الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

كيف سيطاح النظام الإيراني؟ نزار جاف كاتب وصحافي عراقي

انضموا إلى الحركة العالمية

وهم ظريف

كيف سيطاح النظام الإيراني؟ نزار جاف كاتب وصحافي عراقي

كيف سيطاح النظام الإيراني؟

نزار جاف

 

الرهان على هجوم اميركي لإطاحة النظام الايراني هو ضرب على الحديد، كما أن التعويل على البدائل

الافتراضية والمجازية، وتلميعها، إن لم يكن أمرا سياسيا متعمدا، ناجم عن سذاجة محضة في التعامل مع القضايا الإيرانية.

إسقاط النظام الإيراني يتحقق على ايدي الشعب والمقاومة الإيرانيين، أي القوة التي تمكنت من إيصال النظام إلى هذه المرحلة في غضون أربعة عشر عاما من النضال الشامل من دون كلل أو ملل.

إن نظرة إلى تاريخ العقود الأربعة من الحكم الديني المتزمت في إيران تظهر بوضوح أن العزلة الدولية

غير المسبوقة للنظام الإيراني، ومنبوذيته الكاملة عند الشعب الإيراني، لم تكن عفوية أو لم يأت

كنتيجة لمشاركة نشطة لدول أجنبية، إنما الدور الحاسم في إيصال النظام إلى هذه المرحلة يعود إلى الشعب والمقاومة الإيرانيين.

الواقع المر للغاية، هو أن خلال أربعة عقود من هذا النظام، سهلت سياسة المساومة، خصوصا من

الغرب، مواصلة النظام حكمه غير الشرعي بالقمع داخل البلاد وتصدير الإرهاب إلى الخارج، ونتيجة

لذلك، أعطي النظام فرصة لإنشاء مجموعات تابعة له في البلدان العربية، مثل سورية ولبنان والعراق، والسيطرة على الحكم السياسي في هذه البلدان.

لو لم يتم الكشف عن المواقع النووية السرية للنظام من قبل المقاومة الإيرانية ومنظمة “مجاهدي

خلق”، لو لم تكشف المقاومة الإيرانية عن البرامج الصاروخية للنظام وتدخلاته الإرهابية الجامحة في

دول مختلفة، لو لم يتم الكشف عن انتهاك حقوق الإنسان داخل إيران من خلال المقاومة الإيرانية للرأي

العام في العالم، لما كانت سياسة المساومة قد واجهت فشلا اليوم، إنها فكرة ساذجة أن نفكر أن

وصول النظام الإيراني إلى المرحلة الحالية هو بسبب رحيل أوباما ووصول ترامب إلى السلطة.

أشارت السيدة مريم رجوي، زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في كلمتها في المؤتمر

السنوي العام للمقاومة الإيرانية، الى هذه الحقائق وقامت بتوضيح الصورة أكثر نجد من المناسب جدا

ذكر ذلك لعلاقته القوية جدا بسياق الموضوع، عندما قالت:” انتعشت هذه الأيام صناعة فبركة “بديل”

في الفضاء المجازي وصناعة التجميع في سوق السياسة، من خلال الاستنساخ، وهذه العملية تدل أيضا على نهاية عهد النظام.

لكن السؤال هو كيف يريدون إطاحة هذا النظام، خصوصا أن النهر الأحمر لدماء الشهداء، لم يفسح تاريخيا حيزا لنمو رجعية الملالي ولا لعودة رجعية نظام الشاه؟

والآن إذا، لو كان بالإمكان القضاء على هذا النظام من دون وجود حركة منظمة وتنظيم قيادي، ومن دون اجتياز مراحل الاختبار والامتحان، ودفع الثمن والتضحية والجهاد، فنحن نقول: تفضلوا، فلا تتريثوا ولو للحظة واحدة.

ولو كان بالإمكان تحقيق سلطة الشعب بدلا من هذا النظام من دون وجود خلفيات نضالية ورصيد

نضالي ضد النظامين، ورسم الحدود الفاصلة مع الديكتاتورية والتبعية، ومن دون المقاومة العارمة

وكوكبة الشهداء، وخوض المعارك ضد مبدأ ولاية الفقيه والإصلاحيين المزيفين، فلا تتأملوا ولو للحظة.

وإذا كانت مواجهة خميني بشأن الحرب الخيانية وإخماد أتون الحرب وشعار “فتح القدس عن طريق

كربلاء”، من دون فرض وقف إطلاق النار عليه من خلال تنفيذ مئة عملية على أيدي جيش التحرير

الوطني، وتحرير مدينة مهران والتقدم داخل البلاد حتى مشارف مدينة كرمنشاه، ومن دون الكشف عن

برامج نظام الملالي ومنشآته النووية والصاروخية والكيماوية والجرثومية، على الصعيد العالمي، يمكن إسقاط الملالي من عرش الحكم، نعم، لا تتريثوا ولو للحظة.

وإذا كان بالإمكان من دون الكشف على الصعيد العالمي عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم النظام

في 64 قرارا أمميا، ومن دون حملة مقاضاة المسؤولين عن ارتكاب مجزرة السجناء السياسيين في

العام 1988، و حملة مناصري “أشرف” في ربوع العالم، والإصرار على حقوق الشعب الإيراني طيلة

اربعة عقود، ومن دون برامج ومشاريع محددة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والإدارة الموقتة

بعد نقل السلطة إلى الشعب الإيراني وأخيرا، من دون قيادة مجربة ومحددة تقود هذا النضال العظيم

خمسة عقود، وإذا يمكن من دون اجتياز هذه المحطات، بين ليلة وضحاها، قطع أشواط دامت 50 عاما،

وإحداث تغيير حقيقي في إيران بالتعويل في الخيال فقط على الدعم الخارجي، فتفضلوا، هذه الساحة متروكة لكم.

ولكن دعوني أقول: إن هذا الحلم فقط يمكن تحقيقه باستنساخ نسخة احتلال العراق، أو تصوره من

خلال الغزو الأجنبي للبلاد، وطبعا نتيجتها واضحة من قبل. خلال 40 سنة، جرب كل اولئك المدعين الذين

لم يكونوا أهل دفع الثمن، حظهم، لكن الحقائق والتجارب أثبتت أن هذا النظام الظلامي، لا يتحمل التغيير والإصلاح، لا من النوع “الأخضر” وليس “المخملي”.

إسقاط هذا النظام، يتطلب دفع الثمن. يتطلب الصدق والتضحية. يتطلب منظمة وتنظيمات وبديل سياسي رصين. ويحتاج إلى معاقل الانتفاضة وجيش التحرير.

على أي حال، كما قال مسعود قائد المقاومة في تلخيص انتفاضة ديسمبر الماضي:” نحن لسنا أندادا ومنافسين لأحد للوصول إلى السلطة. وفي المقابل ليس هناك منافس لـ”مجاهدي خلق” في مسار الصدق والتضحية ودفع الثمن”.

وملخص الكلام يمكن تحديده أيضا في ما قالته السيدة رجوي إن:” نظام الملالي لن يتم إسقاطه إلا من قبل الشعب ومقاومته المنظمة، وأن الرهان على الهجوم الاميركي أو البدائل الافتراضية ما هو إلا خيال وخداع للذات”.

نقلاً عن السياسة الكويتية