إيران ..مرکز”آرا” للأبحاث: العام الماضي استثنائی من حیث تهدیدات العقود الأربعة
إيران ..مرکز”آرا” للأبحاث: العام الماضي استثنائی من حیث تهدیدات العقود الأربعة – في 14 مارس 2020، نشرت وکالة “میزان” الناطقة باسم سلطة القضاء في نظام الملالي ، تقریراً لمرکز “آرا” للأبحاث التابع لعاصبة خامنئي والذي یدیره أشخاص أمثال “عباسعلي کدخدایی” أمین مجلس صیانة الدستور والحرسي العمید “غلامرضا جلالي” قائد منظمة الدفاع المدني في الحرس الثوري. وکتبت:
«تسبّب نوع إدارة الأزمات من قبل الجهات المعنیة وخاصة وزارة الصحة والمجموعة الحكومية، في تكثيف التهديدات ومكوّنات الأزمة في حال استمرار الوضع الحالي. ويمكن أن تؤدي سلسلة التهديدات المتعلّقة بالأمن والاستقرار إلى حدوث انتفاضات خطيرة.
یکمن أحد أسباب الأزمة في الوضع الراهن، في الإدارة المتفرّقة (أو ما یُعرف بأنظمة الجزر) والتدابير الشعبية العفویة في مكافحة تفشّي فیروس کورونا في عدة مناطق.
منذ اضطرابات يناير 2017 في إيران ، واجه النظام جميع أنواع التهديدات والصراعات. كانت سنة 2019 استثنائيةً من حيث الصراعات المعقّدة والتهديدات خلال العقود الأربعة الماضية.
تشديد العقوبات ، الاشتباكات في المياه الأقليمية الجنوبية للبلاد، المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في الجوانب العسكرية والإرهابية، الفيضانات المدمّرة في بداية العام، استمرار وتیرة ارتفاع الأسعار وفقدان السیطرة علیها، الاضطرابات المتعلّقة بالبنزين والسياسة، انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات، وأخیراً وباء كورونا ، هي من أهمّ التطورات التي شهدها عام 2019، والتي ينبغي النظر إليها على أنها سلسلة حلقات متصلة، ولا ينبغي علینا القول إنّ الأزمة الجديدة ستدفن الأزمة القديمة تحت التراب».
ویضیف تقریر المرکز الحکومي:
«مجموعة الحقائق الميدانية والهجمات والانتقادات المحلية والأجنبية، هیّأت الأجواء لإعادة اتهام المجموعات الحکومیة والقیادیة بالتستّر علی الحقائق وعدم الكفاءة والعمل السياسي والصراع السلطوي وما إلى ذلك خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفقدت وسائل الإعلام المحلية بما في ذلك وسائل الإعلام الرسمیة مثل الإذاعة والتلفاز، شعبیتها عند غالبیة الطبقة الوسطى القادرة علی مراجعة المصادر الخبریة الأخرى.
هل ستؤدي الوتیرة الحالية إلى عدم الاستقرار واندلاع انتفاضة؟ میدانیاً تمّ الإبلاغ عن نشوب صراعات في بعض أنحاء البلاد بسبب انتشار فیروس کورونا. منها حرق مستشفى في بندر عباس وتدخّل بعض المدنیین في عدد من المدن الشمالية لسدّ الطرق».
کما جاء في التقریر:
«تشير مراجعة المواقف وأنشطة وسائل الإعلام المضادة للثورة وتصریحات عدد من الناشطين السياسيين ووسائل الإعلام المعارضة إلى أنهم يعتبرون انتشار فيروس كورونا إلی جانب الأمور الأخری، فرصةً جيّدةً لتقويض أمن إيران واستقراره.
بما أنّ الأعداء ووسائل الإعلام المسیّسة، ينظرون إلی جميع المؤسسات والسلطات في إطار النظام برمته ويحملّون رأس النظام المسؤولیة، فإنهم ینسبون عدم الثقة إلی النظام.
یمکن لخيبة الأمل إزاء إدارة الأزمات وإمکانیة تحسّن الوضع، وخيبة الأمل العامة من عمل المؤسسات والأجهزة المعنیة بإدارة الأزمات، أن تمهّد الطريق لاتخاذ إجراءات إقليمية ومحلية تزيد من تفاقم الأزمة.
یمکن أن تندلع انتفاضة شعبیة في حال عدم توفّر السلع أو شحّها. لكن حدوث هذه الانتفاضة العامة ضد الحکومة أو عدم حدوثها، يرتبط بمدى مرونة الناس في مواجهة الأزمة.
