الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی

انضموا إلى الحركة العالمية

«ما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی»

ما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی

ما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی

 

 

ما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی – في رسالة إلى روحاني، حذره رؤساء اللجان البرلمانية من الظروف المعيشية الصعبة للشعب. وقد تضمنت الرسالة، ذرف دموع التماسيح علی الفقراء، وأطفال القمامة، والعمّال الجياع، والمعلمين المحرومين، والشباب العاطلين عن العمل إلخ، مرفقة بأبیات للشاعر الإیراني المشهور “سعدي” یقول فیها بما معناه:

«قم بتجهیز عدة الحرب في وقت السلم، وإلا فما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی».

یتزاید القلق والخوف من انفجار الغضب الشعبي بین المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام الحکومیة مع اتساع نطاق الفساد والتمييز والغلاء في البلاد.

صرخة مواطن: «لماذا لا يعيش المسؤولون في بلادنا کما نعیش نحن؟ لماذا یشترون لأبنائهم سیارة یبلغ سعرها 800 ملیون؟»

صرخة مواطن آخر: من هم هؤلاء أبناء الملالي؟ ضعوا واحداً منهم بین یدي وسأقطعه إرباً إرباً، سأقطعه أیاً کان. کل شخص لدیه بطاقة هویة، کل شخص لدیه حقوقه، يجب علی النظام أن يرى الجميع بعين واحدة».

هذا ونری الأصوات المحتجّة علی الغلاء وتزاید مشاکل الشعب، ترتفع بین أعضاء مجلس الشوری وهم مرتزقة خامنئي، خوفاً مما سیؤول إلیه غضب الجياع والفقراء. إلیکم بعض الأمثلة علی ذلك:

مجلس شوری الملالي، أحمدي بيغش، 23 يونیو 2020: «الناس يُسحقون تحت عجلة الغلاء، الناس لیس لدیهم خبز جاف لیأکلوه، بغض النظر عن فاتورات الماء والغاز والکهرباء».

مجلس شوری الملالي، محمد عليبور، 23 یونیو 2020: «أنت (الرئیس روحاني) لم تتخذ أي خطوة للحدّ من الفقر والحرمان فحسب، ولكنك جعلت الناس أکثر حرماناً من خلال زیادة الأسعار بشکل یومي وزیادة نسبة التضخم بما یفوق 40 في المائة».

صرخة مواطن: «ما یقوله هراء وشائعات، هو وأجداده أغبیاء إذ یحسب الناس حمیر».

من جانبها، كتبت صحيفة “آرمان” الحکومیة، في 24 یونیو 2020، خوفاً من الأوضاع المتفجرة للمجتمع وانعکاسها علی مجلس شوری الملالي:

«الحركات الاحتجاجية في عامي 2018 و2019، والتي تسببت في الكثير من الضرر للبلاد کما تسببت في عدم ثقة الشعب، أظهرت أن الأوضاع في الطبقات التحتانیة من المجتمع ليست جيدة. نسمع خطابات تهاجمیة من المجلس. یجب الأخذ بعین الاعتبار أن مثل هذه الخطابات ليس لها نتائج محددة للمجتمع».

مجلس شوری الملالي، فاطمة مقصودي، 23 یونیو 2020: «رأيت كبار السن من الرجال والنساء في مدينتي المضطهدة، ورأیت في تجاعيد جباههم، سيف غضب الله مسلول علينا جميعاً».

وما الاعتراف بدور النار والسيف في أيدي وجباه الناس إلا دلالة علی فزع النظام برمته وعلامة ساطعة علی أجیج الانتفاضة.

 

الخوف من الانفجار والانتفاضة

الرسالة التي وجّهها رؤساء اللجان البرلمانیة إلی حسن روحاني، تظهر بوضوح أن الشاغل الرئيسي لقادة برلمان النظام هو احتمال حراك جيش الجیاع والعاطلين عن العمل بما یشبه سیل رهيب سیقتلع جذور النظام المتهالك دون أن یقوی علی مواجهته، الأمر الذي دفعهم إلی ذکر تلك الأبیات.

وقد ألقى رؤساء اللجان باللوم على حكومة روحاني فيما یتعلق بالوضع الراهن، وهاجموه بعبارات مثل “یسیطر الخمول والتباطؤ علی بعض أصحابك”، وهددوه بأنهم لن يلتزموا الصمت في مواجهة هذا الوضع.

وقد انتقلت عدوی الذعر المسیطر علی أعضاء المجلس إلی خطب الجمعة، حیث کانت الرسالة الرئیسیة التي وجّهها أئمة الجمعة المعینون من قبل خامنئي، یوم الجمعة الموافق 26 یونیو 2020، هي التعاطف مع محنة الشعب وأوضاعهم المعیشیة المزریة وتحذیر الحكومة والبرلمان من عواقب هذا الأمر.

فقد نفى إمام جمعة مدینة زابل المعیّن من قبل خامنئي، تحجّج روحاني المستمر بالعقوبات علی أنها المصدر الرئيسي للتضخم وتدهور الوضع الاقتصادي للبلاد، وقال مشیراً إلى فساد النظام:

 «20٪ فقط من هذا الوضع مرتبط بالعقوبات و80٪ مرتبط بسوء الإدارة وغياب الرقابة ومشكلة المافيا الاقتصادية».

