الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

فتوى خميني بشأن مجزرة كردستان هي وصمة عار أبدية علی جبهة الفاشية الحاكمة في إیران

انضموا إلى الحركة العالمية

فتوى خميني بشأن مجزرة كردستان هي وصمة عار أبدية علی جبهة الفاشية الحاكمة في إیران

فتوى خميني بشأن مجزرة كردستان هي وصمة عار أبدية علی جبهة الفاشية الحاكمة في إیران

فتوى خميني بشأن مجزرة كردستان هي وصمة عار أبدية علی جبهة الفاشية الحاكمة في إیران – يصادف تاریخ 19 أغسطس 1979 الذكرى السنویة لارتکاب مجزرة کردستان بناء علی فتوى أصدرها خميني لإبادة الأکراد بشکل جماعي، الفتوی البربریة التي تحولت إلی وصمة عار أبدیة على جبهة خمیني وجبهة الفاشية الدینیة الحاكمة في إیران.

بعد سنوات من القمع في ظل حكومة بهلوي، توقع الشعب الکردي تسليم إدارة الشؤون الداخلية في إقليم كردستان إلى ممثلين منتخبين من قبل الناس وتشكيل مجالس لإدارة الشؤون الداخلیة. وقد وصف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحزب الكردي الرئيسي آنذاك، نفسه بأنه حزب غير انفصالي وانتقد الأحزاب والحركات الانفصالية الأخرى.

لم یعجب الوضع خميني الذي سعى إلی الاستیلاء علی السلطة وجعلها حکراً لنفسه، وبالتالي أمر بإبادة أهالي كردستان بشکل جماعي.

وقعت الاشتباكات الأولى في كردستان في نوروز 1979. حلقت المقاتلات الحربیة في سماء کردستان، وسقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة القصف المدفعي على سنندج.

مجزرة قارنا

أصدر خميني فتواه الشهيرة بالتدخل العسكري الشامل في كردستان. وباشر صادق خلخالي، رئيس محكمة الثورة الجديدة، العمل في كردستان بأمر من خميني، في أعقاب الاشتباکات في كردستان، وأصدر أحكاماً بالإعدام بحق العديد من أهالي المنطقة.

صحفي فرنسي، کان شاهداً علی الأحداث في المنطقة آنذاك: «سيطر الجيش وقوات الحرس على مدن كردستان، وکان خلخالي یعمل من ورائهم. کان یجرى محاكمات قصيرة ویأمر بتنفيذ الإعدامات على وجه السرعة. وقد حکم بالإعدام علی رجال وصبية بعد أيام وأحياناً بعد ساعات من اعتقالهم دون إجراء محاكمات عادلة، بدعوى قيامهم بأنشطة مناهضة للثورة».

ارتكبت قوات الجمهورية الإسلامية العديد من الجرائم خلال الحرب في كردستان، وقتلت الناس بشکل جماعي في عدة قرى ومناطق، منها قارنا، قلاتان، إیندرقاش، أوش تبة، كاني مام سيد، وسرجنار، وغولة وعدة قرى وأحیاء أخرى تعرضت لإبادة جماعیة، دون أن یتم معاقبة مرتكبي تلك المذابح.

بداية الهجوم الشامل على كردستان

شنت قوات خميني هجوماً شاملاً علی القوات المسلحة الكردية في ربيع 1980، واستمر القتال حتى عام 1983 حیث انسحبت الأحزاب الكردية بالكامل من إيران.

الناشطة السياسية الكردية، مينو هميلي، كانت حاضرة في مستشفى شهداء سنندج في تلك الأيام كمسعفة، وکانت شاهدة علی مشاهد مروعة.

في 19 أغسطس/ آب 1979، أصدر “روح الله خميني” أمراً عسكرياً ضد قوات المناطق الكردية في إيران. وخلّف مرسومه المعروف باسم “فتوى الجهاد” حادثة داميةً في تلك المناطق. في تلك الفتوی البربریة قال خمیني:

«آمر بقوة رئيس أركان الجيش وقائد الدرك الإسلامي ورئيس قوات الحرس بإرسال قوات إلى إقليم كردستان لملاحقة الأشرار والمهاجمين الفارين واعتقالهم وتسليمهم فوراً إلى المحاكم المختصة وإغلاق كل حدود المنطقة بأسرع ما يمكن حتى لا يهرب الأشرار إلی خارج البلاد، وآمر بشدة بإلقاء القبض بکل قوة وحزم على زعماء الأشرار وتسليمهم. عدم القيام بذلك یعتبر خرقاً للواجب ویستوجب أشد العقاب».

