الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

قراءة أولية وموجز للانتفاضة الجماهيرية في إيران واسبابها الرئيسية

انضموا إلى الحركة العالمية

قراءة أولية وموجز للانتفاضة الجماهيرية في إيران واسبابها الرئيسية

قراءة أولية وموجز للانتفاضة الجماهيرية في إيران واسبابها الرئيسية

 

قراءة أولية وموجز للانتفاضة الجماهيرية في إيران واسبابها الرئيسية

 

بقلم: عبدالله صالح

قراءة أولية وموجز للانتفاضة الجماهيرية في إيران واسبابها الرئيسية –  میدل ایست اونلاین  -بداية لا بد من الإشارة الى كوني لن ولم أؤمن قط بنظرية المؤامرة، الا ان أحداث ايران الأخيرة تتطلب وقفة تأمل لابد منها !لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بإلحاح هو التالي:

 

ما الذي دفع بالجمهورية الإسلامية الإيرانية للإقدام على خطوة رفع أسعار الوقود في الوقت الذي هي بأمس الحاجة الى الانضباط الأمني على الصعيد الداخلي، ولماذا أقدمت على اللعب بالنار وصب الزيت عليه بدلا من محاولة ابقاءه بعيدا عن التلاطم الحاصل داخل اجنحته في المنطقة!؟ وبالذات في هذا الظرف الحساس الذي يمر به هذا النمط من الحكم الإسلامي على الصعيد الداخلي في ايران وما يتعرض له هذا النموذج من الحكم من نقمة جماهيرية واسعة وشاملة في العراق، باعتباره احدى الاجنحة القوية لهذه المنظومة الإسلامية الرجعية وخط المواجهة الامامي للجمهورية الإسلامية بحسب اقوال المرشد الإيراني علي خامنئي وبدرجات اقل في لبنان الجناح الآخر لهذه المنظومة عبر ميليشيات حزب الله وحركة أمل .

 

هل أن الجمهورية الإسلامية بهذه الدرجة من الغباء كي تلعب بتلك النار وهي متأكدة من أنها لن تحرق فقط أيديها، بل تحدد كذلك مستقبل سطوة الحكم الإسلامي الطائفي ليس في المنطقة فحسب وانما على صعيد العالم ايضا!؟ أليست تلك خطوة انتحارية!؟ أولم يكن لديها بدائل مؤقتة أخرى تلجأ إليها؟

 

الجواب الجاهز والأولي على هذا السؤال هو أنها مجبرة على هذه الخطوة تحت وطأة تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية وسير اقتصادها نحو الانهيار، الا ان ذلك ليست الحقيقة كاملةً بل نصفها، أما النصف الآخر فهو الذي يدفعنا إلى النظر إليها من زاوية أخرى وهي كون الجمهورية الإسلامية تدرك بأنها اذا لم تُقدم على تحريك الشارع الذي يعتبر كبرميل من البارود ينتظر الانفجار في أية لحظة ،فان الشارع سيتحرك عاجلا أم آجلا وعندها سوف لن تكون تلك الحركة تحت سيطرتها هي بل تحت سيطرة معارضيها وهم الذين ستكون بأيديهم المبادرة لذا فان سياسية “الضربة الاستباقية” في هذه المرحلة الحاسمة والحساسة ضرورية بالنسبة لها كي تتحكم بخيوط الحركة الجماهيرية وتخلق الاعذار لإخمادها بقمع وحشي قل نظيره، بتعبير آخر فان اجهاض الثورة في ايران ، تلك الثورة التي تراها الجمهورية الإسلامية آتية لا مناص منها، قبل ولادتها، ضرورية للسبب آنف الذكر ،لذا تُقدم على اجهاضها قبل أن يكتمل نموها وعندها ستصبح خارج نطاق سيطرتها وعليها حينئذ انتظار فناءها المؤكد كنظام إسلامي طائفي !

 

ان هذه السياسة التي تعتبر الورقة الأخيرة بيد هذا النظام الإسلامي، وفي حال نجاحها المؤقت، ستؤدي أولا الى إطالة عمر هذا النظام الوحشي لفترة زمنية قصيرة فقط كون أسباب اندلاع الحراك الجماهيري باقية على حالها، وثانيا سيعتبرها النظام في إيران رسالة الى حلفائه في العراق ولبنان كون زمن المساومات قد ولى وأن لا سبيل لإيقاف هذا الزحف الجماهيري سوى بإخماده بأبشع الوسائل القمعية.