الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

انتفاضة نوفمبر لها دوي وتحرك يقصم ظهر نظام الملالي

انضموا إلى الحركة العالمية

انتفاضة نوفمبر لها دوي وتحرك يقصم ظهر نظام الملالي

انتفاضة نوفمبر لها دوي وتحرك يقصم ظهر نظام الملالي

 

انتفاضة نوفمبر لها دوي وتحرك يقصم ظهر نظام الملالي

 

 

 

نوعية الأحداث ورد الفعل  بكل ما يملك المرء

انتفاضة نوفمبر لها دوي وتحرك يقصم ظهر نظام الملالي – في بعض الأحيان تصادف نسيمًا ورياحًا يسهل فيها متابعة المسار بدون مشاكل، وينطوي على شعور بالسعادة أيضًا.

وفي بعض الأحيان تصادف الأعاصير مصحوبة بالعواصف التي لا تجعل الطريق سهلًا ولا تساعد على الاستمرار في المشي فيه. ويتعين  على المرء في هذه الحالات أن يعتمد على إرادته وقدرته وثروته وخطته. ومن ناحية أخرى، فهذا يعني أن رد الفعل على بعض الأحداث له علاقة بالمرء وما يملك.

 

وإذا عمّمنا هذين المثالين على مجتمع وأحداثه، -التي تتوج بالضرورة بالسياسة-،  ننتبه أكثر إلى دفع الثمن لعبور ما تبقى أمامنا. بمعنى أن هناك بعض الأحداث تعرّضنا لحالة من وجود أو لا وجود. وسوف تواصل ما تبقى من الطريق بمقدار ما تدفع من ثمن برصيدك وإمكانياتك وخياراتك.

النتيجة: في بعض الأحيان، هناك بعض الأحداث تسلط الضوء على الطبيعة الحقيقية لأي ظاهرة أو كيان في التعامل مع نوعية هذه الأحداث.

 

 تطور المسار ومقاومة المجتمع، يحمل الحكم ثمنًا باهظًا

وننسب الآن هذه الخلفيات بكل معانيها للحركات والانتفاضات التي اندلعت خلال العقدين الأخيرين في إيران، أي للحركات والانتفاضات التي تطورت في كل مرحلة تلو الأخرى، ومن المؤكد أنها أصبحت أكثر تطورًا وبالتالي أخذت اتجاه وتنوعًا ونطاقًا أوسع وأكثر تأثيرًا على المجتمع وعلى الحكم. لذلك، كان كل من المجتمع والحكم له دور في كل مرحلة يتناسب مع نفس الحركة والانتفاضة؛ فنجد أن المجتمع والشعب يعانى من الآلام والنفي والسجن والهجرة والمقاومة، ونجد أن الحكم فعال في القمع والنهب وارتكاب الجرائم.  

 

وهذا الدور الفعال وصل بنا الآن إلى انتفاضة نوفمبر 2019. وبلّغ المجتمع كلمته ورسالته لساحات المدن وميادين الحرب ضد الحكم، ودفع ثمن ذلك أيضًا كما حدث على مدى الـ 40 عامًا الماضية متمثلًا في قافلة من الشهداء والجرحى والنازحين والسجناء. 

 

وأصبحت التكلفة الآن ثقيلة للغاية بالنسبة للحكم وولاية الفقيه وحكومته. وهي تكلفة تقيلة للغاية لدرجة أنه لا يمكن مقارنتها بالأمثلة السابقة على مدى 4 عقود. والسبب هو أن الحركات والانتفاضات السابقة منذ 4 عقود حتى الآن مرتبطة بانتفاضة نوفمبر 2019، واتخذت نتائجها صبغة لا رجعة فيها. والطبيعة الفيزيائية والكيميائية التي لا رجعة فيها وتماثل هذا الأمر تتجسد في عدم عودة المياه إلى طبيعتها بعدما تصل إلى نقطة الغليان، 100 درجة مئوية، لأن نوعيتها تغيرت بالفعل. 

