الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تردي وضع حقوق الإنسان في إيران دلالة علی الأوضاع المزرية والهشة للنظام

انضموا إلى الحركة العالمية

تردي وضع حقوق الإنسان في إيران دلالة علی الأوضاع المزرية والهشة للنظام

تردي وضع حقوق الإنسان في إيران دلالة علی الأوضاع المزرية والهشة للنظام

تردي وضع حقوق الإنسان في إيران دلالة علی الأوضاع المزرية والهشة للنظام – يعكس تدهور وضع حقوق الإنسان في إيران بشكل موضوعي هشاشة أوضاع حکومة الملالي.

تدهورت أوضاع حقوق الإنسان في إيران بشکل خطیر للغایة منذ شهر أغسطس المنصرم. حیث أخذت وتیرة انتهاك حقوق الإنسان وممارسة القمع والعنف من قبل قضاء الملالي وأجهزته الأمنیة تزامناً مع تصاعد وتیرة التحذیرات التي أطلقها الخبراء الحكوميون بشأن تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

إلقاء نظرة على إحصائيات شهر أغسطس من العام الجاري، من شأنها أن تمنحنا صورة أكثر دقة عن الموضوع.

سلسلة الإعدامات والحکم بعقوبة الموت

نفذ النظام الإيراني 36 حکماً بالإعدام على أقل تقدیر خلال شهر أغسطس، یتعلق 24 حكماً منها بجرائم القتل، بينما ترجع بقية الإعدامات إلی التهم السیاسیة والاتجار بالمخدرات والجرائم الأمنية.

في أوائل أغسطس 2020، تم إعدام سجينين سياسيين كرديين في سجن أورمية المركزي، هما دياكو رسول زاده وصابر شيخ عبد الله.

وفي الخامس من أغسطس، أُعدم مصطفى صالحي، أحد معتقلي احتجاجات يناير 2018، في سجن دستکرد الواقع في بلدة كهریزسنك بمقاطعة نجف آباد في محافظة أصفهان. وقد أثار إعدام صالحي، وسط ذهول الجمیع، موجة من الغضب والإدانة بین رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، أيدت المحكمة العليا الشهر الماضي أحكام الإعدام الصادرة بحق خمسة من المتظاهرین تم اعتقالهم خلال احتجاجات يناير 2018. وعلى الرغم من إنكار محکمة العدل في محافظة أصفهان للأمر، فقد أكدت المحكمة العليا أحكام الإعدام الصادرة بحق مهدي صالحي، قلعة شاهرخي، محمد بسطامي، عباس محمدي، مجید نظري کندري وهادي كياني.

وقد تعرض المعتقلون الخمسة لأشد أنواع التعذيب فترة اعتقالهم لانتزاع اعترافات قسریة كاذبة منهم. كما قال المعتقلون للقاضي خلال المحكمة إنهم تعرضوا لأبشع أشكال التعذيب لیعترفوا ضد أنفسهم.

المعارضون السياسيون

مارس مسؤولو النظام مزيداً من الضغط على المعارضين السياسيين في أواخر یولیو وأوائل أغسطس 2020:

– في 22 یولیو 2020، تم نقل السجين السياسي مجید أسدي، من سجن رجائي في مدینة كرج إلى معتقل مخابرات قوات الحرس المعروف بالعنبر 209 في سجن إيفين، وخضع السجین للاستجواب. تم استدعاء أسدي وزمیلیه في العنبر، بیام شکیبا ومحمد بنازاده أمير خيزي، إلى سجن إيفين بهدف اختلاق ملفات قضية جديدة ضدهم وإصدار أحکاماً ثقیلة علیهم.

– تم نقل السجینة السیاسیة من أنصار مجاهدي خلق، فاطمة مثنى، إلى المستشفى بعد فقدانها للوعي جراء الإهمال الشدید لحالتها الصحیة، کما ويشتبه في إصابتها بفیروس كورونا.

– تتعرض السجینتان السیاسيتان، فروغ تقي بور وبرستو معیني لضغوط شديدة.

