الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الدوخة السياسية لنظام الملالي نتيجة لصدمة الانتفاضة

انضموا إلى الحركة العالمية

الدوخة السياسية لنظام الملالي نتيجة لصدمة الانتفاضة

الدوخة السياسية لنظام الملالي نتيجة لصدمة الانتفاضة

 

الدوخة السياسية لنظام الملالي نتيجة لصدمة الانتفاضة

 

 

الدوخة السياسية لنظام الملالي نتيجة لصدمة الانتفاضة – قضت عاصفة انتفاضة نوفمبر المشتعلة على خيال حكام نظام الملالي الواهي، ولا سيما خامنئي، الذي نجح، بعد انتفاضة يناير 2018، في إخماد صوت المتظاهرين بالتعسف في القهر والقمع  والاعتقالات الليلية، حتى أنه أوقف اضراب عمال مصنع السكر في هفت تبه والفولاذ بالأهواز  مؤقتًا بسجن بعضهم، مغرورًا بقدرته الاستخباراتية والشرطية، وكان يعتقد أنه سيسطو على جيوب الشعب مباشرة ويرفع أسعار البنزين بمقدار ثلاثة أضعاف بقدر من التحرش واستعراض قوة الشرطة،  حيث وجه لهم ثوار نوفمبر 2019 ضربة قوية عرضتهم جميعًا لدوخة سياسية وأصبحوا غير قادرين على اتخاذ قرارات حتى في شؤونهم الحالية.  

 

قبل حوالي أسبوع من الإعلان عن رفع أسعار البنزين، أعلن نظام الملالي عن استعداد قواته في جميع أنحاء البلاد، حيث تصدر قادة قوات حرس نظام الملالي المشهد وطمأنوا المسؤولين في الحكومة على أنهم قادرين على المضي قدمًا في تنفيذ خططهم المعادية للشعب.

 

لكن على الرغم من كل الاستعدادات والترتيبات التي اتخذها النظام لمواجهة الأحداث المحتملة، اشتعل بارود الغضب الشعبي منذ الساعات الأولى من الإعلان عن رفع أسعار البنزين، وهز أركان نظام الملالي خلال يومين  لدرجة أن خامنئي اضطر إلى تصدر المشهد شخصيًا  ويأمر بإطلاق النار المباشر على المواطنين.

 

وكانت الضربة المميتة التي وجهها الشعب المطحون المحتج، وخاصة الشباب الثائر قوية لدرجة أن قادة النظام وقواته المنهارة ما زالوا مذهولين. وتحت تأثير الضغط المحلي والدولي ركب خامنئي بعبث عربة الرأفة الإسلامية  لكي ينقذ نفسه من عواقب المذبحة الكبرى أو تقليص عواقبها. 

 

إن القمع الوحشي الذي ارتكبه خامنئي يعد جريمة ضد الإنسانية، وكانت أول نتيجة لهذه الجريمة البشعة هي أن النظام لم يجرؤ حتى الآن على تقديم إحصاء بعدد الضحايا والمصابين . وأدرك النظام جيدًا أن قمعه الوحشي لم يفشل في إخماد الانتفاضة فحسب، بل إنه أدى إلى المزيد من حجم الكراهية الاجتماعية لجميع زمر النظام.   

 

وبعد الانتفاضة، نرى بوضوح في المشهد السياسي أن جميع سياسات نظام الملالي على الصعيدين المحلي والدولي  قد اهتزت، وانتاب جميع صناع السياسة والمتسيِّسون دوخة سياسية أفقدتهم القدرة على تحليل وضعهم القائم بشكل جيد وتبني سياسة واضحة.

