الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون ما خفي أعظم

انضموا إلى الحركة العالمية

الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون… ما خفي أعظم

الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون ما خفي أعظم

الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون ما خفي أعظم

ضياء قدور

 

الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون ما خفي أعظم- تقع منطقة القلمون على سلسلة جبلية في غرب سورية تمتد من الدريج جنوبًا إلى البريج شمالًا، وبشكل عام تنقسم منطقة القلمون جغرافيًا إلى منطقتين هما القلمون الغربي والقلمون الشرقي (شرقي وغربي أوتوستراد دمشق – حمص الدولي)، وكلتا المنطقتين تحتوي على سلاسل جبلية مرتفعة عن سطح البحر.

وبحكم موقعها وارتفاعها عن سطح البحر، تعدّ القلمون منطقة استراتيجية، وهي واحدة من أهم المناطق العسكرية على امتداد الأراضي السورية، ولذلك اختيرت لتكون مقرًا لقواعد عسكرية ومخازن أسلحة مهمة لجيش النظام سابقًا.

بعد سقوط وتهاوي مدن وبلدات القلمون في يد النظام السوري والميليشيات الإيرانية واحدة تلو الأخرى، سواء من خلال المعارك الطاحنة التي دارت في تلك المناطق، أو من خلال اتفاقات المصالحة التي أفضت آخرها إلى خروج قوات المعارضة من مدن وبلدات القلمون الشرقي؛ شكلت تلك المنطقة -بتضاريسها وموقعها الجغرافي المميز- ساحة مهمة لوجود الميليشيات الإيرانية، خاصة ميليشيا “حزب الله”.

الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة بالنسبة إلى الميليشيات الإيرانية تتمحور حول نقاط عدة أهمها:

1 – سيطرة الميليشيات على التضاريس الوعرة والمرتفعات والجبال الشاهقة الموجودة في المنطقة، وقد شكلت مأوًى آمنًا لتلك الميليشيات يحميها من الهجمات الجوية الإسرائيلية.

2 – الموقع الاستراتيجي والتاريخي المهم لهذه المنطقة، الذي يتمثل في كون المنطقة تتصل بلبنان غربًا، وبالبادية السورية شرقًا، وبالعاصمة دمشق والمنطقة الجنوبية جنوبًا، فضلًا عن احتوائها على مواقع أثرية عديدة.

لذلك سعت ميليشيا “حزب الله” لتثبيت موضع قدم قوي لها في هذه المنطقة، بدءًا من الحدود اللبنانية السورية في القلمون الغربي، حتى منطقة القلمون الشرقي، من أجل القيام بعمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والبشر وغيرها، وشكّل ذلك مصدر دخل كبير ومهمّ لتلك الميليشيات، في ظل الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها إيران وميليشياتها ووكلاؤها في المنطقة.

تكشف حيثيات هذا التقرير، الذي تم الحصول على معلوماته من مصادر موثوقة وضباط منشقين اختصاصيين، عن الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في منطقة القلمون، موضحًا وجود تلك القوات ومستودعاتها العسكرية بالصور والإحداثيات الجغرافية داخل المنطقة، بدءً من الحدود السورية اللبنانية في منطقة القلمون الغربي، وانتهاءً بمناطق القلمون الشرقي.

أولًا: الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون الغربي:

أعادت ميليشيا “حزب الله” انتشارها من جديد في قرى القلمون الغربي، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع إيرانية بمحيط مدينة دمشق، واستقدم “حزب الله” عناصره من مناطق عديدة في سورية ولبنان، إلى قرى القلمون، على دفعات متتالية، فضلًا عن سحب مجموعات أخرى من ريف دمشق باتجاه لبنان، عبر نقطة المصنع الحدودية مع سورية.ونقل “حزب الله” عتادًا عسكريًا يضم صواريخ بعيدة المدى ومدرعات ورشاشات ثقيلة، من الأراضي اللبنانية، ومناطق في ريف دمشق، باتجاه القلمون الغربي، في نيّة لتمركز جديد في تلك المناطق الجبلية.

بلدة فليطة الحدودية:

تحظى بلدة فليطة الحدودية، لقربها من الحدود اللبنانية السورية، وكثرة المرتفعات الجبلية والمغارات المنتشرة فيها، بمكانة استراتيجية عند ”حزب الله” اللبناني.  ولذلك ثبّت “حزب الله”، في الآونة الأخيرة، ثلاث نقاط عسكرية جديدة في منطقة التلال المُطلة على هذه البلدة، وبنى متاريس وغرفًا خشبية في تلك النقاط، وأخفى سلاحه وسياراته في المغر والخنادق المحفورة مسبقًا في المناطق الجبلية.

