كوثراني.. رجل الظل النافذ مسؤول ملف العراق بميليشيا حزب الله
المصدر: بغداد بوست
كوثراني.. رجل الظل النافذ مسؤول ملف العراق بميليشيا حزب الله – مراقبون: دوره الأخطر على الإطلاق وهو رجل البريد الحامل للأموال والتوجيهات الحاسمة للعصابات
ليس أشهر ولا أقبح من هذا الرجل في العراق الآن، فهو واحد من الميلشيات المتجذرة في العراق. لا يعرف سوى الدم. ولم تسجل له سابقة جيدة سوى القيام بدور رجل البريد بين ميليشيا حزب الله اللبناني من جهة والميليشيات العراقية التابعة لإيران وطهران نفسها من جهة أخرى. هو إرهابي دولي بمعنى الكلمة وخط تحركاته طوال ال 15 سنة الماضية بين بيروت وبغداد وطهران، لخدمة الأجندة الميليشياوية الإيرانية.
محمد كوثراني، رجل ميلشيا حزب الله اللببناني والعراقي والذي وبخ الحشد الشعبي العراقي الارهابي لعدم قدرته طوال تلك الفترة على إخماد الاحتجاجات العراقية. ومطالبته لقادتها بالتوغل في الاحتجاجات وإنهائها مهما كان الثمن.
كوثراني، أو الشيخ اللبناني، كما يطلقون عليه أصبح محور الأحداث في الفترة الأخيرة، فمرة هو المسؤول عن قيادة ميليشيات العراق بعد مقتل أبو مهدي المهندس قائد الحشد. ومرة أخرى هو مندوب خامنئي للصلح بين الميلشيات المتعاركة في بغداد..
وأخرى هو القائد الكبير على الأرض الذي يقوم بتوجيه المجاميع الارهابية وتوزيع الأموال عليها.
“كوثراني” أحد المسؤولين في ميليشيا حزب الله، والذي عاد إلى الأضواء من جديد ليرتبط بجهود إيران ومليشياتها في قمع وإخماد الانتفاضة الشعبية التي يشهدها العراق.
كوثراني، كان واحد من القيادات البارزة التي تعمل عن قرب مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وقيادات أخرى من أجل الحفاظ على هيمنة طهران في العراق، والتي تهددها ثورة الغاضبين خاصة في مدن الجنوب. يحمل كوثراني الجنسيتين اللبنانية والعراقية ومسجل لدى السلطات الرسمية تحت اسمي “محمد كوثراني وجعفر الكوثراني”، ولديه قيود رسمية بتواريخ ميلاد في أعوام: 1945 و1959 و1961 بحسب بيانات وزارة الخزانة الأميركية والتي أفادت بأنه مولودة في مدينة النجف بالعراق.
تدخل كوثراني في مايو 2018 لرأب الصدع ما بين فصائل وقادة في الحشد الشعبي الارهابي في العراق، وفق تقارير إعلامية، إذ احتدمت في وقتها الخلافات ما بين “الحشد الولائي” التابعين لإيران، وأخرين يتبعون المرجع علي السيستاني والتيار الصدري.
كما كشفت تقارير إلى أن مستشارين يعملون بتوجيهات من الكوثراني بالتنسيق مع قادة الحشد الشعبي، للتصدي لتظاهرات العراق وإحباط مطالب العراقيين الغاضبين من الطبقة السياسية، ناهيك عن “تنسيق دور حزب الله لتوفير التدريب والتمويل والدعم السياسي واللوجستي للجماعات المتمردة الشيعية العراقية”.
ويعد كوثراني أحد أذرع حزب الله السياسية والعسكرية في آن معا، ما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات عليه من قبل وزارة الخزانة الأميركية في أغسطس 2013. الجانب العسكري من حياته تركز في دعم متمردين في العراق وتقديم دعم مالي لـ “فصائل” مختلفة في اليمن، ولـ”قادة عسكريين مسؤولين عن أعمال إرهابية” في دول من بينها مصر والأردن والعراق وقبرص وإسرائيل، وفق وزارة الخزانة الأميركية.
وكان كوثراني مسؤولا مباشرا عن العديد من الهجمات ضد قوات التحالف في العراق، بما في ذلك التخطيط لهجوم يناير 2007 على مركز تنسيق محافظة كربلاء المشترك والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين، إضافة إلى دوره في إرسال مقاتلين إلى سوريا لدعم نظام الأسد وفق الوزارة.
وكوثراني متورط أيضا في عمليات الاستثمار بأموال حزب الله لتهريب الأسلحة بين العراق وإيران، وكان من بين أربعة شخصيات (عراقيان ولبناني وسوري) مسؤولون عن عمليات تهريب السلاح للمليشيات العراقية عبر الحدود الإيرانية- العراقية.
وفرضت السعودية على كوثراني وآخرين من حزب الله عقوبات عام 2015 استنادا لنظام جرائم الإرهاب وتمويله، إذ تم تجميد أية أصول لهم أو من يعمل معهم أو يمثلهم ويحظر على المواطنين السعوديين التعامل معهم، وفق وكالة الأنباء السعودية.
وضمت القائمة السعودية بالإضافة إلى الكوثراني كلا من علي موسى دقدوق ومحمد يوسف أحمد منصور وأدهم طباجه.
بعد فترة وجيزة من مقتل من كان يعتبر الرجل الثاني في إيران، بهجوم أميركي بطائرة مسيرة في حرم مطار بغداد فجر الثالث من يناير، عقد حزب الله اللبناني اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل “مرشدهم القوي”. وحينذاك تدخل حزب الله عبر كوثراني للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني، فيما يتعلق بتوجيه الميليشيات العراقية المسلحة.
فكوثراني متورط في المشهد العراق وغارق حتى أذنيه مع الميلشيات ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن العراق.
وهو في مكانه هذا اليوم مسؤول بشكل مباشر عن قتل المتظاهرين وتوجيه الميلشيات المسلحة للفتك بهم.