الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

قد تکون الشرارة …

انضموا إلى الحركة العالمية

إذعان هنا ومواجهة وقمع هناك

قد تکون الشرارة …

قد تکون الشرارة …

 

بقلم : سعاد عزيز

لايبدو الترحيب الايراني الخجول والاشبه مايکون على مضض من إتفاق سوتشي الأخير بین روسیا وترکیا حول
الامتناع عن شن هجوم عسكري على إدلب وإيجاد منطقة عازلة في الشمال السوري، بترحيب طبيعي بعد
إخفاق قمة طهران في الخروج بنتيجة بشأن أدلب، خصوصا وإن طهران کانت تقرع طبول الحرب وتتوعد
متصورة بأن الامور ستنتهي کما تريد، والذي يدعو للتأمل أيضا هو إن وسائل الاعلام الايرانية والمحللون
المقربون من النظام قد شنوا هجوما على الاتفاق، واعتبروه تهميشا لدور إيران في سوريا.
تهميش الدور الايراني في هذا الاتفاق ليس الاول من نوعه، بل إن الدور الايراني في قمة ترکيا کان أيضا أشبه
مايکون بالثانوي الاقرب مايکون للتهميش، ولئن سعى النظام في إيران من أجل التغطية والتستر على ذلك
من خلال عقد قمة طهران ولکن فشل القمة في الخروج بنتائج کان بحد ذاته ضربة أخرى للدور والحضور
الايراني في سوريا وتأکيد آخر على إن الاتراك الذين لم يقدموا عشر ماقدمه الايرانيون في سوريا، صاروا
يجنون مکاسب أفضل بکثير من تلك التي ينتظر الايرانيون أن يجنونها!
من الواضح ان الاوضاع السيئة التي يعاني منها النظام الايراني وعلى مخرلف الاصعدة وإحتمال أن تتفجر
الاوضاع نتيجة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعاني منها الشعب الايراني، منح القدرة والمزيد
من القوة والجرأة لموسکو وأنقرة کي تعقدا إتفاقا من خلف ظهر طهران، وهو مايمکن وصفه بإهانة سياسية
الى حد ما، لأن طهران إعتبرت دائما نفسها معنية أکثر من غيرها بالاوضاع في سوريا ولاسيما بعد کل تلك
المليارات التي بددتها في المحرقة السورية الى جانب الدماء الايرانية والعراقية واللبنانية والباکستانية
والافغانية التي زهقتها هناك.
إصرار طهران على إبقاء النظام السوري وعدم إکتراثه بالمطالب العربية والدولية بل وحتى السورية التي
تدعو الى عدم بقاء نظام الاسد، أمر کلف الشعب الايراني قبل النظام وإنه قد تسبب في إحراج النظام
وإضعاف دوره وتأثيره وإن قاسم محب علي، الدبلوماسي ومدير دائرة الشرق الأوسط بالخارجية الإيرانية
سابقا، عندما يقول في مقابلة صحفية إن”سياسة إيران لإبقاء بشار الأسد وأمثاله والحفاظ على السلطة بيد
العلويين وسائر الحلفاء لن تصل إلى نتيجة، لأن المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية في المنطقة وحتى
المجتمع السوري لا يقبل بهذه المعادلة”، وهذا بحد ذاته إعتراف أکثر من واضح بفشل الدور الايراني في
سوريا والذي سيشکل منعطفا في مسار السياسة الايرانية بالمنطقة وسوف يکون له آثار وتداعيات سلبية
على الداخل الايراني قبل أي شئ آخر خصوصا وإن هناك الشعب الايراني الذي يتربص بالنظام إضافة الى
منظمة مجاهدي خلق(MEK ) التي قطعت أشواطا بعيدة في مسير السعي لإسقاط النظام وصارت تشکل
أکبر تهديد بوجهه وقد يکون آثار وتداعي الموقف الايراني في سوريا، بمثابة الشرارة التي تنشر النار في
الهشيم.