الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

وجود الصدر بين خامنئي وسليماني يضع عادل عبدالمهدي في أضعف حالاته

انضموا إلى الحركة العالمية

وجود الصدر بين خامنئي وسليماني يضع عادل عبدالمهدي في أضعف حالاته

وجود الصدر بين خامنئي وسليماني يضع عادل عبدالمهدي في أضعف حالاته

وجود الصدر بين خامنئي وسليماني يضع عادل عبدالمهدي في أضعف حالاته

الظهور المفاجئ لمقتدى الصدر في طهران منتصف الأسبوع، يكشف حجم التأثير الكبير الذي تملكه إيران في الملف العراقي.

 

كتب موقع العرب الندنية تقريرا مفصلا عن وجود الصدر بين خامنئي وسليماني يضع عادل عبدالمهدي في أضعف حالاته. وفيما يلي التقرير:

أثارت زيارة مقتدى الصدر إلى إيران وظهوره مجتمعا بكل من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامئني والجنرال البارز في الحرس الثوري قاسم سليماني، تساؤلات عن مصير رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الذي تبدو أيام حكمه قد باتت معدودة. وعلاوة على أن زيارة الصدر ترجمت مدى الهيمنة الإيرانية على القرار العراقي، فإن البعض يصنفها أيضا بأنها تندرج ضمن خطة إيرانية تهدف إلى إشعال حرب شيعية شيعية ستحسم في ما بعد وراء من ستصطف طهران.

بغداد – كشف الظهور المفاجئ لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في طهران منتصف الأسبوع، حجم التأثير الذي تملكه إيران في العراق. فبمجرد أن شاهد المراقبون صورا تجمع الصدر بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وجنراله البارز في الحرس الثوري قاسم سليماني، تساءلوا عن مصير رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، وإن كانت أيامه باتت معدودة.

ومنذ 2005، لم يسبق أن وجد رئيس الحكومة العراقية نفسه مسلوب القدرة إلى هذا الحد في ما يتعلق بمصيره، فبإمكان نقاش سريع بين الصدر وسليماني، الآن، أن يطيح بعبدالمهدي، ويضع مكانه أي شخص آخر.

ومع اشتداد عود العراق إثر الانتصار على داعش العام 2017، كان ينتظر من بغداد أن تحصل على المزيد من استقلالها السياسي عن الخارج، لكن الضعف الكبير الذي طبع أداء عادل عبدالمهدي، بدد هذه الآمال.

وخلال حكومتي نوري المالكي وحيدر العبادي السابقتين، كان العراق يستفيد من ضرورات الموازنة بين النفوذين الأميركي والإيراني، لتعزيز مساحة استقلال قراره السياسي، ما منح الأحزاب والقوى المختلفة فرصة حقيقية لطرح برامجها والتنافس على كسب الجمهور، حتى وصل الأمر إلى الحديث عن تيارات سياسية إسلامية وأخرى مدنية، ومشاريع مقربة من الولايات المتحدة وأخرى من إيران.

لكن حقبة عبدالمهدي، تشهد ميلا مطردا نحو أحادية النفوذ، ما يحول الحديث عن أي مشروع سياسي داخلي إلى مجرد مزحة.

وتشيه قفزة الصدر إلى المعسكر الإيراني، رصاصة الرحمة التي أطلقت على التنوع السياسي في العراق، إذ إنها فتحت الباب على احتمالات متعددة في شكلها، ولكنها متشابهة في المخرجات.

إقرأ أيضاً:

دعوة إلى إعادة انتداب العراق

وبدا خلال العام الأول من حكومة عبدالمهدي أن التنوع السياسي ربما يتطور باتجاه صناعة خطين متوازيين من الموالاة والمعارضة، يمكنهما شحن بعضهما البعض، وعلى هذا الأساس أعلن زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس تحالف النصر حيدر العبادي أنهما يقفان في خط المعارضة، قبالة طيف واسع من قوى الموالاة. لكن هذا الرهان، لم يعد مجديا، بعدما أخضعت طهران لسياسيين الأقوياء في العراق.

وأفضل ما يمكن حدوثه خلال المرحلة المقبلة، هو صراع شيعي شيعي على النفوذ في العراق، يمكن أن تحركه إيران نفسها، أو أن تغض الطرف عنه في الأقل، إذا اندلع لأسباب داخلية.

ويجمع المراقبون العراقيون على أن الصدر لن يقبل بدور ثانوي في الوضع العراقي، بعد دخوله في خانة حلفاء إيران، لكنه مع ذلك لا يزال بحاجة إلى القتال من أجل انتزاع مكانته السياسية.

ومع وجود ميليشيات قوية جدا، نجحت في صناعة أذرع سياسية داخل البرلمان العراقي وأخرى تنفيذية في الحكومة العراقية، لن تكون معركة الصدر الداخلية المقبلة سهلة، إذ عليه أن يثبت للإيرانيين أنه أقوى، على سبيل المثال، من المالكي، الذي يواصل عزلته السياسية لأسباب غامضة.

كما يأمل الصدر في مغادرة منطقة مقارنته بهادي العامري زعيم منظمة بدر، بعدما وضع فيها عندما تساوى معه لحظة صناعة رئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي. كذلك عليه أن يقدم للإيرانيين بديلا عسكريا عراقيا جاهزا لاستخدامه في سوريا أو حتى داخل العراق، ضد المصالح الأميركية، كما يفعل زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أو زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي.

وتخشى الأوساط السياسية أن تسمح إيران بانطلاق حرب شيعية داخلية في العراق، لتحديد المنتصر الذي عليها منحه حصة أكبر من غيره من النفوذ السياسي، ما يفتح الباب على فوضى جديدة في هذا البلد.

إلا أن مراقبا سياسيا عراقيا استبعد حدوث مثل هذه الحرب، وقال “الحديث عن حرب شيعية شيعية هو نوع من التكهن الخاطئ. ذلك لأنه لم تضع إيران الفصائل الشيعية في كل المراحل السابقة تحت سيطرتها مثلما يحدث اليوم”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب”، “ليست هناك رغبة لدى الأطراف المعنية بالعملية السياسية في الإطاحة بحكومة عبدالمهدي فهو أضعف من أن يطاح بها وبالأخص حين استولى الحشد الشعبي على الكثير من مفاصل الدولة في خطوة تمهيدية لإقامة دولة يديرها مثلما يريد.

وفي الإطار نفسه فإن ضبط حركة الصدر، يراد منه الدفع به وهو الذي يرفع شعار معارضة الحكومة إلى موقع يكون له فيه دور في عسكرة المجتمع تمهيدا لقيام دولة الحشد الشعبي المرتبط بتطورات النزاع الإيراني الأميركي.