 

هذه التحذیرات المرعوبة وإن دلّت علی صراع العصابات المتأجج وحرب الذئاب الضاریة وإلقاء اللوم على الخصم للتخلص من سیل الغضب الشعبي المدمر، فإنها تدل في الوقت نفسه علی الخوف من الانتفاضة الشعبیة المرتقبة.

 

علی سبیل المثال، نقلت صحیفة “آرمان” الحکومیة، یوم أمس الجمعة، عن عضو سابق في مجلس شورى النظام، یُدعی جلالي زادة قوله: «هذا الغلاء سیؤدي إلى انعدام الأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي».

 

خطة النظام المتعمدة

من الواضح أن نظام روحاني وحكومته غير قادرين على الحدّ -ولو قلیلا- من الضغط الاقتصادي الطاحن للشعب، لأنهم يغذون عن عمد الغلاء، باعتباره طريقة تضمن لهم المال الذي يحتاجونه لإدارة الحكومة ومواصلة القمع وانتاج القنبلة الذرية وتصدير الإرهاب إلخ.

 

یتجلّی مؤشر هذه السياسة القذرة في ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات التي تحتكرها الحكومة، وكذلك الزيادة الجامحة في سعر الصرف الذي ارتفع بنسبة 50 ٪ في غضون شهرين فقط متجاوزاً حاجز 20000 تومان، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار السلع بشتی صنوفها، ولم یعد بإمکان الفقراء والمحرومین توفیر لقمة خبز یسدون بها رمقهم.

 

في برنامج تلفزيوني تم بثه على قناة خوزستان في 25 یونیو، قال خبير حكومي إنه يمكن القول للفئات الفقیرة من المجتمع ألا تشتري سيارة، وألا تأكل الفاكهة واللحوم، لکن لا یمکن منعهم من أکل الخبز! وأضاف مشیراً إلى خدع النظام بعدم الإعلان عن ارتفاع أسعار الخبز:

«في نفس اليوم الذي أعلن فيه وزير “صمت” (وزارة الصناعة والمعادن والتجارة) أن سعر الخبز لن يرتفع في البلاد، شهدنا زیادة بنسبة 40٪ في سعر الخبز».

 

بناء السدّ أمام جيش الجياع والمنتفضین

یا تری کم یبلغ عدد الفقراء ممن يحتاجون إلى رغیف خبز یسدوّن به جوعهم بحسب عملاء وقادة النظام؟

 

بالتأکید هم عشرات الملایین حتى وفقاً لإحصاءات النظام المزیفة. هذا هو جيش الجياع الذي سوف يثور في المستقبل القریب بما لا یقبل الشك. وفي المقابل، لا یملك النظام سوی القمع والإعدام والترهیب في مواجهة هذه الانتفاضة الجارفة کالسیل، وقد تبنى هذه السياسة عملياً.

 

يعتقد نظام الملالي المجرم أنه لطالما یعاني الشعب من وباء کورونا ما یعیق احتمال حدوث تجمعات کبیرة، فإن احتمال حدوث انتفاضة شعبیة أمر غير مرجح، ويقول بعض أعضاء النظام صراحة لا بل وقاحة أنه إذا تمكن النظام من الاستمرار حتی حلول ديسمبر، أي موعد الانتخابات الرئاسیة الأمریکیة، فقد يكون هناك مهرب.

 

لهذا اعتمد النظام كلياً على تكثيف القمع وإثارة الرعب في المجتمع، ويحاول القیام باعتقالات عشوائیة في الشوارع بحجة إلزام ارتداء الحجاب أو القضاء علی البلطجية، و بث الرعب من خلال إعدام عدد من معتقلي انتفاضة نوفمبر. وقد حكم فعلیاً بالإعدام على ثلاثة من الشباب الثوار، لكنه یحاول تحیید الحساسیات الاجتماعیة وامتصاص الغضب الشعبي بأسالیبه المعهودة من إشاعة أخبار متتالیة تتضمن التأکید والإنکار خوفاً من رد الفعل الاجتماعي.

 

من ناحية أخرى، هدّد كبير قضاة محافظة أصفهان، الذي تحدث يوم الجمعة 26 یونیو کخطیب سبق خطب الجمعة، مؤیدي مجاهدي خلق قائلاً:

 

«بالتأكيد، سنتعامل بحسم مع العملاء ومثيري الشغب، بحيث تم اليوم تأكيد 8 حالات تتعلق بالحوادث المذكورة أعلاه وثبت علیها حكم المفسد في الأرض».

 

لكن سياسة القمع والإعدام والترهیب هي بمثابة سيف ذو حدين، من شأنها أن تشعل حریقاً کبیراً یلتهم النظام ومرتزقته بالکامل ویحولهم إلی رماد في ظل تردّي الظروف المعیشیة للناس حیث بلغ السکین العظم منهم، ووجود معاقل الانتفاضة النشطة في المجتمع. فما فائدة بناء السدّ وقد بلغ السیل الزبی!