الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

المغرب يحذر من تزايد التغلغل الإيراني في أفريقيا

انضموا إلى الحركة العالمية

المغرب يحذر من تزايد التغلغل الإيراني في أفريقيا

المغرب يحذر من تزايد التغلغل الإيراني في أفريقيا

المغرب يحذر من تزايد التغلغل الإيراني في أفريقيا- ما الدافع وراء نشاط النظام الإيراني الجديد في أفريقيا؟ يشير مسؤولون مغربيون إلى عدد من العوامل. أولها هو الانتهازية الاستراتيجية، وذلك مع ازدياد الأهمية الاقتصادية والسياسية العالمية للقارة الأفريقية.

بينما تركز إدارة بايدن على تجديد الدبلوماسية النووية مع إيران، إلا أن الإدارة لم تدرك الإشارات الواضحة على تصعيد النظام الإيراني لنشاطه في مسرح استراتيجي مهم: شمال أفريقيا. هذا هو التحذير الذي سمعته في الرباط، عاصمة المغرب، حيث سافرت مطلع هذا الشهر بدعوة من وزارة الخارجية المغربية.

في ضوء مراجعة السياسة الأمريكية تجاه هذا البلد الشمال أفريقي، وبالنظر إلى الاضطرابات المستمرة في ليبيا القريبة، ومع تصاعد حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل الملاصقة، باتت أجندة المملكة بالفعل حافلة. لقد زاد كل هذا من مستوى القلق لدى صنّاع السياسات المحليين تجاه ما يعتبرونه هجومًا إيرانيًا استراتيجيًا على القارة. أخبرني مسؤول مغربي رفيع قائلا “لم يعد دقيقا الحديث فقط عن إيران في غرب أفريقيا” مضيفا “أصبح الإيرانيون الآن في جميع أرجاء القارة”.

المغرب يحذر من تزايد التغلغل الإيراني حيث قال  لقد أخُبرت أن النظام الإيراني يبني حضورًا إقليميا دائما عبر إقامة مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية عبر القارة، مستغلا المغتربين اللبنانيين الكُثر والمتعاطفين المتواجدين في العديد من الدول الأفريقية. هناك أيضا أدلة موثوقة بأن إيران تتعاون مع مجموعات إقليمية متشددة. على سبيل المثال، مستعينة بمساعدة مليشيا حزب الله اللبناني، دعمت إيران جبهة البوليساريو اليسارية منذ عام 2017 على الأقل. (كان ذلك التعاون مقلقا للغاية ما دفع المملكة لقطع علاقتها رسميًا مع إيران عام 2018 نتيجة لذلك). من المعلوم أيضا أن وفود جبهة البوليساريو سافروا ايضًا إلى لبنان للتدريب، بحسب ما يقوله خبراء أمنيون. بالمثل، تمتلك إيران الآن حضورًا قويًا في موريتانيا المجاورة وفي تونس القريبة، ويُعتقد أنها تقوم بعمليات تجنيد في هذين البلدين.

إن هذا النمط من الأنشطة مألوف للغاية. وهذا يشبه لحد كبير جهود إيران السابقة منذ عقد ونصف مضى لاختراق أمريكا اللاتينية وخلق “ساحة دعم” في نصف الكرة الغربي للتهرب من العقوبات الدولية، وتعزيز علاقاتها مع أنظمة متعاطفة ومناهضة لأمريكا، وتأسيس قدرة عملياتية مستترة يمكن حشدها ضد الولايات المتحدة. إن نتائج هذا النشاط غير المتماثل كانت صادمة. وبحسب عملية توثيق أجريتها أنا بالتعاون مع “جوزيف هوماير” رئيس “مركز من أجل مجتمع حر وآمن”، في بداية عام 2010، نجحت إيران في إقامة شبكة من العلاقات والترتيبات غير المنتظمة في جميع أنحاء الأمريكيتين. تراوحت هذه العلاقات بين صفقات مالية ساعدت في تخفيف الضغط الأمريكي الاقتصادي، وصولا إلى إجراء اتصالات مع متشددين إقليميين، ما مكّن من حصول ما لا يقل عن ثلاثة مخططات نظمتها أو حثت عليها إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 2007 و2012. والآن، يبدو أن نمط الاختراق هذا يجرى تكراره في أفريقيا.

ما الدافع ورائع أنشطة إيران في أفريقيا؟ يشير مسؤولون مغربيون إلى عدد من العوامل. أولها هو الانتهازية الاستراتيجية، إذ تزداد الأهمية الاقتصادية والسياسية العالمية للقارة الأفريقية. والعامل الثاني هو جهود النظام لتخفيف سياسة “الضغوط القصوى” لإدارة ترمب، والتي نجحت بشكل كبير في الإضرار بالاقتصاد الإيراني في العامين الماضيين. العامل الثالث، وربما يكون أكبر مصدر للقلق في السياق المحلي، هو أن إيران باتت مهتمة أكثر بأفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس “قاسم سلماني” في يناير 2020- ما يزيد من المخاوف وسط مسؤولين محليين بأن طهران قد تنتقم لمقتل سليماني عبر استهداف مصالح أمريكية في القارة.

كل هذا ولّد مخاوف متزايدة لدى الرباط التي زادت من جهودها لمراقبة أنشطة إيران ووكيلها الرئيسي حزب الله في جوارها المباشر. إن المسؤولين المغاربة مقتنعون أن رغبة النظام الإيراني النهائية ذات شقين هما: تعزيز سيطرته على المسلمين الشيعة في القارة، واستخدام هذه المجموعة كأداة تأثير سياسية لتشكيل سياسات المنطقة، وإنشاء قدرة عملياتية كامنة يمكن عبرها الردّ على الولايات المتحدة.

بالنسبة لإدارة بايدن، يعتبر هذا التحذير جاء في وقته المناسب. فمنذ توليه السلطة في يناير، جعل الرئيس الجديد إعادة ترتيب العلاقات مع طهران أولوية عليا في السياسة الخارجية. وتماما مثلما فعلت إدارة أوباما، ستعطي الإدارة الجديدة أولوية للتوصل لنوع من التسوية لبرنامج إيران النووي على حساب الاهتمام بأنشطة النظام الإيراني الخبيثة الأخرى. لكن، لو كانت الإشارات القادمة من الرباط تحمل إشارة، فقد تتحول سياسة الإدارة الحالية لخطأ مكلف، إذ يعمل نظام إيران المتشدد على بناء وجود في القارة الأفريقية قادر على تهديد أمريكا وشركائها المحليين.