الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ضربة الانتفاضة ودموع التماسيح على الشعب

انضموا إلى الحركة العالمية

ضربة الانتفاضة ودموع التماسيح على الشعب

ضربة الانتفاضة ودموع التماسيح على الشعب

ضربة الانتفاضة ودموع التماسيح على الشعب

 

 

 

ضربة الانتفاضة ودموع التماسيح على الشعب – يقول المراقبون والخبراء في الشؤون الإيرانية إنه من الممكن رؤية إحدى علامات الآثار الضخمة الناجمة عن الضربة التي وجهتها انتفاضة الشعب الإيراني على جسم نظام الملالي في الارتباك والفوضى داخل هذا النظام.  وغالبًا ما نرى هذا  الارتباك والفوضى في شكل تصدع أو انشقاقات بين الزمر الحاكمة، في العديد من الحالات.

 

ويتفق هؤلاء المراقبون والخبراء الحكوميون على أن انتفاضة الشعب الإيراني قد عمقت الفجوة داخل نظام الملالي من أعلى مسؤول إلى أقل عنصر في النظام وحتى في قوى الحكم.  ويمكن رؤية آثار هذا التصدع في مجالات مختلفة كل يوم.

 

 فعلى سبيل المثال، نجد أن عبد الله ناصري، وهو من عناصر حكومة المعمم خاتمي، أعلن عن ابتعاد هذه الزمرة من سياسات روحاني، مشيرًا إلى أن انتفاضة الشعب الإيراني في شهر نوفمبر كانت نقطة عطف، وكتب في 24 ديسمبر،  في صحيفة ” همدلي” الحكومية: ” إن المواطنين والإصلاحيين الذين كانوا يدعمون حكومة روحاني؛ تخلوا عنه.  وأدان هذا المسؤول الحكومي روحاني في وصفه للثوار بمثيري الشغب، وأضاف قائلًا: ” لقد ارتكب روحاني خطأين: أولهما أنه لم يكن لديه في جدول أعماله أي آلية منطقية قائمة على المعلومات في رفع أسعار البنزين، وثانيهما هو أنه اعتبر المطالب المشروعة للشعب وانتقاده واحتجاجه إثارة للشغب والفوضى”.   

 

 واعترفت صحيفة “جوان ” الحكومية في 24 ديسمبر في هجومها على روحاني باستمرار الصدع في رأس نظام الملالي  في الصراع حول كيفية خروج النظام من الأزمات التي حلت به، وكتبت: “إن وضع الاتفاق النووي في الوقت الراهن زاد الطين بلة؛ قبل سنتين قال رئيس الجمهورية إن الاتفاق النووي شمسٌ مشرقة، وهو نفسه لم يكن يعلم أنه سيأتي يوم يتمنى فيه بصيصًا من الأمل  ليبحث عن طريقة من الأمريكان للاستمرار في الاتفاق النووي خلال سفره إلى اليابان. فالاتفاق النووي الآن لا يحمل أي إنجاز للحكومة، ولا يمكن للحكومة أن تنسحب منه، ولا يمكنها أن تظل ملتزمة به، ولا يمكنها اتخاذ أي خطوة، ولا يمكنها أن تغيره إلى شيء آخر، كما أنها لا يمكنها حتى أن تتركه على ما هو عليه. إن ظروف الاتفاق النووي الآن ملوثة بالدخان، مثل الطقس في العاصمة “.

 

 وفي 24 ديسمبر 2019، كشفت صحيفة “مردم سالاري” الحكومية في مقال بتوقيع معاقي الحرب الإيرانية العراقية بقطع النخاع؛ النقاب عن الصدع داخل زمرة خامنئي وعمق الأزمة داخل نظام الملالي. ووجهت هذه القوة الدافعة في النظام كلمة للمسؤولين في الحكومة، تقول فيها: “يجب  أن تسألوا كافة المسؤولين، الذين يتمتع بعض أبنائهم  بأفضل أنواع الرفاهية أو يعيشون في الدول الغربية، كيف تجاهلوا حقًا المعاناة والكوارث المتعددة التي حلت بالمواطنين الذين تحملوا معاناة سنوات عديدة من الحرب الطاحنة والتشرد والفقر والعقوبات الساحقة؟ وهم المواطنين الذين ضحوا بحياتهم وبأبنائهم فداءًا لهذا النظام. ما هو وجه الفخر لکم آیها المسؤولون في إنتهاك العهود مع أناس يصارعون الموت وإذلالهم؟ وما هو وضع هؤلاء الناس في الجغرافيا السياسية والاجتماعية والرفاهية في هذا البلد؟

 

لكن المثال الأكثر وضوحًا، هو الاعتراف بالفجوة العميقة بين الشعب ونظام الملالي نتيجة لسياساته الابتزازية التي نسمعها كل يوم في مجلس شورى الملالي .

 

وفي مثال آخر، اعترف ميرزاده، عضو مجلس شورى الملالي، في 24 ديسمبر 2019، بالفجوة بين الشعب ونظام الملالي، مشيرًا إلى سقوط  40 عضوًا من أعضاء مجلس شورى الملالي، وأنهم لن يخوضوا الانتخابات في الجولة المقبلة، قائلًا: ” إلا أن الموضوع الذي اقترحه في مقال الميزانية في شكل خطاب طارئ بصفتي باحثًا اجتماعيًا، هو أنني أعتقد أن قضية البلاد اليوم تكمن في  السخط العام وقضية اليأس وعدم الثقة التي تكمن جذورها في كلمة تمييز وليس في كلمة العجز “.

 

والقضية الملفتة للنظر هي أن الصراع والتصدع  والانقسامات داخل نظام الملالي يدور هذه الأيام حول الأزمة الاجتماعية والظروف المتفجرة في المجتمع، وتشير إلى حجم الضربة القوية التي وجهتها الانتفاضة لدرجة أن المسؤولين في النظام وعناصره الذين كانوا منهمكين على مدى 40 عامًا في حرب السلطة والنهب فقط، وتجاهلوا الناس ومصالحهم؛ يقولون الآن لا يجب أن نصف المحتجين بمثيري الشغب، وما زالوا يتجاهلون معاناة الناس وما حل بهم من كوارث لا حصر لها، وغير ذلك.  

  

وبطبيعة الحال، فإن جهود هؤلاء المجرمين كالغريق الذي يتعلق بقشاية بحثًا عن النجاة، ولكن في النهاية لا مفر له من الغرق.