الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

كورونا والبطالة یهدّدان خامنئي

انضموا إلى الحركة العالمية

كورونا والبطالة یهدّدان خامنئي

كورونا والبطالة یهدّدان خامنئي

كورونا والبطالة یهدّدان خامنئي

 

 

كورونا والبطالة یهدّدان خامنئي – مازال فیروس کورونا یضرب کل مناحي الحیاة ویلقي بظلاله الکثیفة علی کافة المجالات. وفي ظلّ انتشاره الواسع، ازداد عدد العاطلين عن العمل حول العالم. لکن ما مظاهر هذه المشکلة في إيران في ظل حكم ولاية الفقيه؟

 

زعزع فیروس كورونا استقرار الاقتصاد في العدید من البلدان ووسّع نطاق البطالة عالمیاً بإرغام الملایین علی ترك أعمالهم وملازمة منازلهم. وبات الجمیع یتّفق علی حقیقة أنّ العالم بعد جائحة کورونا سیختلف اختلافاً شاسعاً عما کان علیه قبلها. وتعتبر البطالة إحدی أهم مظاهر هذا الاختلاف.

 

مشکلة البطالة لیست جدیدة علی العالم، فقد کانت القوی العاملة في الکثیر من البلدان تعاني منها حتی قبل تفشّي وباء کورونا. لكن نطاق هذه المشکلة العالمیة اتسّع في فترة کورونا وسیتّسع ما بعدها، بعد أن فرض هذا العدو المجهري الفتاك نفسه على المجتمع الدولي.

 

واصطحب هذا العدو غیر المرئي معه شبح البطالة الذي أخذ یحوم بشکل واسع علی البلدان التي کانت تعاني أساساً من اقتصاد هشّ وظروف معیشیة صعبة.

 

وفقاً لتقديرات منظمة العمل الدولية، فإنّ وباء كورونا سیؤثر على حوالي 2.7 مليار عامل حول العالم، وسیتسبّب انخفاض ساعات عمل 195 مليون نسمة في انخفاض الدخل وزیادة الفقر.

 

هذا وتتوقع منظمة العمل الدولية أنّ استمرار إغلاق الأنشطة الاقتصادیة بسبب كورونا سيؤدي إلى انتشار الفقر في العالم، ویلحق الضرر الأکبر بـ 80 في المائة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. فضلاً عن تراجع النمو الاقتصادي العالمي بنسبة تتراوح بین 1.2 إلى 1.5 في المائة عام 2020 وفقاً للتقدیرات.

 

لن نبالغ إذا قلنا بإنّ نظام ولاية الفقيه یتصدّر قائمة البلدان الأکثر تضررا بالبطالة حتی قبل انتشار کورونا. إذ إنّ معدل البطالة في البلاد بلغ 10.6 في المائة عام 2019 وفقاً للإحصائیات الرسمیة المعلنة من قبل النظام الإیراني، بغض النظر عن افتقارها إلی الدقة والمصداقیة.

 

بحسب إحدی هذه الإحصائیات المعلنة علی لسان “ربيعي” المتحدث باسم حکومة روحاني فأنّ «الاقتصاد الإيراني سجّل نمواً بنسبة صفر في المائة في عام 2019».

 

ولا حاجة للتذکیر أنّ النظام قد اعتاد التلاعب بالأرقام وتصغیرها بما یخدم مصالحه، بمعنی أنّ هذه النسبة المعلنة من قبل المتحدّث باسم الحکومة أیضاً قد تمّ تصغیرها وتقزیمها.

 

في أكتوبر 2019، أعلن البنك الدولي أنّ النمو الاقتصادي لإيران في 2019-2020 کان سلبياً بنسبة 8.7 في المائة، مضيفاً أنه «إذا تراجعت صادرات النفط الإيرانية، سيزداد الرکود الاقتصادي في إيران أکثر من ذي قبل».

 

أمّا الآن، فإنّ أزمة كورونا تسجّل كارثة جدیدة بالنسبة للسكان والقوی العاملة في إیران، في حين لا يمكننا حتى الآن تسمية الوقت الراهن بفترة ما بعد کورونا، إذ لا یزال الطریق طویلاً حتی القضاء الکامل علی کورونا.

 

وفقا لما نقله “ربيعي”، فإنّ قرابة 3.3 مليون من الموظفين الرسميين في البلاد معرّضون للضرر بشکل مباشر في ظل أزمة کورونا.

وتمّ إغلاق أكثر من 1.5 مليون ورشة عمل رسمية وغير رسمية. ويتعرّض 4 ملايين عامل غير رسمي في البلاد لخطر التوقف أو تخفيض ساعات العمل والأجور أو الفصل.

هذا وأنّ أكثر من 12 مليون عامل یعمل في قطاع الخدمات، وظهرت الآثار الأولية للبطالة في 10 قطاعات تم إغلاقها على الفور بسبب تفشّي المرض.

دمج هذه القطاعات الثلاثة، وفقاً لتصریحات “ربيعي”، يقودنا ضمنياً إلى معدل البطالة أو عتبة البطالة البالغة 20 مليون نسمة.

وفقاً لتخمینات بعض العناصر الحکومیة، سيشهد النمو الاقتصادي تراجعاً بنسبة 0.4 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 1399 هـ.ش (2020)، الأمر الذي سیؤثر تأثیراً بالغاً علی ارتفاع البطالة.

 

و”ربيعي” أعلن مؤخراً أنه «وفقاً لإحصائیات وزارة العمل، سيصل عدد العاطلين عن العمل إلى أكثر من 4 ملايين في حال استمرار الإغلاق إلی أمد طویل وعدم التدّخل في سياسات سوق العمل».

 

في سیاق تصریحات “ربیعي” الرجل الذي ینظر بمنظار أمني، یجب أن لا نغفل عن نقطة هامة تلوح من بین السطور فضلاً عن إرسال المواطنین إلی مذبحة کورونا وإنهاء الحجر الصحي.

 

إذ یمکننا قراءة الخوف المسیطر علی هذا المسؤول الحکومي ومن خلفه الخوف المسیطر علی النظام برمته من خلال إعلانه عن بعض الإحصائیات منعاً لحدوث انفجار اجتماعي.

 

في حقیقة الأمر، یعاني النظام من مأزق ممیت وهو ینهار بین مطرقة عدم قدرته علی توفیر متطلّبات الحجر الصحي وسندان زيادة النمو الاقتصادي السلبي أو بالأحری الانهیار الاقتصادي الکامل. بالإضافة إلی خوفه من إمکانیة حدوث انفجار اجتماعي وانتفاضة شعبیة عامة. الأمر الذي دفع النظام وحکومته إلی اتخاذ قرارات اقتصادیة عاجلة تفید إرسال الناس إلی مذبحة کورونا لتحقیق «الطفرة في الإنتاج».

 

بات واضحاً للجمیع أنّ مرحلة نظام ولاية الفقيه شارفت علی الانتهاء لتبدأ مرحلة جدیدة بطلها الشعب الإیراني، وأنّ إطالة أمد النظام عن طريق السیاسات المطروقة وغیر المجدیة وسفك الدماء بناء علی خطط خامنئي وحرسه، أمر خطير من شأنه أن یسرّع من وتیرة الإطاحة بالنظام.

 

Verified by MonsterInsights