النظام الإيراني يمهد الطريق لرئاسة إبراهيم رئيسي– عشية الانتخابات الرئاسية الصورية لنظام الملالي، يمهد النظام المسرح لتسهيل الأمرعلى إبراهيم رئيسي، المرشح المفضل للمرشد الأعلى علي خامنئي، ليصبح الرئيس المقبل للنظام.
وفي يوم الأربعاء، أعلن المرشح علي رضا زاكاني انسحابه من السباق الرئاسي لصالح رئيسي. وقال زاكاني في مقابلة مع شبكة التلفزيون الحكومية التابعة للنظام “بالنظر إلى الترحيب الذي لاقاه رئيسي، أرى أنه مؤهل أكثر مني. سأصوت له وآمل أن تكون هناك إصلاحات أساسية في البلاد تحت حكمه “.
والجدير بالذكر أن رئيسي هو أحد المسؤولين الرئيسيين المتورطين في مذبحة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي. إنه مكروه للغاية بين الناس ويشتهر باسم “تابع مذبحة عام 1988”. شهدت “إصلاحات” رئيسي خلال الفترة الأخيرة التي قضاها كرئيس للسلطة القضائية زيادة في عمليات الإعدام والاعتقال والتعذيب بحق النشطاء والمعارضين.في عهد رئيسي، اعتقل النظام آلاف المتظاهرين وأرسلهم إلى السجون، حيث تعرضوا للتعذيب الوحشي. وأعدم قضاء رئيسي العديد من السجناء السياسيين، من بينهم نافيد أفكاري ومحسن صالحي. ومات غيرهم الكثير تحت تأثير التعذيب في السجن،مثل بهنام محجوبي.
في عام 2019، عاقبت وزارة الخزانة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، إبراهيم رئيسي “لإشرافه الإداري على إعدامات الأفراد الذين كانوا أحداثاً وقت اتهامهم بتلك الجرائم وتعذيبهم وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة للسجناء في إيران”.
كما أشارت وزارة الخزانة إلى الوقت الذي أمضاه رئيسي في مكتب المدعي العام في طهران، ووصفته بأنه “متورط” في حملة قوات الأمن على احتجاجات إيران عام 2009 في أعقاب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها. كما سلطت وزارة الخزانة الضوء على رئيسي في مذبحة عام 1988.
في الأسابيع الأخيرة ، “رحّب” الشعب الإيراني بترشيح رئيسي من خلال تمزيق وحرق ملصقاته في جميع أنحاء إيران.
والجدير بالذكر أن زاكاني مرتبط بشكل وثيق بقوات حرس نظام الملالي، وهو الجهاز العسكري الذي يتبع خامنئي فقط ولديه شبه سيطرة على الاقتصاد الإيراني والعسكري والأمني وأنشطة الإرهاب الخارجي.
انسحب زاكاني بعدما طالب 210 من أعضاء البرلمان زاكاني وأمير حسين قاضي زاده هاشمي ومحسن رضائي وسعيد جليلي إلى الانسحاب لصالح رئيسي. ومن الجدير بالذكر أن المرشحين الآخرين قد اختاروا هؤلاء الخمسة باعتبارهم “مرشحين ديكور” لإبراهيم رئيسي خلال المناظرات المتلفزة التي عٌقِدت في الأسابيع الماضية.
قبل وقت قصير من إعلان زاكاني انسحابه من الانتخابات، أعلن محسن مهر علي زاده، مرشح آخر في السباق الرئاسي الوهمي، انسحابه هو الآخر في رسالة إلى وزارة الداخلية. كما أعلن جليلي هو الآخر انسحابه لصالح رئيسي.
وسائل الإعلام الحكومية تحذر من المقاطعة الجماعية للانتخابات
بعد أن أعلن جمال عرف، رئيس لجنة الانتخابات، يوم الثلاثاء أن نسبة التصويت ستكون حوالي 37-47 في المائة، ردت وسائل الإعلام الحكومية بالتحذير من الاعتراف بانخفاض نسبة التصويت.
وفي هذا الصدد، كتبت وكالة تسنيم الجديدة، التابعة لقوات حرس نظام الملالي، يوم الأربعاء، أن “جمال عرف، رئيس لجنة الانتخابات، أعلن أمس في مؤتمر صحفي أنه بناءً على استطلاعات الرأي، فإن نسبة المشاركة في انتخابات 18 يونيو/ حزيران ستتراوح بين 37-47 بالمائة. هذه التصريحات التي أدلى بها رئيس لجنة الانتخابات، هي تصريحات غير مسؤولة وصادمة لأن وسائل الإعلام الأجنبية وجماعات المعارضة تحاول ثني إقبال الناخبين “.
ويأتي التحذير في ظل حملة موسعة داخل إيران يعلن فيها كثير من الناس ازدراءهم التام للنظام وعزمهم على مقاطعة الانتخابات. حتى استطلاع للرأي أجراه مركز استطلاع الرأي العام للطلاب الإيرانيين الحكومية يضع الإقبال علي الانتخابات على المسار الصحيح ليكون الأدنى منذ ثورة 1979.
في غضون ذلك، حذرت صحيفة أرمان، في يوم الأربعاء، من أن المرشحين لا يفون بوعودهم “عندما يٌقدّم بعض الناس، وخاصة المرشحين للرئاسة، وعودًا ولا يفون بها، سيكون الأمر بمثابة زلزال يؤثر على المجتمع بأسره. كلما كان مقدار هذه الوعود أكبر، كلما كان الأمر أكثر تدميراً.”