الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

قمة من أجل سوريا أم من أجل إيران

انضموا إلى الحركة العالمية

إذعان هنا ومواجهة وقمع هناك

قمة من أجل سوريا أم من أجل إيران

قمة من أجل سوريا أم من أجل إيران؟

سعاد عزيز ‌:

هناك الکثير من الغموض والملابسات وعلامات الاستفهام المرتبطة بما يرتبط بالموقف الايراني في

سوريا، ولاسيما بعد أن تزايدت التقارير والمعلومات وحتى التحليلات السياسية التي تتحدث عن خروج

محتمل للقوات الايرانية وکذلك الميليشيات المسلحة التابعة لها من سوريا، والذي لفت النظر کثيرا،

هو إنه قد صدرت تصريحات من جانب مسٶولين إيرانيين إنتقدت فيه تراجع الدور الايراني أمام الروسي

وإن الديکتاتور السوري قد منح الافضلية والاولوية للروس حيث ذهب البعض الى حد التهجم على

بشار الاسد متهما إياه بالانتهازية، ومهما يکن فإنه قد تکونت ثمة قناعة بأن الايرانيون باتوا يخضعون

لضغوطات مختلفة تطلب منهم في نهاية المطاف مغادرة سوريا.

 

التدخل الايراني في سوريا والذي هو قرار للنظام الحاکم في إيران وصار واضحا بأن الشعب يرفضه

بقوة خصوصا بعد أن تکبدت إيران خسائر مادية ومعنوية هائلة في سوريا ترکت آثارها السلبية على

مختلف الاوضاع، بل وإن الانتفاضة الاخيرة قد رکزت وبکل وضوح على رفض هذا التدخل والمطالبة

بإنهائه خصوصا بعد أن صار معلوما بأن النظام بددد عشرات المليارات من الدولارات وتسبب في

إزهاق الکثير من الارواح من دون أن يحصل على أي شئ حيث قد توضحت الصورة من إن الروس

قد”أخذوا الجمل بما حمل”ولم يبق للإيرانيين غير الخيبة والحسرة، بل والاکثر إحراجا لطهران أمام

الشعب الايراني بشکل خاص، هو إن ترکيا ومع إنها تدخلت في سوريا في مرحلة متأخرة، فإنها تمکنت

من أن تحقق أهداف رئيسية لها من دون أن تدفع ثمنا کبيرا لذلك في حين إن الثمن الباهض الذي

دفعه ولايزال النظام الايراني يدفعه لم يٶهلها لحد الان کي تخرج من المولد السوري بکمية کبيرة

نسبيا من الحمص، ثم يجب أن لاننسى بأن الاحتجاجات الشعبية الايرانية التي تشرف عليها وتقودها

بصورة أو أخرى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، تطالب بالخروج الفوري من سوريا بشکل

خاص وبلدان المنطقة وإنهاء التدخلات الخارجية بصورة تامة.

ماقد نقلته وسائل الاعلام بشأن عقد قمة”إيرانية روسية ترکية” في إيران في السابع من سبتمبر/أيلول

القادم بخصوص سوريا، يأتي کما يبدو من أجل رد بعض الاعتبار للموقف الايراني الذي ناله الکثير من

سهام النقد الممزوجة بالسخرية والتهکم خصوصا وإنه قد کان هناك الکثير من التهکم والسخرية على

الرئيس الايراني في القمة السابقة في أنقرة حيث ظهر صغيرا ومهمشا کما قد وصفه المراقبون

والمحللون السياسيون، ولاغرو فإن القمة القادمة التي سيتم عقدها في مدينة تبريز الايرانية، سوف

تسعى طهران للإستفادة منها الى أبعد حد وتوظيفها إعلاميا من أجل تخفيف حدة النقد اللاذع الموجه

لدورها في سوريا من جانب ومن أجل الإيحاء للشعب الايراني من إنها”أي طهران”لازالت ممسکة بزمام

الامور في سوريا، لکن هذا الکلام قد لايعني شيئا أبدا فيما لو قمنا بمقارنته مع واقع الحال، إذ أن

هناك تنسيق وتعاون أمريکي ـ روسي ـ إسرائيلي على تحديد ولجم الدور الايراني وصولا الى إخراجه بعد

أن صار مهمشا، کما إن هناك مطالب عربية واسلامية متزايدة بإخراج إيران من سوريا، ولذلك فإن قمة

تبريز المرتقبة لايمکن أبدا أن تحقق مکسبا أو منجزا من حيث موقفها ووضعها في سوريا بل إنها

ليست إلا محاولة يائسة لإصلاح ماأفسده دهر لايمکن إعادته أبدا!