كما قامت ميليشيا “حزب الله” بمصادرة عدد كبير من المنازل في بلدة فليطة الحدودية، تزامنًا مع استقدام عوائل مقاتليهم إلى مدينة يبرود، فيما يبدو أن الحزب يستعد لنقل عائلات أخرى إلى فليطة التي تُعدّ من أهم مناطق تمركزه في القلمون الغربي.

بلدة الجبة:

تُعدّ بلدة الجبة نقطة التمركز الأهم لـ ”حزب الله” في القلمون الغربي، فمنذ سيطرته على البلدة عام 2013، منع “حزب الله” اللبناني أهالي بلدة الجبة التابعة لناحية عسال الورد من العودة إلى منازلهم. وفرضت ميليشيا “حزب الله” طوقًا أمنيًا محكمًا على مداخل البلدة ومخارجها، وأنشأت حاجزًا أمنيًا عند المدخل الرئيسي المعروف باسم “حاجز القوس”، وأصدرت قرارًا يقضي بعدم الخروج والدخول دون الحصول على موافقة أمنية صادرة عن قيادة قواتها في المنطقة. وسيطر عناصر الحزب على عشرات المنازل في مختلف أرجاء البلدة، ولا سيما شارع السوق وسط البلدة، الذي يعدّ منطقة التمركز الأكبر فيها، متخذة منها مقارّ عسكرية، ومساكن لعائلات العناصر المجلوبين من لبنان.

كما اتخذ “حزب الله” من جرود بلدة الجبة نقاط تمركز وانتشار رئيسية في القلمون الغربي، مستخدمًا المغارات الطبيعية الموجودة فيه كمستودعات لأسلحته، وأنشأ فيها معسكرات لتدريب العناصر المنتسبين إلى صفوفه حديثًا، من الجنسيتين السورية واللبنانية. ويعود اهتمام الحزب في هذه المنطقة إلى وعورة جرودها وصعوبة وصول الآليات الثقيلة إليها، إضافة إلى قربها من الحدود السورية اللبنانية، ما يسهل حركة عناصره وشحناته عبر معابر غير شرعية يتخذها الحزب كطرق رئيسية.

بلدة بخعة أو الصرخة:

صورة جوية توضح مدى الدمار الحاصل في بخعة

على الرغم من احتلال المنطقة وتهجير أهلها منذ منتصف عام 2014، يواصل “حزب الله” اللبناني منع أهالي بلدة بخعة المعروفة باسم “الصرخة” في القلمون الغربي، من العودة إلى منازلهم، ووقد عمد خلال السنوات الماضية إلى تدمير ما تبقى من منازل المدنيين، التي لم يُدمرها القصف، ضمن خطة مُمنهجة لمسح معالم المدينة، حيث ارتفعت نسبة الدمار الكُلي إلى 90 %، وفقًا لمصادر من أبناء المنطقة.

وإضافة إلى ذلك، قام “حزب الله” بإنشاء عشرات المقار والمستودعات العسكرية داخل البلدة، فضلًا عن فتح طرقات وأنفاق منها باتجاه الأراضي اللبنانية، لتسهيل حركة قواته وتمويه مسارها تجنبًا للاستهداف الإسرائيلي.

حقيقة الأمر، يعود اهتمام “حزب الله” الكبير بهذه البلدة، لاحتوائها على كميات كبيرة من الكنوز الذهبية والآثار، التي تعود إلى مئات السنين، حيث أجرى الحزب خلال السنوات الماضية عمليات تنقيب استطاع خلالها استخراج كميات كبيرة من الذهب، نقلها إلى الأراضي اللبنانية.

بلدة رنكوس:

بعد أن سيطرت قوات النظام وميليشيا “حزب الله” على بلدة رنكوس في منتصف عام 2014، حيث ارتكبت مجازرَ متعددة بحق الأهالي؛ أصبحت المنطقة تُدارُ بالشراكة ما بين الحزب وقيادة (اللواء 156) التابع لإدارة الصواريخ الاستراتيجية في جيش النظام.

ووفقًا للمعلومات الواردة من مصادر موثوقة، قامت عناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني باحتلال المباني السكنية الموجودة في “جمعية رأس القيمة” السكنية المعروفة محليًا بالمعمورة، غربي بلدة رنكوس، بعد ما أنذرت قيادة “اللواء 156” في القلمون الغربي القاطنين فيها بضرورة الأخلاء لأسباب “أمنية”. كما يوجد عناصر ميليشيا الحزب في “جمعية المحبة” السكنية على أطراف رنكوس، التي تضم عشرات الفلل الفاخرة، وتعود ملكيتها لأغنياء من دمشق ودول الخليج.

