الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مأزق ثنائي في العلاقات بين نظام الملالي وأوروبا

انضموا إلى الحركة العالمية

مأزق ثنائي في العلاقات بين نظام الملالي وأوروبا

مأزق ثنائي في العلاقات بين نظام الملالي وأوروبا

مأزق ثنائي في العلاقات بين نظام الملالي وأوروبا

 

مأزق ثنائي في العلاقات بين نظام الملالي وأوروبا – في ظل الوضع الحرج الذي يعيشه نظام الملالي وعزله دوليًا، فإن أوروبا وسياسة الاسترضاء التي لا تزال تعمل إلى حد ما في البلدان الأوروبية، هي بصيص الأمل الوحيد الذي يتشبث به هذا النظام؛ ومع ذلك ، فإن النظام على شفا الاختناق الاقتصادي سواء نتيجة لفساده أو عدم كفاءته أو تأثير العقوبات،

ولكي يخرج من هذا الوضع الحرج، فإنه يتوقع من أوروبا القيام ببعض الإجراءات التي لا تقوى على تحملها وليست من مسؤوليتها من ناحية ، كما أن أوروبا لا تستطيع ولا ترغب أن تتحدى أمريكا من أجل عيون نظام الملالي من ناحية أخرى ،

لاسيما وأن النظام غير قادر على تلبية أي مطلب من مطالب أوروبا. وهذا ما يسميه نظام الملالي والولي الفقيه الرجعي بـ “نقض العهد من جانب أوروبا”.

على أية حال، فإن هذا الوضع قد أدى إلى خلق مأزق مزدوج، ويمكن لنظام الملالي الآن أن يتباهى بنجاحه في تصدير مأزقه إلى أوروبا.
قال حسن روحاني، رئيس جمهورية الملالي، الذي تعرض لهجوم الزمرة المنافسة جراء فشل الاتفاق النووي، لرئيس جمهورية فرنسا ماكرون في محادثة هاتفية: ” يتعين على أوروبا أن تكثف جهودها لتلبية تطلعات إيران المشروعة وتحقيق الهدنة في الحرب الاقتصادية التي تشنها أمريكا على إيران”.

تأتي مطالبة أوربا بإقناع أمريكا بالهدنة في الحرب الاقتصادية ، بينما اعتبر حسن روحاني مرارًا وتكرارًا في الماضي أن العقوبات الأمريكية وكأنها لم تكن.

استنتجت الإذاعة الفرنسية في تقريرها عن محادثات رئيس فرنسا والملا روحاني وتقول :
“بيد أن هذه الجهود لم تحقق نتيجة بعد بسبب عناد أمريكا ضد إيران ، وتتعرض إيران للمزيد من الضغوط والعقوبات الأمريكية. ”

من ناحية أخرى ، فإن السلاح الإرهابي لنظام الملالي لعمل ضجة قد أثار قلق النظام نفسه. كتب الموقع الحكومي للدبلوماسية الإيرانية في ترجمة لمقال صحيفة فاينانشال تايمز: ” إن لعبة الانتقام التي تتخذها إيران والتصريحات المتوترة التي يطلقها المسؤولون الإيرانيون ويعدون بمقاومة الحرب الاقتصادية الأمريكية ضد إيران، هي لعبة خطيرة” .

وفي الوقت نفسه ، وزير خارجية الملالي حاول في نيويورك لإيجاد مخرج من المأزق، واقترح صفقة مثالية. وفي هذا الصدد كتب الموقع الحكومي “انتخاب” نقلًا عن صحيفة الغاردين في 18 يوليو: ” قال محمد جواد ظريف ، اليوم في حضور مجموعة من الصحفيين في نيويورك إن إيران مستعدة أن تقبل إجراء عمليات تفتيش متطورة ودائمة لبرنامجها النووي مقابل رفع دائم للعقوبات الأمريكية “.

وأكدت صحيفة الغاردين أن ظريف وعد أيضًا بالمزيد من التنازلات:
” إن ظريف وصف هذا الاقتراح بأنه “خطوة رائعة” وقال: “النقاش ليس صورة للذكرى. إنا نبحث عن المضمون، وهناك إجراءات أخرى رائعة يمكن تنفيذها”,

وحذرت فيديريكا موغيريني، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، يوم الأربعاء في كلمتها في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ نظام الملالي من انتهاك التزاماته المتعلقة بالاتفاق النووي.

وقالت: ” نحن جميعًا على علم بالوضع الراهن ، وهذه الظروف لم تكن صعبة قط مثلما هي عليه اليوم . أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن أن إيران زادت احتياطيها من اليورانيوم المنخفض التخصيب وتقوم بتخصيب كمية تتجاوز النصاب المحدد في الاتفاق النووي”.

واعتبرت أن إجراءات نظام الملالي هذه تتعارض مع الاتفاق النووي ، وقالت: ” نحن ، جنبا إلى جنب مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا ، طالبنا في بيانين مشتركين بعودة نظام الملالي للالتزام الكامل بالاتفاق النووي. وأريد أن أقول بصراحة تامة أنه إذا مضت إيران في طريقها أكثر من ذلك ، فسوف تكون العودة أكثر صعوبة من الناحية الفنية.

إن ما نطلبه من نظام الملالي واضح كالشمس ، وهو العودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي على ما هو عليه دون تغيير.

وهذا الوضع كما قيل يعكس المأزق المميت الذي يحاصر النظام مما يثبت مرة أخرى مواقف المقاومة الإيرانية القائلة بأنه يجب التعامل مع هذا النظام بموقف حازم وقاطع فقط ويجب وضع حد لسياسة المهادنة والاسترضاء معه.

لقد أثبتت ردود أفعال النظام، خاصة خطاب روحاني وظريف، مرة أخرى أن النظام لم ولن يتخلى عن قصده للحصول على النووية الذرية.

لدى مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية أدلة لا يمكن إنكارها على أن النظام لم يتخل مطلقًا عن مشروعه النووي، بل واصل ذلك سرًا، سواء قبل أو بعد الاتفاق الشامل المشترك، وأن تصريحات روحاني الأخيرة تثبت هذه الحقيقة.