أكتبوا الحقائق بالحيادة والعدالة وابتعدوا عن التلفيق
أحمد الدليمي
رد على تقرير البي بي سي في 12/11/2019 { الأيرانيون الذين يمنع عليهم الجنس حتى في الأحلام}
أكتبوا الحقائق بالحيادة والعدالة وابتعدوا عن التلفيق – أود أعلام هيئة تحرير BBC العربي العريقة بأني من المحبين و المتابعين لإذاعة البي بي سي الشهيرة منذ ستينات و سبعينات القرن الماضي , انصدمت بشدة أثناء اطلاعي على تقريركم أعلاه و المنشور في صفحتكم في التواصل الاجتماعي وجدته منحازا و لكثرة المعلومات المغلوطة عن منظمة مجاهدي خلق حيث الكثير من المواطنين يعرفون عنها الكثير و لا يجدون صعوبة في فهم هذا التقرير و أهدافه المنحازة..
أنا صحفي من بغداد لي علاقات و معارف كثر من بين أعضاء هذه المنظمة لحضوري الكثير من احتفالاتها و مؤتمراتها منذ عام 2004 حتى مغادرتهم معسكر اشرف الثاني في بغداد بوساطة الأمم المتحدة التي وفرت لهم ملجأ ينقذهم من القتل و الإرهاب من قبل عملاء النظام الإيراني الفاشي المجرم … فقد وجدتهم ناس يتميزون بالشجاعة الفائقة و الشهامة .. لطفاء يحبون الحرية و يحلمون بان تكون ايران دولة مدنية تنبض بالحياة تضلها الديمقراطية و العدالة الاجتماعية متحضرة تواكب العصر بالرغم من أنهم قدموا 120 ألف شهيد على مذبح الحرية من قبل الخميني بعد أن كانوا ألأساس في أنجاح ثورة الشعب الإيراني على شاه أيران و خلعه من العرش و لم يسلموا من أتباع نظام في طهران حتى في معقلهم بالعراق العزل من السلاح , حيث قامت المليشيات الموالية لطهران بقتل العشرات منهم دهسا بالعجلات و تلقوا بصدورهم العارية و تقوا عدة مرات زخات من القصف بالصواريخ هدمت سكناهم فوق رؤوسهم ..و لم يسلم من بقى منهم إلا الذين بقوا على قيد الحياة و نقلوا إلى خارج العراق حيث تم استضافتهم من قبل عدد من الدول الأوربية .
كل هذا ولا زال جميعهم متمسكون بالحياة , و لهذا فقد نذروا أنفسهم لقضيتهم منذ خروجهم من أيران و آلوا على انفسهم أن يهجروا مباهج الحياة و تركوا أهلهم و زوجاتهم و أولادهم حتى تحقيق حلمهم بالعودة إلى ديارهم ليعيشوا الحياة التي يتمناها كل أنسان على وجه المعمورة .. مع العرض أن العديد منهم خرجوا من ايران مصطحبين و أولادهم برغبة عوائلهم و موافقتهم على الحياة الجديدة متحملين صعوبة الحياة في مهجرهم…
و خلال وجودهم في معسكرهم الأعزل ببغداد كانت بعض عوائل أعضاء منظمة مجاهدي خلق يزوروهم إلى معسكرهم و يلتقوا بهم سرا و ذلك خوفا من الأجهزة الأمنية الإيرانية من اعتقالهم أو ابتزازهم و قد تعرض بعض أفراد هذه العوائل بالاعتقال بعد عودتهم من العراق و أتهموا بالخيانة العظمى و أعدم الكثير منهم , لذلك تم تقنين زيارة هذه العوائل إلى المعسكر خوفا و حفاظا على سلامتهم..
أما سبب هجر أعضاء المنظمة لزوجاتهم حتى من كانت زوجته معه في المهجر هو انهم كما أوضحت سبقا قد نذروا أنفسهم لوطنهم و يتفرغون للجهاد و الصمود بوجه كل تحديات النظام الإيراني و عدم انشغالهم بالأطفال و مستلزمات تربيتهم من صحة و تعليم و ملبس و مأكل و سكن و عدم تعريضهم للخطر الذي يواجهونه في كل ساعة من حياتهم ..
تقرير البي بي سي ليس محايدا و ليس عادلا حيث فضلتم الظالم على المظلوم و شجعتم القاتل على الضحية .. هذه بعض الملاحظات عن أعضاء منظمة مجاهدي خلق الشجعان الذين تحملوا ضغط السنوات الطويلة و قساوة الحياة و هجر الزوج لزوجته و الزوجة لزوجها و فراق الولد و الأب و الأم و الأهل و الأصدقاء مفضلين و فاء لوطنهم و حبهم له..