الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

روحاني .. القضاء على كورونا بالقضاء على المدن

انضموا إلى الحركة العالمية

روحاني .. القضاء على كورونا بالقضاء على المدن

روحاني .. القضاء على كورونا بالقضاء على المدن

 

روحاني .. القضاء على كورونا بالقضاء على المدن

 

 

 

روحاني .. القضاء على كورونا بالقضاء على المدن – بينما تتحدث مختلف المصادر الطبية عن وصول تفشي وباء كورونا في المدن الإيرانية إلى مرحلة الخطر،  أعلن روحاني أن هناك 127 منطقة خالية من الفيروس. فما هو سبب إقبال نظام الملالي على هذه الخطوة؟ 

أعلن روحاني في 26 أبريل 2020 عن أن هناك 127 مدينة خالية من فيروس كورونا؛ ساعيًا إلى التظاهر بأن الأوضاع طبيعية وكل شيء على ما يرام، وتنشيط الأعمال.   

 

وروحاني الذي كان يعلم أنها خدعة، أخذ زمام المبادرة وألقى باللوم على الناس مقدمًا وحملهم مسؤولية المجازر التي ستحدث في المستقبل، والتي دائمًا ما تقع في كل مرة على عاتق الناس أنفسهم بمعنى ما. وإذا لم يراعوا ذلك في مرة ما، فقد تزداد حالات الإصابة بالفيروس ويتحول الوضع من حالة الصفر فيروس إلى درجة أعلى.

 

وعلق مساعد وزير الصحة في نظام الملالي، حريرجي على روحاني، قائلًا: “نعلن الآن في بعض المدن أنها خالية من الفيروس. وفي الحقيقة، هذه مناورة، ونحن نجري اختبارًا، فإذا رأينا أن المناورة لن تفلح، فسوف نتراجع”.    

هذا وأعلنت وزارة الصحة في نظام الملالي في 27 أبريل 2020 بعد حديث روحاني في اليوم السابق، أن هناك 127 مدينة خالية من الفيروس في البلاد، في حين أن الوكلاء المحليين لنظام الملالي في مختلف المحافظات يكذبون واحدًا تلو الآخر هذا الادعاء في تصريحات مختلفة، وأعلنوا عن أن الوضع متأزم وخطير للغاية. 

   

فعلى سبيل المثال، قال محمد حسين قرباني، ممثل وزارة الصحة في كيلان: “لا يوجد مكان في المحافظة خال من الفيروس حتى الآن، وما زلنا معرضين للخطر”.

وأعلن محمد حسين بحريني، رئيس جامعة مشهد للعلوم الطبية أن عدد المصابين بفيروس كورونا قد ازداد خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وفي حين أن وزارة الصحة في محافظة في سيستان وبلوجستان، كانت قد أعلنت عن أن هناك 6 مدن خالية من الفيروس، بيد أن هاشمي، رئيس جامعة زاهدان للعلوم الطبية قال : “لقد أصبحت الإصابة بوباء كورونا في محافظة سيستان وبلوج  ستان مثيرة للقلق. فالحقيقة هي أنه لا يوجد دليل على انتهاء كورونا فحسب، بل من المحتمل أن نكون قد دخلنا في الموجة الثانية”.

 

كما أعلنت وزارة الصحة في محافظة أصفهان عن وجود 9 مدن خالية من الفيروس، بيد أن حيدري، مساعد رئيس جامعة أصفهان للعلوم الطبية، قال: ” ليس لدينا منطقة خالية من الفيروس في محافظة أصفهان في الوقت الحالي، حيث أن المحافظة وصلت إلى مرحلة الخطر بالإصابة بهذا الفيروس”.

 

وأعلنت وزارة الصحة في محافظة خوزستان عن وجود 12 مدينة خالية من الفيروس، بيد أن رئيس جامعة جندي شابور للعلوم الطبية بالأهواز قال: “إن عدد الحالات المحالة للمستشفى جراء الإصابة بفيروس كورونا في محافظة خوزستان قد ازداد بنسبة 50 في المائة خلال أسبوع مضى. وازداد عدد المصابين بالفيروس في المحافظة خلال الأسبوعين الماضيين في أعقاب التقليل من التباعد الاجتماعي”.   

وأعلن المتحدث باسم جامعة كرمان للعلوم الطبية عن أنه لا يوجد تراجع في عدد المصابين بفيروس كورونا وأن المرض تفاقم خلال الأيام القليلة الماضية.

 

كما أن حسين عرفاني، رئيس قسم الرعاية في مركز إدارة الأمراض المعدية بوزارة الصحة، كان قد أعلن في وقت سابق عن أننا ما زلنا في الموجة الأولى أو الموجة المتزايدة للمرض، ونقترب من ذروة المرض”.

 

كما قال محافظ إيلام إن عدد المصابين بفيروس كورونا يتزايد. ومن الأسباب الرئيسة لزيادة عدد المصابين هو عدم مراقبة تحركات المرضى في المجتمع .      

  

كما أعلن سرمست، محافظ قم عن أنه لا يزال هناك مرضى في المستشفيات ووفيات بسبب وباء كورونا في قم. وقم ليست خالية من الفيروس، وهذا هو السبب في أن الضريح المقدس ومسجد جمكران وغيره من المساجد سيظل مغلقًا. ولن تقام صلاة الجمعة والجماعة حتى الثلث الأخير من شهر مايو.  

 

كما أعلن رئيس جامعة قم للعلوم الطبية أن الأفراد ناقلي الفيروس للآخرين دون أن يظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس هم قنبلة موقوتة من شأنها أن تعرض مدينة قم لفيضان كورونا.   

