الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

لماذا أعدم خامنئي نويد أفكاري متحديًا رغبة الرأي العام العالمي والمحلي؟

انضموا إلى الحركة العالمية

لماذا أعدم خامنئي نويد أفكاري متحديًا رغبة الرأي العام العالمي والمحلي

لماذا أعدم خامنئي نويد أفكاري متحديًا رغبة الرأي العام العالمي والمحلي؟

لماذا أعدم خامنئي نويد أفكاري متحديًا رغبة الرأي العام العالمي والمحلي؟ الإجابة باختصار هي أن الطبيعة القمعية لنظام الملالي، وعدم القدرة على تلبية مطالب الشعب، والخوف من الانتفاضات والنار تحت الرماد، وأخيراً فتح الباب للتراجع أمام المنافسين الأجانب الباحثين عن التجارة مع النظام؛ أجبروا نظام الملالي على إعدام نويد افكاري وغيره من أبناء الوطن الأوفياء.

لماذا و كيف؟ أعدم نظام الملالي نويد أفكاري صباح يوم السبت بعد حملة سياسية إنسانية محلية وعالمية كبيرة غير مسبوقة للحيلولة دون إعدام هذا البطل الإيراني شنقًا.

الحقيقة هي أنه من غير الممكن فصل ظواهر المشهد السياسي عن بعضها البعض ولا ينبغي علينا أن نفعل ذلك، و لاسيما في سياق مواجهة نظام الملالي للشعب الإيراني، حيث أن هناك تماسكا لا يقبل التجزؤ بين كل حدث بمفرده والحرب وحالات الكر والفر العسكرية والسياسية.

قضية لا شاهد عليها ولا دليل وحافلةٌ بالخداع والكذب

هي قضية كاذبة وملفقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولا توجد أي أدلة جنائية عليها.

وكانت المحاكمة هشه للغاية من منطلق أنها غير عادلة وحافلةٌ بالخداع وفبركة القضايا وأخذ الاعتراف القسري. وفي البداية، أصدر قاضي المحافظة الشرير، ومن بعده المحكمة العليا الحكم النهائي بالإعدام الذي لا دافع وراءه سوى تلبية رغبة نظام الملالي وحاجته السياسية.

والجدير بالذكر أن نظام الملالي قد تراجع أمام عاصفة من التغريدات على تويتر وهجوم الرأي العام. عاصفةٌ تهدف إلى ردعه عن إعدام ثلاثة شباب آخرين كان قد تم اعتقالهم بتهمة المشاركة في اشتباكات نوفمبر، وتغاضى نظام الملالي عن إعدامهم على الأقل حتى هذه اللحظة (وربما يقودهم إلى حبل المشنقة مرة أخرى).

وقد كشف مصير هذه القضية الثلاثية حتى الآن النقاب عن فضيحة الجهاز القضائي في نظام الملالي وتأثر هذا النظام الفاشي بضغوط الرأي العام العالمي.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل من الممكن أن يستمر هذا النظام الفاشي في اللجوء إلى الإعدام؟

وما هي العواقب التي نجمت وستنجم عن تراجع نظام الملالي عن الأحكام الشريرة بالإعدام والقتل؟

هل تسبب التراجع المؤقت عن إعدام الشبان الثلاثة الذين تم فبركة القضية لهم مثلما حدث مع نويد أفكاري؛ سوى في ظهور موجة احتجاج في المجتمع أدركت فيها العائلات أنها بإمكانها وينبغي عليها أن تقف صامدة في وجه القهر والخداع وأخذ الاعترافات القسرية من السجناء وتبادر بتشويه سمعة الجهاز القضائي وقوات حرس نظام الملالي القمعية وضباطه وعملائه؟

لماذا وكيف طلبت بهية نامجو، والدة نويد أفكاري، من الرأي العام الإيراني والعالمي المساعدة والدعم لإنقاذ نجلها؟

ماذا حدث عندما صور نويد أفكاري بنفسه الطبيعة القمعية والإجرامية لهذا النظام الفاشي في تعبير بليغ وآسر ونادر للغاية، قائلًا: “كانوا يبحثون عن كبش فداء واختاروني”.

فهل هناك شاعر وكاتب بارع صور طبيعة نظام الملالي المدمرة واللاإنسانية بتعبير أفصح من تعبير نويد أفكاري؟

وبناء عليه، لماذا وكيف بلغ التنوير بما يفعله المحققون في نظام الملالي ذروته لردع الملالي عن إعدام علي يونسى وأمير حسين مرادي ؛ حتى بواسطة المحامين في إيران الذين يجب عليهم التزام الصمت، خوفًا من أن يزج الملالي بهم في السجون؟

ماذا كان يجب على الولي الفقيه وقادة نظامه الفاشي أن يفعلوا عندما دعا العديد من الرياضيين في جميع أنحاء العالم إلى عدم تنفيذ الحكم بإعدام نويد أفكاري، لدرجة أن بعض الاتحادات الرياضية هددت باستبعاد نظام الملالي من المشاركة في المسابقات الدولية؟

