الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

رسالة السجين السياسي سعيد ماسوري، يترادف السجن في إيران مع قتل الإنسانية والحرية

انضموا إلى الحركة العالمية

رسالة السجين السياسي سعيد ماسوري، يترادف السجن في إيران مع قتل الإنسانية والحرية

رسالة السجين السياسي سعيد ماسوري، يترادف السجن في إيران مع قتل الإنسانية والحرية

رسالة السجين السياسي سعيد ماسوري، يترادف السجن في إيران مع قتل الإنسانية والحرية

 

أوضح السجين السياسي سعيد ماسوري من أقدم السجناء السياسيين في إيران والذي يقبع الآن في

سجن رجايي‌شهر بمدينة كرج بتهمة العضوية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في رسالة وجهها

بمناسبة الذكرى الـ19 لحبسه، ظروف السجناء وفلسفة وجود السجن حيث شاهدها خلال هذه السنوات

حسب ما نشر موقع مجاهدي خلق الإيرانية فيما يلي نص الرسالة:

بمناسبة 9يناير/كانون الثاني، الذكرى التاسعة عشرة لحبسي

يعتبر السجن حاجز الخوف والذعر وحكم الخوف وقتل المعنويات وإسكات الأصوات وضد أي تحرك

وحركة وهذا هو معنى مفردة السجن في حكم الظلم والاضطهاد…

 

منذ 19عاما شاهدت ومازلت في أيام من كل أسبوع قتل وإعدام وإبادة شباب هذا الوطن وأقرب هذه

الكوارث كان إعدام أقرب أعزائي (من الناحية العاطفية وفي الزنزانة والردهة والسجن) أي زانيار مرادي

ولقمان مرادي من أبناء وطني الشامخين من أهالي كردستان. أو كنت أشاهد ممارسة الضغوط

والحرمان والترهيب ضد السجناء وعوائلهم بشكل يومي. بدءا من التهديد والاعتقال والأذى

والمضايقات حتى اختطافهم وإرغامهم على الصمت فيما يتعلق بما يجري على أعزائهم السجناء.

 

ولا يقتصر حاجز الإرعاب للسجن على التعذيب والزنزانة الانفرادية والإعدام فإنما عدم حسم ظروف

السجناء وتعرضهم للحقد والانتقام بشكل مستمر بحيث أنه كما يتم اعتقال المتهم دون أي وثيقة

وإثبات يمكن أن يتعرضوا للأذى والمضايقات والتعذيب والزنزانة الانفرادية والحرمان من جميع

الإمكانيات دون أي سبب أو بأي ذريعة (كمصلحة النظام) أو يتعرضون حتى للإعدام!!!… هذا ما جربته

منذ 19عاما باستمرار ودون استثناء سواء في ظل حكم الأصوليين أو الإصلاحيين والإعتداليين.

 

ومن ذكريات السجن لا يبقى لي شيء سوى ذكريات السجن وما تبقى لي من ذكريات معظمها تعود

إلى السجن، ولو سمعت يوم ولادة أو وفاة أعزائي، ذهابهم إلى المدرسة والجامعة وتخرجهم منها

وزواجهم سأتذكرها برقم الزنزانة والردهة والسجن!!!…

 

والسجن في إيران الحالية وتحت هذا الحكم لا يترادف مع قتل الأناس فقط وإنما مفهوم الإنسانية

والحرية ويريد أن يقضي على كل شيء بطبيعته اللإنسانية والظلامية.

 

ولذلك أسميه بحاجز خيم ككابوس مشؤوم على جميع المواطنين والشباب في هذا الوطن لكي لا يتجرأ

أحد على أدنى تحرك واحتجاج ومجرد تصور ذلك يحبط أي معنوية حقيقية أو حركة وتحرك ويقضي

عليها. وترتب على فقدان الحكومة لهذا التأثير للسجن احتجاج من قبل ما يسمى بالإصلاحيين نظير

محسن آرمين أنه «من خلال الاعتقالات الجماعية سوف يحبط هذا الحاجز والكابوس» (وكان مقصوده

الخوف من ردهة 209).