 

في البداية حاول قادة زمرة الأصوليين ضرب عصفورين بحجر واحد باستدعاء روحاني للاستجواب، أي استبعاد الزمرة المنافسة  وإلقاء اللوم على روحاني . لكن خامنئي، الذي وعد بحكومة كاملة لحزب الله، أدرك أنه مع اقتراب الانتخابات، وانتفاضتي الشعبين اللبناني والعراقي، وهما بلدان بدون حكومة، أن استجواب روحاني سيلحق به الضرر  وقد يؤدي إلى تصعيد الموقف واندلاع انتفاضة أخرى.

 

بعد إلغاء استجواب روحاني، قامت الزمرة المنافسة بالمطالبة باستجواب رحماني فضلي، وزير الداخلية، و زنغنه، وزير النفط، ومحسن حاجي ميرزايي، وزير التربية والتعليم .   لكن خامنئي تصدر المشهد من وراء الكواليس مرة أخرى ولم يسمح بأن تتم هذه الاستجوابات  لأنه يخشى إقالة وزير الداخلية وتتحول انتخابات شهر مارس إلى انتفاضة أخرى. 

 

هذا وتتضح دوخة النظام وارتباكه في قضية الاتفاق النووي وموضوع التفاوض مع أمريكا,  أي أنهم لا يعلمون حتى الآن فيما إذا كانوا سيجرون مفاوضات مع أمريكا من عدمه.   وهل رحلة روحاني إلى اليابان تتماشى مع سياستهم أم لا؟ هل يجب أن يمضوا قدمًا في سياسة القضاء على أسباب المواجهة العسكرية  مع السعودية؟ وهل يجب أن يستمروا في سياسة القمع في العراق أو أن يرضخوا لمطالب الثوار؟ وهل يجب أن يستمروا في دعم حزب الله اللبناني المدرج في قائمة الإرهاب أم أنهم سيقبلون بالهزيمة في هذا المشهد ويتراجعون؟  والأهم من المشهد الدولي هو المشهد السياسي الداخلي لنظام الملالي الذي أُصيبت غرفة فكره  بالتشنجات الدماغية بشكل خطير على أعتاب انتخابات مجلس شورى الملالي، ولا يعرفون ما إذا كان عملهم سيبدأ بإدخال العناصر المسماه بالخضر والإصلاحيين أو أنه سيزداد تعقيدًا بإدخال العناصر الاحتياطية في خزنة ولاية الفقيه؟ 

 

وجه علي مطهري في 11 ديسمبر 2019 كلمة لخامنئي في رسالة مفتوحة  وأثار السياسات التي تتعارض مع الدستور، قائلًا: ” فيما يتعلق بالأسلوب الواجب تطبيقه لكي تنطبق اعتمادات المجلس مع  النظام العام، يبدو أن هذا الأسلوب يتعارض مع الدستور “.  ثم يستجوب مجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام حيث أن أدائهم يتعارض مع الدستور.

 

وصلت الفضيحة وكوميديا الموضوع إلى درجة أن إبراهيم فياض، أحد الباحثين السياسيين في زمرة خامنئي، يرى أن السياسة الحاكمة الحالية تتشبث بالغوغائية والمشاهير، قائلًا: من المؤسف، أن شبكات التواصل الاجتماعي في الظروف الحالية تؤثر على الثقافة العامة وتروج للغوغائية. وأصبح المشاهير في الوقت الراهن المراجع الفكرية للمجتمع،  فالشاب ”رامبد” هو رمز القومية،  و”مهران مديري”  رمز للنقد الاجتماعي. لقد أظهروا أن شبكة ضخمة مجهولة الهوية تضم أفرادًا مشهورين تمهد المناخ للغوغائية”. 

 

هذه هي بعض جوانب الآثار الناجمة عن الانتفاضة والضربة القويه التي وجهها الشباب الثائر إلى جسد ولاية الفقيه الرجعي.  ومما لا شك فيه، أن الشعب الإيراني الواعي والمطحون سيوجه في القريب العاجل الضربة القاضية لجسد النظام المتخلف البالي حتى لايبقى أي أثر منه.  

 

 

Verified by MonsterInsights