هل خامنئي مستعد لمقايضة بقاء نظامه بعلاقات مفيدة ومؤثرة مع المجتمع الدولي والمشاركة في المسابقات الرياضية؟

ألا تنطوي ادعاءات الغرب ضد نظام الملالي سوى على المصالح وتضارب المصالح بدءًا من المجال النووي وصولًا إلى صناعة الصواريخ والصراعات الإقليمية، وعلى الدور المدمر لقوات حرس نظام الملالي في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟

هل كان نظام الملالي لديه القدرة على تراجع آخر؟

ما هي الرسائل التي سينطوي عليها استسلام نظام الملالي لأية عاصفة تدعم حقوق وحريات الإيرانيين ، إذا ما حدث ذلك؟

أولًا: إذا تراجع نظام الملالي أمام حقوق الشعب الإيراني فإنه سيظهر حقبة من التفكك ويكون بذلك قد أعلن أيضًا عن استعداده للتراجع أمام مصالح أصدقائه الأجانب الذين أكل معهم عيش وملح، وعندها ستزداد الضغوط.
ثانيًا: إن التراجع عن إعدام نويد أفكاري ينطوي داخل إيران وبالنسبة للقوى الليبراليه في المجتمع الإيراني على رسالة تتجاوز انتفاضات أخرى والانتفاضة الأخيرة للإطاحة بالنظام.
ثالثًا: على الرغم من أن المعيار يبدو مخفيًا ومحليًا، إلا أنه لا ينبغي أن نتجاهله، حيث أن شمس شيراز (مدينة نويد أفكاري) أشرقت فوق قمم جبال جميع المدن الإيرانية، في انتفاضة نوفمبر 2019 التي اجتاحت جميع أرجاء البلاد. لذا فإن إظهار نظام الملالي العين الحمراء لأهالي شيراز مرة أخرى كان ضرورة لا مفر منها لإيقاف تسرب القوة القمعية المحلية.
رابعًا: إن من يتذكرون السنوات الأخيرة من عهد الشاه يدركون جيدًا أن آخر إعدام سياسي في عهد هذا النظام الملكي حدث في ربيع عام 1976، وهذا هو الوقت الذي انصاع فيه محمد رضا شاه لسياسة حقوق الإنسان التي تبناها كارتر؛ من أجل بقائه في السلطة الذي كان يعتمد على الدعم السياسي الأمريكي. وبعد أن أخذوا السوط من أيدي جلادي السافاك من أجل نظام لا يعتمد سوى على الدعم الخارجي، بدأت عملية الانحدار نحو قاع وادي الإطاحة.

أما بالنسبة لنظام الملالي الذي لا يحظى بدعم أجنبي كامل ويتعرض لضغوط سياسية واقتصادية من جانب الغرب لقبول شروط الصفقة، نجد أنه يعتمد على القمع وتصدير الإرهاب فقط، ولا يمكنه الكف عنه. وما حدث لنويد أفكاري فجر اليوم وسوف يحدث لآخرين أيضًا، هو أجندة جنونية أخرى لهذا النظام الديكتاتوري في طريق الإطاحة.

إن إعدام نويد أفكاري إعلان سياسي ثنائي الإتجاه.

وأظهر إعدام نويد أفكاري مرآة كاملة الحجم لطبيعة ومصير ورعب هذا النظام الفاشي من أبناء الوطن:

طبيعةٌ لا يعتمد فيها نظام الملالي ولا يكسب رزق يومه سوى على القمع والقتل، وهذا الأمر أكثر أهمية بالنسبة لهذا النظام من الحصول على لقمة العيش اللازمة لوجبة العشاء.

وحتى لو اضطر هذا النظام يومًا ما إلى التخلي تمامًا عن بعض الجيوب العسكرية مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن، وقرر العودة إلى إيران، فإن حربهم الأخيرة مع الشعب الإيراني ستكون في أزقة وشوارع مدن الوطن المزدحمة كما قال خامنئي وغيره من القادة وموظفو الحكومة في نظام الملالي مرارًا وتكرارًا.

حربٌ لا مجال فيها للاستعطاف والاسترضاء والتصالح والتفاعل مع نظام الملالي.

حربٌ أظهر فيها الإيرانيون، ولاسيما في انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019 عدم تكيفهم مع أي من رموز هذا النظام وفصائله، ولا يؤمنون بسوى اقتلاع هذا النظام من جذوره وانطلاق ثورة جديدة.

وسواء كان نظام الملالي على علم من عدمه، فإن إعدام نويد أفكاري يحمل رسالة ثنائية الإتجاه وبيان ثنائي الجانب، نمّ عنها النظام الفاشي بنفسه.

إنها رسالة أعلن عنها نظام الملالي وجهازه القضائي وقوات حرسه القمعيين تعبر عن رعبهم الشديد من الانتفاضات.

وهي رسالة وجهها الشعب الإيراني للولي الفقيه للتأكيد على مواصلة النضال، وأدرك الولي الفقيه الرسالة جيدًا ومفادها أن شغلهم الشاغل ليس شيئًا سوى الإطاحة واقتلاع نظام الملالي من جذوره وانطلاق ثورة جديدة.