الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

نظرة سريعة على أداء نظام الملالي في التعامل مع “فيروس كورونا”

انضموا إلى الحركة العالمية

نظرة سريعة على أداء نظام الملالي في التعامل مع "فيروس كورونا" أيهما أخطر "وباء ولاية الفقيه" أم فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"؟

نظرة سريعة على أداء نظام الملالي في التعامل مع “فيروس كورونا”

نظرة سريعة على أداء نظام الملالي في التعامل مع “فيروس كورونا

أيهما أخطر “وباء ولاية الفقيه” أم فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″؟

 

نظام مير محمدي

الكاتب الحقوقي والخبير في الشأن الإيراني

 

نظرة سريعة على أداء نظام الملالي في التعامل مع “فيروس كورونا” – منذ أربعة أشهر والعالم يصارع الوحش البشع المتناهي الصغر “فيروس كورونا”. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات موثوقة حول الضحايا والخسائر والإصابات الناجمة عن كارثة هذا القرن، إلا أنه استنادًا إلى الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام وتلقي الضوء عليها، فإن ما يقرب من نصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصاب بهذا الفيروس الفتاك، وحوالي 30 ألف شخص فقدوا حياتهم.

وتشير نفس التقارير إلى أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون حاليًا في الحجر الصحي في المنازل والمواقع والمدن والمحافظات والدول. 

هذا وأدى تفشي فيروس كورونا إلى فرض قيود كبيرة على التجول ومعدل السفر للخارج وتوقف النشاط الاقتصادي أو الحد منه. وتم إغلاق الفنادق والمطاعم في العديد من البلدان حول العالم.

وما نواجهه حاليًا بالضبط هو عصر عجيب نقرأه في كتب القصص، ولاسيما القصص الخيالية، إلا أن هذا الخيال يرتبط الآن بالواقع، ولم يستطع العالم حتى الآن أن يقدم علاجًا وحلًا حاسمًا لمكافحة فيروس كورونا القاتل، على الرغم من التطور الطبي والعلمي المذهل. 

وفي البداية ظهر هذا الفيروس في مدينة ووهان بالصين في شهر ديسمبر 2019، وانتشر بسرعة في محافظة ووهان بأكملها ثم اجتاح المدن الكبرى في الصين. وتفيد تقارير وسائل الإعلام أن فيروس كورونا انتقل من الصين إلى الدول الأخرى حول العالم بسبب عدم السيطرة على الاتصالات والسفر من وإلى الصين والتأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون اجتياح هذا الفيروس لدول العالم، وهذا الفيروس القاتل يودي بحياة الكثيرين في 190 دولة حول العالم في الوقت الراهن. 

ويمكن مقارنة الآثار الفتاكة لفيروس كورونا بمرض الطاعون. فقد ثبت في تاريخ مرض الطاعون أن أحد الأسباب في ظهوره هو الحرب طويلة الأجل بين المغول والصينيين، وانتشر في عام 1334 ميلادية، تم انتقل بعد ذلك إلى أوروبا عن طريق السفن والبحر . وما يتراوح ما بين 60 في المائة إلى 100 في المائة من الأشخاص الذين أُصيبوا بهذا المرض فقدوا حياتهم.

وفي الوقت الحاضر، نجد أن دور فيروس كورونا والوفيات الناجمة عنه في إيران في ظل حكم ولاية الفقيه ينطوي على مصير ومسار مختلف تمامًا عن الدول الأخرى حول العالم.  وهذا الاختلاف له أبعاد وأسباب مختلفة. لكن السبب الرئيسي في هذا الاختلاف هو القرار الإجرامي لخامنئي؛ القائم على التستر على تفشي فيروس كورونا في إيران. 

وعلى الرغم من ظهور أعراض الإصابة بفيروس كورونا في إيران في مطلع شهر ديسمبر 2019، إلا أن خامنئي أمر بعدم الإبلاغ عن هذه القضية. وأعلن قاضي زاده هاشمي، وزير الصحة والعلاج السابق في مجلس وزراء حسن روحاني، في 22 مارس، قائلًا : لقد أبلغت كبار المسؤولين في البلاد بمخاوفي من وباء كورونا منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، ومن بينهم  رئيس الجمهورية،  لكن جهودي لم تنجح بشكل كبير”.

وحول تفشي مرض كورونا في إيران، قال خامنئي في الاحتفال المعروف باسم غرس الأشجار: “لا أريد أن أفترض أن المشكلة بسيطة جدًا ولا يجب أن نجعلها كبيرة جدًا أيضًا. ولن تستغرق هذه المشكلة وقتًا طويلًا في البلاد وسوف تنتهي”.

وبعد المشاركة في أول اجتماع للمقر الوطني لمكافحة فيروس كورونا، قال الملا روحاني في 25 فبراير حول تفشي هذا الفيروس في البلاد: “هذه هي مؤامرة أعدائنا الذين يريدون عرقلة مسيرة البلاد ببث الخوف في المجتمع”.  

لذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا منع خامنئي الإبلاغ عن تفشي مرض كورونا في إيران؟

هناك عدة أسباب رئيسية وراء اتخاذ هذا القرار اللاإنساني:

أولًا: أراد خامنئي أن يحول 11 فبراير إلى يوم استعراض للقوة ويستدعي قواته للانتشار في الشوارع بمناسبة الذكرى السنوية لانتصار ثورة الشعب الإيراني ضد الملكية  في 11 فبراير 1979.

ثانيًا: كان خامنئي قد صمم على إجراء الانتخابات في 21 فبراير بأي ثمن لتوحيد نقاط ارتكاز السلطة واستئصال الزمرة المعروفة باسم الإصلاحيين.    

ثالثًا: كانت قوات حرس نظام الملالي تحتاج إلى عائدات النقل الجوي لشركة ماهان للخطوط الجوية لتغطية التكاليف الباهظة للقمع والإرهاب، ولذلك لم توقف رحلاتها الجوية إلى الصين، وكان هذا الإجراء هو السبب الرئيسي في تفشي فيروس كورونا القاتل في إيران.     

وتفيد الاستقصاءات إن شركة ماهان للخطوط الجوية قامت بما لا يقل عن 34 رحلة من 1 فبراير 2020 حتى 5 مارس 2020، من بينها 18 رحلة من إيران إلى الصين و16 رحلة من الصين إلى إيران. وتمت الرحلات المذكورة ذهابًا وعودة بين طهران ومدن ووهان وشنغهاي وبكين وقوانغتشو وشنتشن.

وبالتالي، إذا كان قد تم الإبلاغ عن تفشي فيروس كورونا، فكان لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة، ومن بينها حظر التجول ومنع التجمعات والمسيرات والسفر، وكان لابد من تنفيذ إجراءات أخرى مما سيربك بالضرورة الخطط لتي أعد لها خامنئي العدة مثل استعراض القوة بمناسبة 11 فبراير، وإجراء الانتخابات في 21 فبراير. 

 

ولذلك اتخذ خامنئي هذا القرار اللاإنساني ضاربًا إصابة عشرات الآلاف من الناس بفيروس كورونا القاتل بعرض الحائط، ووصل عدد الوفيات بوباء كورونا حتى كتابة هذا المقال إلى  10500 ضحية في 210 مدينة إيرانية.  

وتشير تجربة 4 عقود من حكم الملالي في إيران، سواء في عهد خميني أو في عهد خامنئي إلى أنهم لا يولون أدنى أهمية لحياة البشر. وتدور فتوى خميني العبثية حول الحفاظ على الإسلام وتدور فتوى خامنئي حول المحافظة على النظام، من منطلق أن هذا العبث منصوص عليه في الشرع ومن أكبر الفرائض. وفي حرب الثماني سنوات، دمر خميني إيران والعراق، لدرجة أنها اسفرت عن قتل وإصابة وإعاقة 2 مليون شخص وتدمير50 مدينة وأكثر من 3000 قرية، وكبدت الجانب الإيراني فقط خسائر مالية فادحة تقدر بـ 1000 مليار دولار. 

وفيما يتعلق بهذه الحرب المدمرة، قال خميني، “كانت الحرب موضوعًا فوائده تفوق أضراره” (صحيفة نور المجلد 16، ص 19)

وحول هذه الحرب الشرسة، قال الملا أحمد جنتي، الرئيس الحالي لمجلس الخبراء: “إذا كان الله قد خلق جبل دماوند من الذهب وأعطانا إياه، فإن قيمته لا تساوي هذه الحرب التي خضناها، لأن هذه الحرب كانت مفيده جدًا حيث أنها عززت القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية، ومن بركات هذه الحرب هي أنها أغدقت بكثير من النعم على البلاد، وساهمت في بقاء النظام والمحافظة عليه”. (وكالة “فارس” الحكومية للأنباء، 19 سبتمبر 2017)   

وتظهر وفاة عدد كبير من الشعب الإيراني المضطهد بسبب وباء كورونا للرأي العام العالمي أن الحكام في طهران لا يولون أهمية سوى بالحفاظ على أنفسهم ونظامهم الفاسد ويضربون بصحة وعلاج الشعب الإيراني بعرض الحائط. وطالما يوجد الملالي في السلطة، ستحدث للبلاد كارثة تلو الأخرى. والحل الوحيد هو الصمود الكامل في النضال ضد وحش “وباء ولاية الفقيه” والإطاحة به وإزالته من على وجه الأرض.  

ومن المؤكد أن كارثة كورونا والأزمات الأخرى لن تنتهي إلا بالوقوف بحسم في وجه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران التي تسببت في كل الكوارث.

وحول أزمة كورونا وتقاعس نظام الملالي الحاكم، قال السيد مسعود رجوي، قائد المقاومة الإيرانية، في رسائله الأخيرة: 

“إن حرب الشعب الإيراني مع كورونا جزء من الحرب المصيرية مع خامنئي ونظام ولاية الفقيه الدجال المناهض للبشرية. إطلقوا صرخة الاحتجاج في الشوارع والأحياء، ودعوا العالم يرى ويسمع أن الشعب الإيراني لا يريد كورونا ولا الملالي”.