ثورة الباعة المتجولين علی غرار تونس سوف تطيح بسيد علي خامنئي في إيران– في مثل هذه الأيام منذ 10 سنوات، وتحديدًا في 17 ديسمبر هاجم عناصر الشرطة في تونس عربة بائع الفاكهة، طارق طيب محمد بن بوعزيزي عندما كان يحاول شق طريقه إلى سوق الفاكهة وصادر ضباط الشرطة بضاعته.
وبادر عم بوعزيزي الذي شهد الحادث بإنقاذ ابن أخيه، وحاول إقناع ضباط الشرطة بالسماح لمحمد بالذهاب إلى السوق لكسب لقمة العيش.
ووافق الضابط وطلبوا من الضابطة فادية حمدي التي اعتقلت بوعزيزي بمساعدة ضابطين آخرين أن تطلق سراحه، وقبلت طلبهم . ولكن بعد ذلك توجهت الضابطة فادية حمدي إلى السوق مرة أخرى وبدأت في مصادرة بضاعة بوعزيزي، واعترض عليها الأخير.
وانهالت ضابطة الشرطة عليه بالضرب بالهراوة والسب. وبمساعدة ضابطين آخرين طرحته أرضًا وأخذوا نقوده أيضًا. وبعد ذلك صفعته ضابطة الشرطة على وجهه أمام حوالي 50 شخصًا من الحاضرين في مكان الحادث، مما دفعه إلى البكاء من شدة الخجل.
وكما شهد الباعة وشهود العيان الآخرون، صاح بوعزيزي بملء فيه متساءلًا: “لماذا تعاملينني بهذه الطريقة؟ أنا شخص عادي. كل ما أريده هو أن أعمل”.
وحاول بوعزيزي أن يلتقي بأحد المسؤولين، ولكن دون جدوى. ثم عاد إلى السوق وأخبر الباعة الآخرين أنه سيضرم في نفسه النيران، ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد. ووقف بوعزيزي أمام مبنى البلدية. وصب على نفسه سائل التينر وأضرم في نفسه النيران.
يرجى قراءة المزيد
إضافة شراء الخبز بالدين إلى خط الفقر
انفجر الغضب المكبوت
إذ أن انتحار بوعزيزي حرقًا أشعل نيران الغضب الخفية، وفور سماع المواطنين هذا الخبر تدفقوا إلى الشوارع بالجماعات.
واجتاحت المظاهرات البلاد ممتدة إلى جميع المدن احتجاجًا على البطالة والفساد وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتدفق المواطنون والمعارضون والكادحون في مجتمع يغلي من الغضب في شوارع البلاد، ولم تستطع قوات القمع فعل أي شيء.
وأسفرت الثورة التونسية الواسعة عن الإطاحة بنظام الحكم وفرار ديكتاتور البلاد، بن علي. وأصبحت التطورات في تونس بداية لظاهرة الربيع العربي. ثورةٌ ألهمت الانتفاضات والحركات في جميع البلدان العربية.
ولكن أنظر ما يحدث في إيران
التماس مواطن من أهالي بردسير وبكاء أطفاله
كلمات مؤلمة لمواطن حرمته حكومة خامنئي البغيضة من حقوقه الاجتماعية.
هذا المواطن يعيش في بردسير، على بعد 3 كيلومترات من كرمان، ويبدو أنه كان مشمولًا بالرعاية الاجتماعية. لكنه الآن أصبح محرومًا من جميع حقوقه.
أمام أطفاله، يلتمس الأب من رئيس دائرة الرفاه أن يرحم زوجته وأولاده.
يقول إنه ليس لديه ما يدفئ أطفاله ومنزله. منزله يشبه الخراب. فقد انهار السقف، وجدران منزله على وشك الانهيار.
هذا المواطن يسجل هذا الفيديو بينما طفله يبكي طوال الوقت من البرد.
والأكثر إيلاما هو الخجل الذي نراه في نظرته وصراخ الابنة الكبرى للعائلة. إنها خجلانة من أن يلتمس والدها بهذه الطريقة ليكسب لقمة العيش.
فكم هي الآلام مشتركة، بدءًا من بن علي ديكتاتور تونس وصولًا إلى سيد علي خامنئي الديكتاتور الحاكم في إيران. بيد أن حكم خامنئي باسم الدين أكثر خطورة.
لاشك فیه ان هذه الدموع ستقضي يوماً ما على خامنئي ومن تبعه! مشهد لقاء مهرداد بختياري مع ناهید شيربيشة بعد الإفراج عنه!
ولكن لا يجب أن ننسى أن الظواهر الكبيرة يمكن أن تنشأ من قلب الظواهر الصغيرة.
نعم، إن الظواهر الكبيرة يمكن أن تنشأ من قلب الظواهر الصغيرة، فثورة الباعة المتجولين كانت مصطلحًا للثورة التونسية.
والآن أصبح بوعزيزي مخلدًا وبن على مطاحًا به. وهذا هو جوهر القضية. فعندما ينفجر غضب الجماهير لن يقوى نظام الحكم على الصمود أمامها.
وإذا ما تكررت انتفاضة مثل الانتفاضة المعروفة بانتفاضة البنزين في إيران، فسوف تسفر عن نتيجة مختلفة، ومن المؤكد أنها ستطيع بسيد على ونظام حكم الملالي المجرم.
وليس من المستبعد أن يُلقي غضب الإيرانيين بحكومة الملالي المجرمة في مزبلة التاريخ مثلما أسفر انتحار بوعزيزي حرقًا عن الإطاحة بنظام حكم بن علي وألقي به في مزبلة التاريخ.