 

أجل إنهم لم يكونوا قلقين تجاه الاعتقالات الجماعية والاعتباطية وإنما كانوا قلقين تجاه فقدان تأثيره،

أويقول أستاذ آخر ما يسمى بالمثقف والإصلاحي: «لماذا تعتقلون وتسجنون وتعذبون هؤلاء

(مقصوده عمال هفت‌تبه وفولاذ الأهواز)؟؟». والمعنى العكسي لكلامه هو أنه يمكن اعتقال وسجن

وتعذيب باقي المواطنين!!! ولا عيب على الموضوع… اهتموا بالقضية!!! هذا ما ينضح من دماغ مفكر

من المحتمل أنه يكون تفكيره دون جسد وفي مجرد حفرة ذهنية ولا في جسد وفي حقيقة المجتمع

الحالي!!

 

وقصة هذا الوطن الذي تحول إلى مزرعة للسجون طويلة. وكنت أتساءل أمامي هؤلاء المواطنين

المضطهدين مخاطبا إياهم ماذا تفعلون بهذه الظروف التي تمارس فيها أبشع المضايقات والأذى

بحقكم فضلا عن الانتهاكات والاعتداءات ويقتلون أبناءكم؟؟؟

 

وحتى إذا ما أرادوا القيام بفعل، فكيف يجتازون ذلك الحاجز والكابوس للسجن والإعدام؟؟؟

 

والمثير للدهشة هو أنهم يعتبرون محبي العنف من جانب العملاء المثقفين وعناصرهم الثقافية

وبمساعدة عناصر القتل والسجن والإعدام يتم تدوين وإصدار تهمة المحارب والمفسد والمنافق

ومثيري الشغب ويعدمون شنقا في السجون (أو يوحون بأنهم قاموا بالانتحار بعد قتل أبيض أو من

جراء مرض وجلطة) ومن ثم يجعلون أعزاءهم ينتظرون أمام باب السجن لإعدام أعزائهم أو تسليم جثثهم

وفي نهاية المطاف لا يسلمون الجثث وينقلونها إلى مكان لدفنها ولا يعلنون عن مكان دفنهم لفترات

طويلة.

 

وكل هذه وهكذا نهاية تكمن في مفردة السجن ولذلك مفردة السجن وأثره يترادفان مع ضمان بقاء

الأنظمة المستبدة وسقوطها والإطاحة بها تبينان وتمثلان إنهاء نظام استبدادي وظالم.

 

ولهذا السبب وكنموذج، سقوط وفتح سجن باستيل (14يوليو/تموز 1789) يمثل الثورة الفرنسية

العظيمة واليوم الوطني في فرنسا ولا الكثير من التطورات الأخرى، رغم أنه وبحسب التأريخ كان عدد

سجناء سجن باستيل أقل من 10سجناء.

 

ولكن في إيران اليوم وصلت الظروف الكارثية في السجون والانتهاك الصارخ لأبسط حقوق أبناء البشر

إلى حد غير قابل للإصلاح وبما أن هناك لا حل إصلاحي، وجدوا الحل في عزلة السجناء وتضييق شديد

ومنع أي علاقة بين السجناء مع العالم الخارجي وأنا أردت وبمناسبة بداية السنة الـ19 لسجني أذكر

فلسفة وتأثير السجن خاصة في الظروف الراهنة ولا تفاصيل الظروف (حيث وضحتها أكثر من مرة في

وقت سابق) وفي النهاية أقتبس قول أنتوان غرامشي لأذكر أن بيان وكشف ما يجري في السجن (إما

من جانب السجين وإما عائلته) ليس واجبا عينيا (باعتقادي) فحسب وإنما كل كشف هو بوحده دعوى

وتوجيه اتهام ضد النظام الاستبدادي، حيث يكون أبناء الوطن أفضل مصدر لمتابعة الأمر والحكم.

 

وفي الوقت الحاضر وفي مستقبل أبعد، سوف يقضي ويحكم التأريخ. إن الحكام وعملاءهم يعتبرون

هذه الحقائق المرة واللاإنسانية التهم ونشر الأكاذيب والإشاعات والتشويه ولا نتوقع سوى ذلك. ولو

كان هناك مصدر لمتابعة الأمر وبدلا من هؤلاء العملاء المأجورين والمتزلفين، عنصر من الشعور

بالمسؤولية، لما كانت الظروف استبدادية ولما كانت هكذا ظروف تسود السجون ولما عاش السجناء

هكذا ظروف.

سعيد ماسوري ـ الأربعاء 9يناير/كانون الثاني ـ سجن كوهردشت بمدينة كرج