كورونا وخامنئي جيش الجياع قادم
كورونا وخامنئي جيش الجياع قادم – إن تفشي فيروس كورونا قبل أن يكون مرضًا معديًا خطيرًا هو وسيلة غير مسبوقة لاتخاذ قرارات سياسية متطرفة وتقرير مصير كل بلد. حيث أن قرار حجر ملايين الناس صحيًا، قبل أن يكون قرارًا اقتصاديًا – اجتماعيًا معقدًا للغاية فهو قرار سياسي يختبر تماسك كل حكومة ونظام. وإيقاف عجلتي الإنتاج والصناعة في أي بلد يعني تكبد هذا البلد خسائر مالية فادحة بالمليارات، ويجب تقدير المبالغ الفلكية التي يتعين على الحكومة دفعها لمن توقفت أعمالهم بموجب أوامر الحكومة. وما يجب وضعه في الاعتبار في مكافحة فيروس كورونا الخطير هو أن الإنسانية لا تعيش في العصور الوسطى، بل تتمتع بالعلم والثروة والتكنولوجيا للتعامل مع هذا الفيروس. وتعتمد كيفية التصدي لتفشي فيروس كورونا والمرض الناجم عنه في المقام الأول على القدرة والإرادة السياسية لكل بلد. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض كوفيد -19حتى الآن، بيد أن العلماء منهمكون حاليًا في صناعة لقاح بإنفاق نفقات باهظة في مئات المختبرات. ويعمل النظام الصحي لمعظم البلدان بكل طاقته على علاج المرضى، على الرغم من جميع أوجه القصور المتعلقة بنوع الإدارة الاقتصادية على مدى الـ 40 عامًا الماضية. ونجد في جميع البلدان الديمقراطية الأمل واضح كالشمس في تجاوز هذه الأزمة الكبيرة غير المسبوقة.
فالشغل الشاغل للبلدان الديمقراطية هو كيفية استخدام الإمكانيات المتاحة لإنقاذ أرواح البشر. حيث تتخذ الحكومة القرارات، والمعارضة تراقب وتنتقد وتقدم ما تراه من حلول من شأنها أن تؤثر على قرارات الحكومة. وقد تنطوي القرارات المتخذة في مرحلة تفشي فيروس كورونا على أخطاء غير مسبوقة، لأن القرارات التي يجب اتخاذها في غضون شهور أو سنوات عديدة بتعمق، تحتم الضرورة اتخاذها في فترة زمنية قصيرة وبالتالي تقع الأخطاء.
بيد أن نظام الملالي المرتبك الحاكم في إيران يرى نفسه في هذا الصدد مميزًا عن الآخرين. وإذا كان فيروس كورونا يعرض أرواح الناس للخطر بشكل مباشر، فإن أي قرار يحافظ على أرواح المواطنين يجب أن يتخذ في المقام الأول. وعند هذه النقطة بالضبط، يظهر التناقض الرئيسي المتعذر تفسيره لنظام ولاية الفقيه مع الإنسانية والشعب الإيراني. والقريحة التاريخية للمجموعة الحاكمة في إيران عاجزة في الأساس عن الفهم ولا تتمتع بالكفاءة الفكرية للحفاظ على أرواح الشعب.
والجدير بالذكر أن الشغل الشاغل لنظام الملالي المرتعش منذ 40 عامًا – واليوم أكثر من الأمس – هو دوامه في الحكم وليس إلا. فزعيم نظام الملالي يلقي باللوم على الجن، ورئيس جمهوريته الوقح يثرثر بدعابة بالسيطرة على المرض والطفرة في الإنتاج ومكافحة وباء كورونا والبطالة في آن واحد. ومن ناحية أخرى، تدعي ممثلية نظام الملالي لدى الأمم المتحدة أن “العقوبات الأمريكية تعيق إلى حد كبير جهود إيران في تحديد المرضى وعلاجهم والحيلولة بشكل مؤثر دون تفشي وباء كورونا”. وأعلنت وزارة الصحة في نظام الملالي عن وفاة 94 شخصًا جراء الإصابة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية. وفي نفس اليوم، قال رئيس لجنة الصحة بمجلس مدينة طهران إن ما يتراوح بين 70 إلى 100 شخص فقط يموتون كل يوم في العاصمة بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.
وكتبت صحيفة “جهان صنعت” في 13 أبريل 2020 أن الحكومة حائرة بين تفضيل اقتصاد البلاد أو المحافظة على أرواح المواطنين، وأعلنت عن وقوع كارثة إنسانية كبرى على مستوى البلاد. وقد تجاوزت الإحصاءات المأساوية التي قدمتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بحذر شديد للضحايا 30 ألف متوفى. هذا ويسعى نظام الملالي آكل الجيف إلى رفع العقوبات بقتل المواطنين وابتزاز العالم، لكي يستمر في قمع الشعب في الداخل وتصدير التطرف والإرهاب في الخارج بما سيتلقاه من أموال نقدًا.
ومن جهة أخرى يسعى نظام الملالي آكل لحوم البشر إلى قتل معنوية الإنسان الإيراني والحماسة البالغة للشعب الإيراني للنضال، ويصيب أبناء الوطن بالكآبة والسلبية من خلال العمل على تفشي مرض كورونا الفتاك وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح. بيد أن شباب الوطن المناضلين البارعين في معاقل الانتفاضة سوف يحولون حلم هذه المجموعة الشريرة إلى كابوس. حيث يقف الملايين من الفقراء والمهمشين في واحدة من أغنى بلدان العالم وأكثرها إمكانية خلف الشباب المناضل، من خلال التغلب على فيروس كورونا، والإطاحة بكورونا الأصلية (كورونا ولاية الفقية) المتناحرة مع الشعب.
يقول ناظم حكمت، الشاعر التركي المناضل:
جيش الجياع قادم
قادم لإشباع الجياع
جيش الجياع قادم لتحرير المضطهدين المقموعين
جيش الجياع قادم بأقدامه المضرجة بالدم