 

نطاق وجسم نظام الملالي يتعرض للابتعاد عن المركز

خلقت انتفاضة نوفمبر هذا التحول في البنية الاجتماعية والسياسية لإيران بين الشعب والحكم. وبالتالي، فإن حكم ولاية الفقيه يواجه مشكلة وجود أو لا وجود؛  لدرجة أنه بصرف النظر عن الولي الفقيه والحكومة والوزراء والبرلمانيين، فإن هيكل النظام ومرتزقته أدركوا في الحقيقة أن تهور خامنئي في الموافقة على ارتكاب الجريمة في انتفاضة نوفمبر، جرّ جمهورية الملالي الإسلامية إلى حافة الهاوية وجعل نطاقه الاجتماعي الذي يبلغ نسبة مئوية لا تذكر  يعاني من مشاكل ومجبر على الهروب من المشهد. وسمعنا بشكل متكرر عن دعم القيادة لقرار رؤساء السلطات الثلاث في موضوع رفع أسعار البنزين، ولم يكن البعض من حزب آيات الله مقتنعين بهذا الدعم. وسئلوا عن سبب وقوف القيادة بجانب رؤساء السلطات الثلاث بدلًا من الوقوف بجانب الشعب.  (صحيفة ” جوان” 28  ديسمبر 2019 )

 

 الآثار الشاملة لموجة ودوي انتفاضة نوفمبر

من أين جاءت ردود فعل أنصار نظام الملالي؟ ولماذا لم تبرز حتى الآن، ولم يكن هناك انعكاس إعلامي في وسائل إعلام النظام نفسه؟  إن نوعية انتفاضة نوفمبر 2019 هي التي ترد على هذا السؤال. نوعية يتردد صداها وموجاتها بسبب ثرائها. فانتفاضة نوفمبر لها دوي كبير. ويسود دويها وموجاتها المجتمع بأسره ونظام الملالي المعادي للإيرانيين برمته. وانتفاضة نوفمبر هي قبضة المجتمع القوية التي  سحقت جدار قلعة الفراعنة الفقهاء.  لذلك فإن للانتفاضة صوت خارق وتفاعل واسع الانتشار، وتثير انعكاسًا عامًا داخل النظام وهوامشه. وهناك جانب آخر لهذه الموجة والدوي الذي تغلغل في أعمق الأسس الهيكلية لنظام الملالي وخلق حالة من الاستجواب والرعب فعلى سبيل المثال، نجد هذه الأيام حتى الشباب الثوري المتحمس يسألون أنفسهم عن عاقبة نظام الملالي، ناهيك عن المنكوبين السياسيين القدامى . وفي بعض الأحيان نطرح أسئلة تكشف النقاب عن أكبر نقاط الضعف في بني البشر، وهي الخوف.  (صحيفة “رسالت ” الحكومية 28 ديسمبر 2019)

 

هذه أمثلة على الإرهاصات التي تدفقت داخل نظام الملالي وفي محيطه تأكل أساسه وهيكله مثل النمل الأبيض. وعلى الأرجح أن هذا هو أفضل ما يمكن عمله في وسائل الإعلام.

 

ما حدث من تطور

” عندما تخرج من الإعصار فأنت لست من دخلته ، وهذا هو معنى الإعصار ” . (هاروكي موراكامي، عالم اجتماع ياباني معاصر)

فانتفاضة نوفمبر قلبت الأوراق، ولا عودة بعد إلى التوازن السابق.  فقد تحقق تطور في النضال والانتفاضة ومطالب المجتمع وخرجت من المدار القانوني لنماذجها السابقة وتخضع لقوانين جديدة. حيث أن المجتمع تجاوز بعناصره من الأحداث والشباب التقدمي حكم خامنئي وأوصل هذا التجاوز إلى تشكيل تنظيم للإطاحة الكاملة بنظام ولاية الفقيه.  إن نظام الملالي وحاشيته وذيوله غارقون في “الاستجواب والخوف” والغموض والإحباط والانقسامات والتفكك والمستقبل المجهول ؛ ويأتي التشريع لطريق المستقبل من هذه الإحداثيات . إن الواقع والرهبة من هذه النوعية من الانتفاضة جعل الخوف والذعر والاستجواب والمستقبل المجهول يستولي على مخيم نظام الملالي.