نظام الملالي وفيروس كورونا
نظام الملالي وفيروس كورونا – أصدرت منظمة مؤشر الأمن الصحي العالمي تقييمًا في عام 2018 يتعلق باستعداد 195 دولة حول العالم في مجال كيفية مكافحة الفيروس المعدي.
وفي هذه الدراسة، تم تقييم وتصنيف جميع البلدان بناءً على درجة استعدادها لمواجهة انتشار مرض معدي، وكان الرقم 100 أعلى الدرجات في هذه الفهرسة. وعلى هذا الأساس تم تصنيف البلدان. والمقصود بدرجة استعداد كل دولة، هو التدابير التي اتخذتها الدولة لمكافحة وباء مرض معدي.
وفي دراسة صدرت عن منظمة مؤشر الأمن الصحي العالمي، لم يحصل نظام الملالي على أكثر من 37,7 درجة واحتل الترتيب رقم 97 على مستوى العالم.
ويدل تصنيف نظام الملالي في المرتبة 97 على عدم استعداده لمكافحة وباء معدي، ومن الممكن أن ندرك بشكل أفضل السبب في أن هذا النظام الفاشي لم يستطع أن يتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وعلى الرغم من وجود حالات مشتبه في إصابتها بهذا المرض نفي النظام الفاشي جميع الشواهد على ذلك وأدلى بمعلومات خاطئة متبعًا نفس الأسلوب الذي انتهجه في كارثة تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية.
لا استعداد ولا قطع علاقات مع الصين ولا إبلاغ عن معلومات ولا تحذير
لقد أبلغ جميع وسطاء النظام تقريبًا الذين لهم علاقة نسبيًا بتفشي هذا المرض عدة مرات عن استعداد الإدارات التابعة لهم لمكافحة هذا الفيروس، إلا أنه في الواقع لم يوجد أي نوع من الاستعدادات اللازمة والضرورية. وبعد وفاة حالتين مصابة بالفيروس عقدت هيئة الوقاية ومكافحة هذا الفيروس اجتماعًا يوم الخميس مساءً برئاسة جهانجيري.
كان من الواضح جدًا أن هذا الفيروس سوف يدخل البلاد بسبب عدم قطع العلاقات مع الصين ودخول وخروج الصينيين بحرية على متن طائرات شركة ماهان التابعة لقوات حرس نظام الملالي.
فعلى سبيل المثال، كان من الواضح أن تردد العمال والطلبة الصينيين في قم من شأنه أن ينشر هذا الفيروس على نطاق واسع، ولكن على الرغم من ذلك، فإن أهم معيار للتصدي لتفشي مثل هذه الأمراض المعدية الذي من شأنه أن يمنع انتشار المرض بشكل كبير، هو إبلاغ المواطنين بالمعلومات في الوقت المناسب وتقديم التدريب الكافي لمكافحة المرض. والتهاون في هذه الحالات لن يسفر سوى عن فقدان الوقت الذهبي المناسب للحد من انتشار هذا الفيروس.
ومع ذلك، فإن نظام الملالي لم يطرق مسار السيطرة على الفيروس بالوقاية والاستعداد والتدريب والإبلاغ عن المعلومات في الوقت المناسب وقطع العلاقات مع الصين، بل سلك المسار المعاكس وفتح الطريق لدخول الفيروس في البلاد بزيادة المعاملات التجارية مع الصين ونقل المسافرين الصينيين والتكذيب والتستر وغير ذلك.
فهل العلاقة الاقتصادية والسياسية مع الصين مهمة لدرجة وجوب التضحية بكل شيء وحتى الآن، لم يُنسى ما قدمه ظريف للصين فيما يتعلق بمواجهة الصينيين لهذا الفيروس، وسيظل نظام الملالي إلى جانب الصين حتى آخر لحظة، ولم يقطع حتى الآن الملاحة الجوية إلى الصين على الرغم من كل الأخبار الخطيرة المتعلقة بتفشي هذا المرض المعدي.
