الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

تكتيكات الملالي الفاضحة لاحتواء الانتفاضة العراقية

انضموا إلى الحركة العالمية

تكتيكات الملالي الفاضحة لاحتواء الانتفاضة العراقية

تكتيكات الملالي الفاضحة لاحتواء الانتفاضة العراقية

تكتيكات الملالي الفاضحة لاحتواء الانتفاضة العراقية

 

 

مطعم تركي في بغداد

 

تكتيكات الملالي الفاضحة لاحتواء الانتفاضة العراقية – إن التستر وراء اسم “الإسلام” وتصدير الجريمة والفسق باسم هذا الدين العالمي، وتسمية حكم الملالي المعادي للبشرية باسم “إيران” وإساءة استخدام اسم “الشعب” وإطلاق هذه الكلمة الجميلة المقدسة على قوات الباسيج وافراد البوليس السري المكروهين، من بين تكتيكات نظام ولاية الفقيه للمضي قدمًا في تحقيق أهدافه. وبقدر ما تلجأ هذه الديكتاتورية الوحشية إلى استخدام القنابل والصواريخ والطائرات بدون طيار والهراوات ورصاص الغاز المسيل للدموع، وكذلك التعذيب والجلد والزج في السجون لتصدير الإرهاب وقمع الثوار؛ بقدر ما تلجأ – بل وأكثر – إلى استغلال الدعايات السياسية الكاذبة الوقحة المضللة للرأي العام لتبرير جريمتها وغسل يدها الملوثة بالدماء وتضليل الحركات الشعبية. كما لا يفوت هذه الحكومة الديكتاتورية أن تستغل الأساليب المعروفة للمعارضة مثل المظاهرات وكتابة اللافتات والشعارات وما إلى ذلك. وأحيانًا ما يتم هذا الاستغلال بطريقة خرقاء هابطة الفن لدرجة أن المرء يمكنه أن يدرك الدوافع والتدبيرات الخبيثة وراءها من نظرة واحدة.

ففي المظاهرات المضادة لانتفاضة نوفمبر، بدت هذه القوالب النمطية بغيضة، حيث أظهرت كيف أن نظام الملالي حشد القمعيين والمرتزقة في مراكز التعذيب والمراكز القمعية مرتدين الملابس المدنية وأخرجهم في الشوارع بوصفهم متظاهرين. والمثير للاشمئزاز أنه أطلق على هذه المظاهرة الصورية أنها مظاهرة ”عفوية“ لكي يتستر على دوره في التحريض عليها، إلا أن حنّاء هذه الخدع لا لون لها حتى بالنسبة للنظام نفسه.

التعبئة وإرسال الحشد الشعبي لقمع المتظاهرين

بعد شهور من استقرار قاسم سليماني والقتلة المحترفون في غرفة العمليات لقمع الانتفاضة العراقية، والسهر حتى الصباح والتفكير في حل للقمع، وعندما أدركوا أن رصاص الغاز المسيل للدموع وحظر التجول والتهديد لم يجدي نفعًا في الحيلولة دون تصاعد الانتفاضة وانتشارها، لجأوا إلى حيلة جديدة؛  حيث حشدوا برابرة الحشد الشعبي القتلة متنكرين في أزياء مدنية وأرسلوهم إلى ميدان التحرير للتظاهر بأن “المواطنين العراقيين المسالمين” قد أتوا إلى ساحة التحرير تلبيةً لأوامر المرجعية ويريدون إيقاف الفوضى والعنف!

وفي هذا الصدد كتب أحد المواقع الحكومية للنظام الإيراني، مايلي:

 ” في يوم الخميس الماضي الموافق 5 ديسمبر، نظم المواطنون العراقيون من مختلف بقاع بغداد انتفاضة، تلبية لأوامر المرجعية، وتدفقوا كالفيضان الصاخب نحو ساحة التحرير ببغداد في محاولة لأخذ زمام المبادرة في هذه المنطقة. 

وتظاهر الناس وهم في طريقهم إلى ساحة التحرير لتهميش الجماعات التي تتسبب في أعمال الشغب، ودعم الاحتجاج السلمي للمواطنين في ساحة التحرير الذين يسعون لإصلاحات سياسية واقتصادية، والحيلولة دون مصادرة مطالبهم”. ( صحيفة ” مشرق ” الحكومية، 9 ديسمبر 2019)

 ثم نددت الصحيفة المذكورة بهجوم الحشد الشعبي الضاري على المواطنين العزل والمتظاهرين في ميدان التحرير وساحة الخلاني وجسر السنك وقتلهم، وكتبت ما يلي:

” تفيد المعلومات الواردة أن مسلحين ملثمين ينتمون إلى تيار الفوضى قاموا في غسق يوم الجمعة، مستقلين سيارات بيك آب ومرتدين زي القوات المنتمية للحشد الشعبي، بالهجوم على  المتظاهرين في ساحة الخلاني وجسر السنك بالقرب من ميدان التحرير.   