 

كما أدت هذه التناقضات إلى إصابة عناصر النظام الفاشي بالدوار. فعلى سبيل المثال، يصف عباس عبدي إصابته بالدوار قائلًا:  نجد أن قائد مكافحة وباء كورونا في طهران يطلق تحذيرات يوميه، من ناحية، ويقدم المتحدث باسم وزارة الصحة إحصاءً ينطوي على صورة مطمئنة عن أحداث فيروس كورنا المستجد ” كوفيد -19″ من ناحية أخرى. ويضيف مشيرًا إلى أن الإحصاءات التي أعلنها نظام الملالي ليست حقيقية : من الممكن ألا يتحلى الآخرين بالدقة والاهتمام إلى أن يتم تقديم إحصاء على الصعيد الوطني.    

 

كما يسلط محبوب فر، عضو هيئة مكافحة فيروس كورونا الضوء على هذا النوع من التناقض، قائلًا: على عكس التقارير الواعدة الواردة من وزارة الصحة والهيئة الوطنية لمكافحة كورونا، المتعلقة بتراجع عدد المصابين والوفيات بهذا المرض، فإنني لست متفائلًا بهذه الإحصاءات بصفتي متخصص في الأمراض المعدية وعالم بالفيروسات. والجدير بالذكر أن الحكومة رفعت القيود الاجتماعية وحركة المرور قبل الأوان بكثير، ومن المؤكد أن العواقب السلبية لمثل هذا القرار المتهور غير المدروس؛ سوف تظهر خلال الأسابيع القادمة. وتجدر الإشارة إلى أن العدد الحالي للمصابين بفيروس كورونا يساوي العدد الذي أعلنت عنه وزارة الصحة بمقدار 20 ضعفًا. 

 

وقد صُدم عليرضا رئيسي، مساعد وزير الصحة في نظام الملالي من أن 60 مدينة على مستوى البلاد من بينها كافة عواصم المحافظات وصلت فيها درجة الإصابة بوباء كورونا إلى مرحلة الخطر.   

 

لكن ما هي الحقيقة؟ إن الإعلان عن أن هناك مدن خالية من الفيروس كذبة وخدعة كبيرة تهدف إلى إضفاء الشرعية على رفع القيود بشكل تدريجي، لأنه بمقتضى التصريحات المتكررة للمسؤولين والوكلاء المعنيين، لا توجد منطقة خالية من الفيروس في البلاد، وبما أن المراكز السكانية الرئيسة مثل طهران وعواصم المحافظات مناطق مصابة بالفيروس إلى حد الخطر، وأن حركة المرور بين المحافظات والمدن غير ممنوعة ولا توجد قيود عليها، فمن المؤكد أنه لا توجد أي منطقة ومدينة  خالية من الفيروس.

 

وما هو واضح للجميع هو أن نظام الملالي ووزارة الصحة المحسوبة على روحاني يعلنان يوميًا عن إحصاءات غير واقعية ومزيفة عن عدد المرضى والضحايا دون إجراء تقسيم بين المحافظات. ويرجع عدم التقسيم بين المحافظات في هذا الصدد بوضوح إلى أنه إذا تم الإعلان عن الإحصاء بمقتضى التقسيم، فسرعان ما سيتضح تزوير هذا الإحصاء.

 

وبناءً عليه، فإن الحديث في ظل هذه الظروف عن وجود أكثر من 100 منطقة خالية من الفيروس لا معنى له وفاسق، ولا معنى له سوى الزج المتعمد بأبناء الوطن في مذبح كورونا. وعلى الرغم من الاعتراف بتفشي وباء كورونا بعد إعادة فتح الأعمال، فإن الإعلان عن أن هناك 127 منطقة خالية من الفيروس ليس سوى منطق ولاية الفقيه الذي يرمي إلى التضحية بأبناء الوطن من أجل أمن النظام الفاشي.

 

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا أعلن نظام الملالي عن أن هناك مناطق خالية من الفيروس على الرغم من أنها تعاني من الإصابة بالفيروس إلى حد الخطر؟ ويجيب قاسمي، رئيس مركز البحوث في مجلس شورى الملالي، على هذا السؤال إجابة جديرة بالملاحظة، حيث قال: “بالنظر إلى الوضع الحالي، يمكننا أن نتوقع أن يبلغ عجز الموازنة عام 2020 حوالي 150 ألف مليار تومان. وفي هذه الحالة، يخلق تفشي فيروس كورونا أيضًا تحديات جديدة للميزانية”.

 

وما يمكن استنتاجه من تصريحات قاسمي هو أن نظام الملالي يواجه عجزًا كبيرًا في الميزانية. كما أنه في نوفمبر 2019 ارتكب مذبحة 1500 شهيد لتعويض العجز في الميزانية برفع أسعار البنزين بمقدار 3 أضعاف. ومع ذلك ، يتحدث قاسمي عن عجز في الميزانية يبلغ 150 ألف مليار تومان قبل إصابة البلاد بوباء كورونا ، إضافة إلى أن كورونا فاقمت من العجز في الميزانية. 

 

القصة هي أن هذا العجز يجبر نظام الملالي على الإعلان عن أن هناك مناطق خالية من الفيروس في البلاد حتي يدفع الناس إلى استئناف النشاط الاقتصادي لعله يجد نجدة لاقتصاده المتدهور. ويبدو أن نظام الملالي لا يولي اهتمامًا بأن الإعلان عن خلو البلاد من الفيروس من شأنه أن يودي بحياة الآلاف من أبناء الوطن ، وأن شغله الشاغل هو الحفاظ على نظامه الفاشي ويعتبره أهم الضروريات.