وسائل الإعلام الحكومية تحذّر من التهديدات القادمة من “التحديات العظمى”
في الآونة الأخيرة، أبرزت وسائل الإعلام الحكومية أن حكّام الملالي يمروّن بأسوأ فترة لهم منذ اغتصابهم للسلطة في عام 1979. فالاقتصاد الإيراني في حالة من الفوضى، كما تزداد الكراهية العامة للنظام كل يوم عن سابقه، ويتعرض الملالي لضغوط دولية، كما تواجه البلاد الآن “تحديات عظمى”.
كتبت صحيفة مردم سالاري الحكومية في 7 ديسمبر/ كانون الأول: “لسوء الحظ، نحن نواجه حالة من فقر الغذاء”.
وأضافت الصحيفة “اليوم، دخل المواطنين لا يسمح لهم بشراء ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة. يجب أن نلاحظ أن الأمر لم يعد يتعلق بعدم قدرة الناس على شراء منازل أو سيارات أو حتى طعام عالي الجودة في هذه الفترة، بل وصل الأمر لدرجة أنه لم يعد بإمكان الناس تحمل الحد الأدنى من تكلفة الطعام”.
وفقًا لما تنشره وسائل الإعلام الحكومية، “أصبح الناس أكثر فقرًا، واحتكر بعض الأفراد الكمية الصغيرة من الإنتاج الوطني للبلاد”.
وفي يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول، كتبت صحيفة شرق الحكومية اليومية “عدم المساواة يستبعد الناس من المجتمع، وهذا من شأنه أن يسبب العديد من الأضرار النفسية للطبقات الاجتماعية المعنية، وسيكون له نتائج غير سارة مثل حالة من الغضب وعدم الرضا العام لدى المواطنين”.
وأضافت الصحيفة، “حالة اللامساواة تقسّم المجتمع إلى طبقات وتخلق فجوات عميقة بين الطبقات الاجتماعية”، وفي إشارة إلى تزايد المحسوبية في إيران. كما أقرّت الصحيفة بأنه “في الأنظمة التي يكون فيها التفاوت الاقتصادي أكثر من المعتاد، لن تتشكل الحرية ولا الديمقراطية”.
وأقرّت الصحيفة “في العقد الماضي، عانى المجتمع من تضخم حاد مكون من رقمين، ما يقرب من 30 إلى 40 بالمئة في بعض الأحيان، وعانى من الفقر المدقع، وخاصة الفروق الطبقية العميقة. وهذا أمر مؤلم للغاية بالنسبة للمجتمع أن يتسامح معه”.
وأخيراً، تحذر صحيفة “شرق” اليومية مسؤولي النظام من تداعيات المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في إيران.
يجب أن يجد المسؤولون حلاً لتقليل الفوارق الاجتماعية. لأن المجتمع لا يمكن أن يتسامح مع هذا التفاوت العميق واستمراره من شأنه أن يؤدي إلى الكثير من المشاكل”.
على مدى عقود، حاول نظام الملالي ووسائل الإعلام الحكومية خداع الإيرانيين من خلال تقديم وعود جوفاء أو من خلال ممارسة لعبة “الاعتدال” و “الإصلاح”. تم تكليف منافذ بيع مثل ” صحيفة شرق” بالترويج لمثل هذه الفكرة الخاطئة بين الناس.
خلال السلسلة الأولى من الاحتجاجات الإيرانية الكبرى في عام 2018، هتف الإيرانيون “الإصلاحيون، المتشددّون، انتهت اللعبة” ووضعوا حداً لأسطورة الاعتدال للثيوقراطية الشريرة.
أقرّت صحيفة “شرق” في 8 ديسمبر/ كانون الأول أن ” شهر يناير/ كانون الثاني 2018 كان نهاية العالم للإصلاحيين”. وأشارت الصحيفة شرق إلى أن القوة “العنيفة والحازمة” في المجتمع أنهت عقودًا من ألعاب الإصلاح.
ثم أقرّت صحيفة شرق بأنه “من الآن فصاعدًا، فإن نقطة البداية لأي مشروع ديمقراطي هي القضاء على الظروف التي” عانى منها الفقراء”.
وتابعت الصحيفة أن احتجاجات المواطنين من أجل الحصول على حقوقهم الأساسية “ستسير على الفور في طريق السعي لتحقيق العدالة والمطالبة بالمساواة”، و “تتجلى الرغبة في الحرية في أفضل صورها”.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “مستقل” اليومية الحكومية: “إذا لم تتم تلبية احتياجات الناس، فقد يزداد حجم الاحتجاجات. وبالتالي قد يزداد مستوى العنف”.
وفي يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول، أضافت صحيفة مستقل الحكومية اليومية “من ناحية أخرى، يعاني الناس من مصاعب ولا يستطيعون تغطية نفقاتهم. لذلك يضطرون إلى النزول إلى الشوارع للاحتجاج. وبطبيعة الحال، يمكن للنظام أن يتسامح مع هذه الاحتجاجات إلى حد ما أو يسيطر عليها، لكن قد يفقد السيطرة على الاحتجاجات من قبل السلطات المختصة”.