الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

المصير القاتم للباعة الجائلين في إيران

انضموا إلى الحركة العالمية

المصير القاتم للباعة الجائلين في إيران

المصير القاتم للباعة الجائلين في إيران

المصير القاتم للباعة الجائلين في إيران- أدى انتشار الفقر والبطالة في إيران، والوضع الاقتصادي الكارثي في المجتمع، إلى جعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لملايين المواطنين الإيرانيين لدرجة أنهم أجبروا على البيع في الشوارع لكسب قوت يومهم. تغيرت صورة المدن الكبرى في العشرين شهرًا الماضية بعد تفشي فيروس كورونا، ووفقًا لتقارير إعلامية، يوجد الآن مايقرب من 16 مليون مواطن يبيعون البضائع في شوارع إيران. 

في المدن الكبرى على الأرصفة، ومترو الأنفاق، وفي الحافلات، وتقاطعات الطرق المزدحمة دائمًا، وعلى الرغم من الذروة السادسة لفيروس كورونا، يمكنك رؤية كبار السن من الرجال والنساء ممن نُحتت على وجوههم مرارة الحياة. كما يمكنك رؤية العديد من طلاب الدراسات العليا بين هؤلاء. 

المصير القاتم

قالت امرأة تبلغ من العمر 45 عامًا، قدمت نفسها على أنها ربة أسرتها، وأن لديها أربعة أطفال، من بينهم ولدان أحدهما في مرحلة الدراسة، وحيث أن نفقاتهم باهظة، فقد اضطرت للعمل كبائعة متجولة. 

ولكن نتيجة للوضع الحالي لفيروس كورونا، فقد العديد من الأشخاص الذين يعيشون في العاصمة طهران أو المدن الكبرى وظائفهم الدائمة، ويكسبون رزقهم الآن من خلال البيع في الشوارع. 

يعمل بعضهم داخل مترو الأنفاق، ويتنقلون من محطة إلى أخرى ومن عربة إلى عربة لبيع البضائع البسيطة مثل الأساور والملابس وأي عنصر يستخدم في الحياة اليومية. 

يرى الكثيرون منهم أن تلك الوظيفة تقلل من مكانتهم الاجتماعية، لذلك يرتدي بعضهم أقنعة خوفًا من التعرف عليهم. كما يمارس بعض الباعة الجائلين تلك الوظيفة على أنها وظيفتهم الثانية أو الثالثة، لأنهم لا يستطيعون إعالة أسرهم، والتأمين ضد البطالة في إيران منخفض جدًا لدرجة أنه لا يستحق حتى متابعته. 

وبالطبع فإن مبيعات شركات النظام الكبيرة التي تستورد كميات كبيرة من السلع الاستهلاكية، يحقق أرباحًا ضخمة مع هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في الشوارع. 

بينما الظاهرة الأكثر شراً التي يواجهها الناس هي شبكة مافيا معقدة تابعة للفصائل الحاكمة في إيران، والتي تهدد وتبتز هؤلاء الأشخاص للسماح لهم بأداء عملهم. 

هذه الشبكة لا تظهر أي رحمة للباعة الجائلين، وفي اليوم الذي لا يبيع فيه الباعة بضائعهم ويملكون المال للدفع لهم، لا يجدوا سوى مصادرة البضائع والشتائم القبيحة، والتي يتم تنفيذها في الغالب بحجة قطع الطريق العام. 

لذلك، فإن معدل الانتحار بين هؤلاء الفقراء مرتفع للغاية. كما شهدنا خلال السنوات الماضية، انتحر بعضهم، وأحرقوا أنفسهم أمام مكاتب النظام، احتجاجًا على سلوك بلدية النظام. 

المصير القاتم للباعة الجائلين

وفي تصريح للاقتصادي الإيراني، فرشاد مؤمني، عن الباعة الجائلين: 

“هذه المجموعات، التي نتيجة للفقر، تستسلم لوظائف لا قيمة لها وغير مهمة بسبب إفلاس اقتصاد البلاد، تعمل في وظائف طفيلية ”. 

هناك العديد من الأشخاص المتشابهين في المجتمع الإيراني، وقد ازداد في هذين العامين. في هذين العامين من الغزو المرضي لإيران والعالم، تحطمت معادلة كثير من الناس ”. 

في 15 سبتمبر/ أيلول 2021، سلط رئيس برلمان النظام، محمد باقر قاليباف، الضوء في مقابلة على الوضع الحقيقي للبلاد: 

ليس هناك ما يشير إلى بناء القرار والإدارة في البلاد، فعندما نجلس في الاجتماعات، نطرح الكثير من الأسئلة التي لا يعرف أحد أين إجابتها. 

إذا تم أخذ التكنولوجيا في الاعتبار في مجال الحوكمة، فإن الهيكل الإداري والتنفيذي المعيب الذي ورثناه لسنوات عديدة سيقاوم التكنولوجيا ونجد أن هذا الهيكل ليس له أي صلة بالتكنولوجيا. 

“في ذروة هذا الوضع، يُقال إنه ليس لدينا أموال في البلاد، فنحن ننفق ما لا يقل عن 160 مليار دولار سنويًا على الطاقة الأحفورية، بينما نعلم أن 50 بالمائة من هذه الطاقة الأحفورية تضيع وأن هناك حالة من عدم التوازن والظلم، حيث ينشأ من هذا الطريق حالة الفقر وقمم التعددية.” 

وأكدّ قاليباف أنه “للأسف لدينا اختلالات في كل مكان في البلد حيث نشير إلى التفاوت في التوظيف ومركزية السلطة وصناديق التقاعد وعدم التوازن بين السلطة التقديرية والمسؤولية، وعلى الرغم من أن لدينا عائدات بقيمة 110 مليار دولار لكننا نرى نسب تضخم تتكون من رقمين وعائدات معلنة بقيمة 20 مليار دولار، وما زلنا نرى عجزًا في الميزانية ونسب تضخم عالية ”. 

في النهاية اعترف قاليباف بمأزق النظام وقال: “أن هذا يتسبب في معوقات إضافية للبلاد كل يوم”.