وتفيد المصادر الميدانية أن القوات الإرهابية بقيادة محور الشر قامت بقطع التيار الكهربائي في ساحة الخلاني وجسر السنك وألقت القنابل الصوتية على المحتجين وأطلقوا عليهم وابلا من الرصاص”.  (المصدر نفسه)

 

“مسلحون ملثمون” من فصيلة أولئك الذين هجموا على أشرف

يُذكر أن هؤلاء المسلحين الملثمين هم أنفسهم الأشخاص الذين تورطت بعض وحداتهم في مذبحة أشرف في 1 سبتمبر 2013، وكان الحرسي سلامي، يطلق عليهم لقبًا وهميًا هو ” الشباب الناجون من شهداء الانتفاضة”.  

وأدى إطلاق النار على المتظاهرين بهدف تصفية معاقل الانتفاضة والقضاء على الثورة، إلى استشهاد 25 شخصًا وإصابة أكثر من 130 شخص من المتظاهرين.

فشل سياسة القتل في تصفية معاقل الثوار  

كانت الخطة الإجرامية التي دبرها خامنئي مكشوفة وتدعو للسخرية لدرجة أنها فشلت في وقت وجيز، واتضح أن ”القائد سليماني“ مع مجموعة من المختالين بقوتهم الوهمية من أمثال فالح الفياض وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي ومن هم على شاكلتهم الفاشية؛ لم يتوخى الحذر وتصرف برعونة في تكتيكاته الغبية، فقد أثبتت تكتياكاته عدم جدواها في وقت سابق في انتفاضة لبنان وفي الهجوم الضاري الذي قام به بلطجية حزب الشيطان اللبناني على المتظاهرين اللبنانيين، وفشلت أيضًا في إيران في معظم الحالات. إلا أن دكتاتورية الملالي عديمة الشرف المتداعية لا تعرف أو لا تريد أن تعرف أنها قد أصيبت بخيبة الأمل وسقطت. وكما هو الحال دائمًا، كان صمود المتظاهرين العراقيين وتضحياتهم ومقاومة الشعب العراقي والشباب العراقي هو ما قلب الأوراق. ففي يومي السبت والأحد الموافقان 7 و 8 ديسمبر، شهدت مدن جنوب العراق، مثل النجف وكربلاء وبابل والسماوة، احتجاجات وإضرابات لدعم ثوار بغداد. ورفض معظم الطلاب والتلاميذ  الذهاب إلى الجامعات والمدارس احتجاجًا على مذبحة يوم الجمعة. كما دعت منظمة العفو الدولية إلى مقاضاة القتلة مرتكبي هذه الجريمة ومعاقبتهم. وأجبرت هذه المقاومة رئيس الوزراء العراقي على الاستقالة، وأجبرت الحكومة العراقية على الإطاحة بقائد عمليات بغداد قيس المحمداوي. بعد ذلك، دعت النقابات العراقية إلى مظاهرة حاشدة. وظل المتظاهرون مسيطرين على ساحة التحرير وساحة الخلاني وجسري السنك  والأحرار.  لقد كان هذا انتصارًا مثيرًا للإعجاب للانتفاضة العراقية.

 

الصمود هو الرمز الوحيد للنصر    

نتيجة لصمود المتظاهرين وعدم اندحارهم في مواجهة  العصي والهراوات والسكاكين والرصاصات التي استخدمتها مجموعات من الحشد الشعبي، نهض العالم للتعاطف معهم. فعلى سبيل المثال، طالبت السفارة الأمريكية في بغداد بمساءلة من فتحوا النار على المتظاهرين. وأدان الاتحاد الأوروبي المجزرة المروعة. وطالب سفراء الدول الثلاث ؛ فرنسا وبريطانيا وألمانيا بضرورة إبعاد الميليشيات والجماعات الإرهابية المنتمية لإرهاب الملالي عن مكان المتظاهرين. والجدير بالذكر أن اللجنة المنظمة لمظاهرة ثورة تشرين أصدرت بيانًا ذكرت فيه أن الميليشيات التابعة لنظام ولاية الفقيه، مثل بدر وخراساني وعصائب وحزب الشيطان والنجباء، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية العراقية، حرضت على إطلاق النار على المعتصمين العزل، وأعلنت أن ما حدث جعل المعتصمين أكثر تصميمًا على  مواصلة احتجاجهم  حتى تتحقق جميع مطالبهم.

وهكذا، فإن انتفاضة الشعب العراقي، التي تهدف إلى الإطاحة بإرهاب الملالي والإطاحة بالنظام العميل لهم وتشكيل حكومة ديمقراطية؛ قد عبرت منحدرًا  آخر.  ومن المؤكد أن هذا النصر سيكون أساسًا لقفزات وانتصارات أخرى.

 

 

Verified by MonsterInsights