إيران حربا ناعمة على سوريا.. عبر اللغة الفارسية والحسينيات والمدراس
التي تبث أفكار ولاية الفقيه
المصدر: بغداد بوست
إيران حربا ناعمة على سوريا.. عبر اللغة الفارسية والحسينيات والمدراس – تشن إيران حربا ناعمة على سوريا، ترغب من خلالها في توسيع نفوذها في دمشق حتى بعد انتهاء الحرب، وهي بخلاف الحرب العسكرية التي تشارك فيها مع نظام الأسد ضد الشعب السوري.
وأكد مراقبون، أن هذه الحرب تركز على نشر المذهب الشيعي في سوريا وتطوير وإنشاء المراكز التي تٌعرف باسم الحسينيات، ونشر اللغة الفارسية، وإنشاء المدراس التي تبث أفكار ولاية الفقيه.
وأشاروا إلى أن إيران تسعى لتوسيع نفوذها من خلال سفاراتها، وقد دفعت العلاقات المميزة بين طهران ودمشق في السنوات الأخيرة إلى أن تصبح سوريا أبرز مركز للنفوذ الإيراني.
ويتم ذلك من خلال الاتفاقيات التعليمة والثقافية بين البلدين، والتي وصلت إلى 11 اتفاقية، أخرها في نهاية شهر يناير الماضي، عندما وقعت وزارة التعليم السورية ووزارة التعليم الإيرانية مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات والتجارب في المجالات العلمية والأكاديمية والتعليمية.
وأضاف، الدكتور محمد عبد المجيد، الباحث في مركز إيران للدراسات، في تصريحات لموقع”iranwire” إن أي تغيير في هيكل النظام سيؤدي إلى إسقاط الشبكة الإيرانية في سوريا، لأنها شبكة قائمة على المصالح، وليس الإيديولوجية.
وأضاف أن الانتفاضات العراقية واللبنانية أثبتت أن إيران ليس لها قاعدة شعبية في المنطقة، حتى بين الشيعة العرب أنفسهم.
وتركز إيران نشاطها بين الأطفال وطلاب المدارس وخاصة في المرحلة ما قبل الجامعية.
فقبل الثورة السورية، كان هناك أكثر من 40 مدرسة إيرانية خاصة في دمشق وحدها، منتشرة في مناطق التجمعات الشيعية، وفقًا لمركز هارمون للدراسات المعاصرة.
وشملت هذه المدارس حوالي 10 مدارس ثانوية تابعة لوزارة الأوقاف الدينية ومعترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم في دمشق وحلب واللاذقية وإدلب ودير الزور، وأشهرها مدرسة المحسنية التي يشرف عليها عبد الله نزام، وتقوم المدرسة بالوعظ للطلاب السنة وتوفر التسهيلات المالية لأولئك الذين يتحولون إلى المذهب الشيعي.
كما تسعى طهران إلى نشر اللغة الفارسية بين السوريين لتكون اللغة الثانية لهم، ففي 2005، نجحت طهران عن طريق مكتبها الاستشاري الثقافي والسفاري، في افتتاح أول قسم للغة الفارسية في جامعة دمشق، تليها جامعتي حمص وحلب، وتبعها عدد كبير من الجامعات السورية في دير الزور وطرطوس.
وفي 2011، اعترفت وزارة التعليم العالي بكلية السيدة رقية لتدريس علوم الشريعة الشيعية العاملة تحت اسم المعهد العالي المشرق.
وتقوم الهيئة الاستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق وفروعها في باقي المدن السورية، بنشاط كبير في تعليم اللغة الفارسية، فقد بلغ عدد دورات اللغة الفارسية في مقر الهيئة في دمشق 100 دورة، وفي مركز اللاذقية 52 دورة.
وفي محاولة للسيطرة على تفكير الطلاب والأطفال، تم إنشاء كشافة المهدي في 2014، وهي تابعة لجمعية الإمام المهدي في مدينة السيدة زينب، وتتركز أغلب مبادئها على غرس المفاهيم الثقافية والدينية وعبارات الثورة الإيرانية في أذهان الأطفال.
وقد أكد الموقع الإيراني المعارض أن هذه الكشافة يتم تمويلها من قبل المركز الاستشاري الثقافي في دمشق، والذي يمتلك بدوره جمعية الفرات للسلام والوئام الاجتماعي.
وبالنسبة لنشر المذهب الشيعي، فإن طهران تتوسع في إنشاء الحسينيات، فقد بلغ عددها في منتصف 2019، نحو 500 حسينية ونحو 69 حوزة شيعية، وتقوم هذه المراكز بتعليم أصول الفقه الشيعي.
وفي ضوء الأنشطة الاجتماعية والثقافية الشيعية التي تقوم بها هذه المراكز، مع الدعم المالي، تحول نحو 7500 شخص من جنوب وشرق سوريا إلى المذهب الشيعي بنهاية عام 2019، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويتلقى جميع الذين نقلوا مذهبهم رواتب شهرية، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى الغذاء والمعيشة واللوازم التعليمية.