربما الأهم من ذلك، أن جميع المؤشرات تدل على أن النظام ميئوس منه ولا يوجد أي أمل في المستقبل، فالمعركة الرئيسية للنظام في الوقت الحالي هي تجنب الانخراط في الأمور الأمنية، وذلك لأنه في حالة إندلاع المزيد من الاحتجاجات بعد احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، فلن يكون النظام قادرًا على مواجهة الشعب.
والسبب بسيط للغاية: فبعد مقتل 1500 شخص في الاحتجاجات الأخيرة، أصبح المواطنون في حالة من الغليان، وأي خطوة قادمة ستكون عواقبها كارثية على النظام الديكتاتوري. والتركيبة الجديدة لحكومة حزب الله لا تترك مجالًا للشك في أن المرشد الأعلى للنظام، على خامنئي، يعرف أفضل من أي شخص آخر أن نظامه الفاشي على وشك الإطاحة به. وبالتالي فهو لا يهمه شيء آخر، بما في ذلك الاقتصاد أو البيئة أو الصحة العامة أو التعليم، فأولويته الوحيدة الآن هي ضمان بقاء حكمه.
الخبراء في إيران يعتقدون أنه قد فات الأوان
بصفته الرئيس المختار من قبل المرشد الأعلى، يعمل إبراهيم رئيسي كرجل إطفاء، ينطلق من مقاطعة إلى أخرى لإخماد نيران الغضب الشعبي بما يسمى بـ “الإدارة الجهادية” قبل فوات الأوان. لكن الخبراء في إيران يعتقدون أن الأوان قد فات بالفعل. لنأخذ في الاعتبار كلمات أحمد علم الهدى في خطبة صلاة الجمعة في مشهد من أجل الحصول على نظرة أكثر موضوعية لهذه القضية: “في المواقف الحسّاسة للغاية، يسعى العدو إلى التآمر لإحداث أزمة اجتماعية في البلاد، واستخدام هذه الأزمة الاجتماعية لتنفيذ أهدافه الخبيثة”.
أفاد تلفزيون الدولة أستان رضوي في 29 أكتوبر / تشرين الأول أن “العدو خطط لعدوان إلكتروني على النظام الذكي لتوزيع الوقود من أجل تحريض الناس على التمرد”. وبعدها تتصاعد القضية، مما يضغط على محطات الوقود بشكل كبير، الأمر الذي يترك المواطنين بدون وقود وبالتالي حدوث أزمة اجتماعية كبيرة.
حدث تؤثر عواقبه على النظام
لقد جاءت ذكرى احتجاجات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 ببعض الأمور الحساسة التي لا تزال تؤثر نتائجها على النظام.
ووصف مغادرة رئيسي لمؤتمر وزراء الخارجية والاندفاع إلى محطات الوقود خوفًا من تجدد الاضطرابات المدنية. ” غادر الرئيس اجتماع وزراء خارجية دول الجوار وتوجه الى محطات الوقود لمراقبة المشهد عن قرب. وبعدها ذهب إلى وزارة النفط لحل المشكلة التي توقعوا حلها في غضون أسبوع تقريبًا. وصرّح: “إيران القوية لديها أحد أقوى القوات المسلحة في المنطقة”، متجاهلًا الضعف العسكري الفعلي للنظام. وأضاف “لن تصل جمهورية الملالي إلى طريق مسدود”.
اولئك الذين يشهدون زوال النظام
حاول رئيسي تعزية قوى النظام المتشائمة التي تشهد سقوط النظام. وعلى الرغم من ذلك، كان يضطر أحيانًا إلى الكشف عن وضع النظام الذي يقترب من نهايته”. في الساحة الداخلية، استهدف العدو آمال الناس [اقرأ: عناصر النظام] حتى يصاب الناس [عناصر الباسيج وقوات حرس نظام الملالي] بحالة من خيبة أمل، ويقول البعض بلا أمل في الفضاء الإلكتروني أن شىء لم يتغير و أن النظام على وشك الانهيار”.