انتشار الوباء والخوف العام
وقال مينو محرز، عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي، لوكالة “إيرنا ” للأنباء : ” تفيد التقارير المتاحة أن فيروس كورونا بدأ في قم، ونظرًا لتردد وسفر المواطنين إلى مدن كثيرة في البلاد فقد وصل المرض إلى طهران وبابل وأراك وأصفهان ورشت ومدن أخرى وربما يكون موجودًا في جميع المدن الإيرانية”. ( وكالة “إيرنا” للأنباء، فبراير 2020)
وفي تغريدته على تويتر ، كتب كيانوش جهانبور، رئيس مركز الإبلاغ عن المعلومات بوزارة الصحة الإيرانية : ” تفيد أحدث التقارير المختبرية، بابتلاء 13 شخصًا آخرين بفيروس كورونا، من بينهم 7 أفراد في قم و 4 أفراد في طهران واثنان في جيلان. وتداولت وسائل الإعلام الحكومية اعترافًا لنائب لمجلس شورى النظام يفيد أن 50 شخصًا توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا في مدينة قم لحد الآن. وقال النائب إن عشرة أشخاص يتوفون يوميًا اثر كورونا في مدينة قم.
وعلى هذا المنوال، من المؤسف أننا سنسمع المزيد من الأخبار عن حجم الخسائر والوفاة التي ستلحق بوطننا، والسبب الرئيسي في ذلك هو نظام الملالي الذي فقد الفرصة لمدة شهرين بالتستر والخداع والكذب، ولاشك في أنه سيدفع أرواح المواطنين الإيرانيين ثمنًا لذلك مرة أخرى.
وورد في تقرير الإذاعة الفرنسية أن : ” مسؤول حكومي إيراني رفيع المستوى لم يرغب في الإفصاح عن اسمه، كشف في حديثه مع الإذاعة الفرنسية النقاب عن أن عدد المصابين بفيروس كورونا والأفراد المشتبه في إصابتهم بهذا الفيروس في مدينة قم تجاوز الـ 300 شخص “. وورد في تقرير الإذاعة المشار إليها أن : ” وزير الصحة التركي أعلن في رسالة على تويتر يوم الجمعة الموافق 21 فبراير 2020 عقب لقائه مع نظيره الإيراني: أنه تم تسجيل 758 حالة في إيران مشتبه فيها و 18 حالة مؤكدة ووفاة 5 أفراد في إيران”.
وحتى الآن، قام العراق والكويت وباكستان بتعليق رحلاتهما إلى إيران كأول خطوة. كما أعلنت كل من تركيا وباكستان وأفغانستان إغلاق حدودها البرية مع إيران. وقررت الحكومة الأردنية منع دخول الوافدين من إيران إلى أراضي المملكة “كإجراء احترازي مؤقت.
وبالنسبة للعراق، طالبت اللجنة العراقية الخاصة بمكافحة فيروس كورونا المواطنين بعدم السفر إلى إيران، فيما أعلنت السلطات العراقية منع الوافدين من إيران من دخول أراضيه عبر كافة المنافذ الحدودية، وعلقت الرحلات الجوية مع طهران.
وحتى الآن النظام المناهض للبشرية معزول من جهة العلاقات الاقتصادية الطبيعية عن الدول الأخرى. والآن تم عزله في هذا المجال أيضًا بسبب المخاوف من انتقال الفيروس إلى بلدان أخرى.
لقد أظهرت ديكتاتورية الملالي أنها ليست لديها رغبة على الإطلاق ولا الدافع للتنظيم والتعبئة العامة في مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل. إن نظام الحكم هذا المناهض للبشرية الذي لا هم له سوى المحافظة على نظامه بالقمع الداخلي وتصدير الإرهاب إلى الدول الأخرى، ترك الشعب الإيراني الأعزل وحده في مواجهة فيروس كورونا أيضًا.
والحقيقة هي أن فيروس نظام ولاية الفقيه الذي اجتاح أرواح الشعب الإيراني على مدى أكثر من 40 عامًا هو السبب في جميع المشاكل والأزمات التي دفع ثمنها الشعب الإيراني. ومن هذه الحقيقة المرة يغلي شعار ” فلتسقط ولاية الفقيه ” شعار يدل على أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية قد عقدوا العزم على تحقيقه مهما كان الثمن وتحرير إيران وشعبها البطل.