– تم اختلاق ملفات جدیدة للسجینتین السیاسیتین، آتنا دائمي ومریم أکبري منفرد.

– عدم الاطلاع علی وضع السجين السياسي، أرجنك داودي، البالغ من العمر 67 عاماً، بعد 16 عاماً قضاها في السجن، من أبرز الأمثلة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

نشر السجين السياسي السني حمزة درويش، رسالة کشف فیها عن الضغوط الهائلة والمعاملة البغيضة التي یتعرض لها السجين السياسي من قبل مسؤولي السجن ورجال الاستخبارات، وقد أثارت الرسالة ردود فعل كثیرة. وذکر درویش بأنه قد تم تهدیده بالقتل في داخل السجن ومن ثم القول إنه مات نتیجة الإصابة بكورونا.

الوضع الصحي للسجون

إن الحالة الصحية لسجن قرجك في ورامين شرق طهران كارثية لدرجة أن میاه المجاري طفحت ونشرت رائحة كريهة في جميع أنحاء السجن. لکن حراس السجن لا يتخذون أي إجراء لحل هذه المشكلة. ونتيجة لذلك، انتشرت أمراض جلدية وتنفسية معدية بین السجینات.

الوضع في هذا السجن، الذي یعتبر أخطر سجن للنساء في إیران، لا يطاق لدرجة أن السجینات ينتحرن واحدة تلو الأخری كل بضعة أيام.

وقد اعتمد سلطات الملالي موخراً تكتيكاً جديداً  في هذا السجن یقوم علی تسلیط السجینات الخطیرات والعناصر المرتزقة علی السجینات السیاسیات لمضایقتهن والانتقام منهن.

هذا وقد تفشی فيروس كورونا في سجون إيفين وطهران الكبرى وأورمية ومشهد وسيبيدار في الأهواز بشکل کارثي، ووردت تقاریر مروعة عن تردي الأوضاع الصحیة في تلك السجون.

قمع الأقليات الدينية

خلال شهر أغسطس من هذا العام، تم انتهاك حرية الأقليات الدينية في إيران بشكل منهجي.

واستمر اضطهاد البهائيين الإيرانيين، وحكم على عشرات منهم بالسجن لفترات طويلة والحرمان من التعليم أو العمل.

في هذا السیاق، حكمت محكمة استئناف في محافظة فارس على 12 بهائياً بالسجن لمدة 33 عاماً.

یعیش المواطن البهائي، كيارش معيني البالغ من العمر 19 عاماً،  في مدینة شيراز ویعمل کمتطوع في الإطفاء، إلا أنه مُنع من مواصلة العمل في الإطفاء بسبب معتقداته.

أما أديب فهو طالب بهائي متوفق يبلغ من العمر 15 عاماً يسکن في مدینة كرج، وقد منعه النظام من مواصلة دراسته بسبب معتقداته الدينية.

تدهور وضع حقوق الإنسان

تعجز الکلمات عن وصف الوضع الحقيقي لحقوق الإنسان في إیران في ظل حكومة الملالي.

إلى جانب قتل عدد من العتالین الشباب في غرب البلاد وإطلاق النار وقتل عدد من المراهقين في شرق البلاد والهجوم على قرية أبو الفضل بالأهواز لاستعادة أموال مؤسسة المستضعفین! کان خبر مصادرة أملاك أبناء بطل الانتفاضة، الشهید مصطفی صالحي، الخبر الأكثر إيلاماً وحزازة في القلب.

فقد حکمت نفس المحكمة التي أصدرت حکم الإعدام على والد الأطفال، بمصادرة منزل الأسرة الوحيد كفدية.

يعكس هذا العمل الشنيع الحاجة الماسة لحكومة محتضرة للجوء إلى أي وسيلة لتخويف وترهيب المجتمع.

كل الحقائق تشير إلى أن هذه الحكومة المتأزمة في طریق مسدود وتوشك علی الانهيار. وما تصعيد انتهاكات حقوق الإنسان من قبل الحکومة إلا دلالة علی خوفها المفرط. الخوف الذي سيجد قريباً مصداقه المادي.

Verified by MonsterInsights