أحداث انتخاب أعضاء مجلس مدينة سنندج

في وقت سابق، أجرت مجموعات الفلاحين والعمال المنتسبة لحزب كوملة في سنندج انتخابات لإدارة المدينة وانتخبت 11 عضواً لمجلس المدینة بتاریخ 13 أبريل 1979.

وفي يوليو من ذلك العام، تعرّض الفلاحون ومسلحو حزب كوملة إلی إطلاق نار من قبل القوات التابعة للجمهوریة الإسلامیة عندما نظموا مسيرة احتجاجية أمام مركز راديو مريوان. احتجاجاً علی الحادث، خرج أهالي مريوان، بقیادة “فؤاد مصطفى سلطاني” أحد مؤسسي كوملة، من المدينة.

وبدأ أهالي سنندج، مسيرتهم الأسبوعية إلى قرية “كاني ميران” التابعة لمريوان، دعماً لذلك العمل الاحتجاجي. دفعت هذه الاحتجاجات المدنية قوات النظام إلى التفاوض مع ممثلي الشعب الكردي. مفاوضات لم تسفر عن نتائج وانتهت بحادثة أغسطس الدامية في كردستان.

محكمة خلخالى الميدانية

في أول إجراء بعد صدور فتوی خمیني، أصدر القاضي الشرعي في محكمة الثورة “صادق خلخالي”، حكماً بإطلاق النار على 12 شخصاً في مدينة “باوة” التابعة لمحافظة كرمانشاه، وسارت قوات الحرس والقوات العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية باتجاه سنندج.

وعقب أحداث 19 أغسطس 1979 الدامیة، تقدمت قوات الحرس وقوات أخرى للنظام، من كرمانشاه إلی كردستان ومن هناك إلى المدن الجنوبية لأذربيجان الغربية بأمر من خميني. وعلى الرغم من أن القوات المسلحة الكردية قامت في معظم الحالات بإخلاء المدن، إلا أن قوات النظام القمعیة لم ترحم المدنیین وأطلقت النار على المئات منهم.

تقریر شاهد حي

مينو هميلي: «أنا شاهدة حية على تلك المآسي. رأيت مشاهد بأم عیني لا تفارق كوابيسها ذاکرتي، القتل الوحشي وسفك الدماء. “شهين باوفا” كانت رئيسة الممرضات، وبناءً علی اختیارها بدأتُ العمل كمساعدة في غرفة العمليات في مستشفى الشهداء. كنت أرى في كل يوم جرحى تفصلهم خطوات قلیلة عن الموت. کانوا ملطخین بالدماء ومتقطعي الأنفاس بأجساد ممزقة تحتاج إلى علاج سریع».

“شهين باوفا” ممرضة كردیة أنقذت أرواح الكثيرين خلال الهجوم علی كردستان في 1979 و1980. اعتقلت في منتصف يونيو 1980، وقتلت في ساحة المحكمة الثوریة في سنندج بتاریخ 14 يونيو 1980 -مع ناشطين آخرين من منظمة فدائيي خلق الإیرانیة المسلحة- رمیاً بالرصاص أمام أعین عدد من السجناء الآخرين.

بعد 24 يوماً من مقاومة الحصار والقصف المدفعي، قررت القوات المسلحة الكردية إخلاء سنندج والتوجه إلى الجبال لتجنب المزيد من الإصابات.

«بدأ تفتیش المنازل واحداً تلو الآخر. نُصب حاجز تفتیش للشرطة علی طريق سنندج. وتم اعتقال كل من انکشفت هويته بواسطة المرتزقة المحليين لدى دخوله المدينة أو خروجه منها».

لم تندمل بعد الجروح المتبقیة في قلب کردستان جراء ذلك القمع الهمجي بعد مرور 41 عاماً علی ارتکاب المجزرة.