تخطّي حدود المرونة والتحمّل، والافتقار إلى آلية مركزية لإدارة الأزمات، یمکن أن يحوّل الانتفاضات المحلية والإقليمية إلى انتفاضة عامة. على الرغم من انتشار كورونا على نطاق واسع في دول أخرى، إلا أنّ ارتباط أزمة كورونا الإيرانية بالتطوّرات السابقة بما في ذلك أحداث نوفمبر 2019، یمهّد الأرضیة لحدوث الانتفاضة.
یتصاعد دور الكيانات العسكرية مثل الجيش والحرس في السيطرة على وضع المدن والمناطق المتضررة من الفيروس. يمكن للقوات العسكرية أن تقللّ من مستوى القلق الناجم عن تفشي الفیروس عن طريق تولي إدارة الأمن والإشراف على التنفيذ الصحيح للقيود المفروضة».
بدورها، أفادت وكالة أنباء “رجا” التابعة للملالي يوم الأحد الموافق 15 مارس أنّ:
«کورونا هو أحدث ذریعة للتشجيع علی أعمال الشغب والاشتباكات».
مضیفةً:
«بالإضافة إلى تصوير إيران علی أنها دولة استثنائية کاذبة وعاجزة عن مکافحة أزمة کورونا، تحاول التيارات المحلية والأجنبية اتهام إیران في التسبّب بالوضع الحالي لانتشار فیروس کورونا في بلدنا وفي العالم بأسره عن طریق إلقاء اللوم علی الحکومة وخاصة المؤسسات الدينية والمذهبیة.
في غضون ذلك لم يستطع مجاهدو خلق ووسائل الإعلام البريطانية تجنّب الحدیث عن رغباتهم وربما خططهم لإثارة الشغب في الشوارع وتشجيع الناس على الحراك اللامعیاري».
کما كتبت هذه الوکالة الدعائیة الحکومیة في الثاني من مارس بخوف شدید:
«في مسابقة إعداد القتلی، فازت مریم رجوي بجدارة علی الآخرین في الدورة الإعلامية المناهضة للنظام لإعداد قتلی فيروس كورونا».
من جانبها، کتبت وکالة “إیسنا” الحکومیة:
«اعتبر مصدرٌ مطّلعٌ، جماعة مجاهدي خلق الإخباري المتواجدة في ألبانيا مصدراً لإعداد أخبار عن الحکم العسکري».
وقالت هذه الوکالة في 16 مارس في خبر نشرته بعنوان “تفنید بعض الأخبار المتعلّقة بإيران الصادرة عن جماعة مجاهدي خلق الإخبارية”:
«ضمن تفنید بعض الأخبار المتداولة في الآونة الأخیرة علی وسائل الإعلام المحلیة والأجنبیة، أعلن مصدرٌ مطلعٌ، أنّ جماعة مجاهدي خلق الخبرية المستقرة في مدینة تیرانا في ألبانیا هو مصدر إعداد تلك الأخبار».
مضیفةً:
«وبحسب المصدر المطّلع، زعمت بعض الحسابات علی تويتر وقنوات التلغرام التابعة لـ مجاهدي خلق في الأيام الأخيرة أنّه “من المقرّر فرض الحکم العسکري علی البلاد بمناسبة ما یعرف باحتفالات ليلة الأربعاء منعاً لانتفاضة مجاهدي خلق”؛ وبعد تحقیقات أجراها مرکز مکافحة الشائعات الإکترونیة تبیّن أنه نبأ کاذب، ولا وجود لأیة خطة في برنامج القوات المسلّحة تنصّ علی إجراء الحكم العسكري في البلاد.
دعا مسعود رجوي معاقل الانتفاضة إلى التحرك عبر بياناته الصادرة».
وکتبت وکالة الباسیج للأنباء في 16 مارس في مقال لها بعنوان “مهاجمة الأمن النفسي للناس باستخدام وقود مجاهدي خلق والأجانب. هل هناك فتنة جديدة في طریقها إلینا؟” قائلةً:
«في بیانه، حثّ مسعود رجوي معاقل الانتفاضة علی التحرّك. دعا البیان المسمّی بـ “الانتفاضة في الحرب المصیریة”، الشعب الإيراني إلى بدء أعمال الشغب ضد الجمهورية الإسلامية بالقول إنّ: “شرط الانتصار هو الانتفاضة والحرب المضاعفة لمائة مرة. اصرخوا احتجاجاً في کل الشوارع والأزقة. إيران هي صرخة متأججة. دعوا العالم يرى ويسمع. لیرى ویسمع أنّ الشعب الإيراني لا يريد كورونا ولا یريد الملالي”.
تدعو وسائل إعلام مجاهدي خلق بكل سرور إلى الاحتجاج والمظاهرات ضد الحكومة دون أن تستطيع إخفاء عنفها ونظرتها الإرهابية في بيانها».