أما عن قيادة اللواء 156 التابع لإدارة الصواريخ الاستراتيجية في جيش النظام، فإنه يقع على مرتفع جبلي بالقرب من بلدة حفير الفوقا، ويحتوي على مخازن عديدة للصواريخ الاستراتيجية التي اتخذت منها ميليشيات “حزب الله” أخيرًا مخبأً آمنًا لتخزين الصواريخ الدقيقة وبعيدة المدى.

بلدة قارة ويبرود:

تتمركز ميليشيا “حزب الله”، في جرود الشيخ علي، ووادي المال، ووادي مرطبية، في محيط بلدة قارة قرب الحدود السورية اللبنانية. وسيطر عناصر الحزب على منازل في أحياء الكرب والمشفى والملعب البلدي، واتخذها مقار عسكرية، فضلًا عن إنشاء مقر رئيسي في منطقة البيدر الواقعة على الطرف الغربي من قارة، الذي أصبح يحوي آليات وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بداخله. وبدأت تحركات عسكرية لميليشيا “حزب الله” اللبناني أيضًا في الحي الشمالي من المدينة، وخاصة في المنطقة الواقعة خلف استراحة الأمراء، بالقرب من أوتوستراد دمشق- حمص، التي تُعدّ منطقة سكنية لعوائل “شيعية” عائدة لعناصر الحزب المذكور، في مجمع سكني أنشئ حديثًا.

وفي يبرود، رصدت مصادرنا دخول أرتال تابعة لـ ”حزب الله”، في الآونة الماضية، بعد أسابيع على انسحابه من المنطقة وتسليمها لميليشيا الدفاع الوطني. وسيطر “حزب الله” على بناء سكني كامل بجانب جامع ضرار، في حي القاعة، وثلاث أبنية أخرى في أحد أحياء المدينة، وجعلها مقارّ ثابتة له، ورفع أعلام الحزب عليها.

 

وأنشأ “حزب الله” نقاط جديدة في الجرود الحدودية مع لبنان، والتي عادة ما يسلكها المهربون المحليون التابعون لميليشيات سورية، بهدف تهريب المخدرات والبضائع والأشخاص بين سورية ولبنان، حيث منع “حزب الله” بُعيد انتشاره، العناصر السوريين التابعين لميليشيا “الدفاع الوطني” من الوصول إلى نقاط تخضع لسيطرتهم على الحدود السورية – اللبنانية، وطردهم وحذّرهم من الاقتراب من مناطق سيطرته.

ثانيًا: الوجود العسكري لإيران وميليشياتها في القلمون الشرقي:

على الرغم من نشر وسائل إعلام عالمية وعربية معلومات تشير إلى أن النظام السوري سلّم قاعدة الناصرية الصاروخية الجوية في القلمون (الواقعة غرب بلدة الناصرية في القلمون الشرقي)، بكامل سلاحها لإيران، فإن المعلومات الواردة من الداخل أكدت وجود مستودعات ومخازن للصواريخ الإيرانية الدقيقة بالقرب من مطار الناصرية العسكري، وأكدت المصادر أيضًا وجود مستودعات مستقلة للصواريخ ومستودعات مستقلة لمنصات إطلاق الصواريخ، في مناطق متفرقة ومختلفة حول منطقة المطار. كما أشارت مصادرنا إلى وجود مبنى للبحوث العلمية (غير مكشوف أو مصرح عنه مسبقًا)، بالقرب من مطار الناصرية العسكري فيه خبراء إيرانيون، يبقون في أنفاقه المحفورة داخل الجبال مدة طويلة من أجل العمل على تطوير المنظومة الصاروخية الإيرانية على الأراضي السورية. كما سيطرت ميليشيات “حزب الله” اللبناني على مواقع عسكرية كانت تابعة لفصائل المعارضة، كانت تتخذها مقارّ محصنة داخل كهوف وأنفاق في الجبال التي كانت تتحصن فيها في منطقة القلمون الشرقي.

 

المعلومات الواردة التي تتحدث عن وجود مستودعات للصواريخ الإيرانية ومستودعات منصات الإطلاق، ووجود مبنى للبحوث العملية في منطقة القلمون الشرقي، هي معلومات مهمة وعلى درجة عالية من السرية، وقد قامت ميليشيات “حزب الله” بتمويه تحركاتها فيها، ووضع نقاط مراقبة وحواجز تفتيش، وتسيير دوريات على الطرق المحيطة بهذه المواقع العسكرية.

 

وعلى الطريق المتعرج والجبلي القادم من أوتوستراد دمشق – حمص الدولي، نحو بلدة الناصرية في منطقة القلمون الشرقي، تنتشر حواجز ثابتة للمخابرات الجوية في هذه المنطقة الوعرة وغير المأهولة، دون وجود أي سبب مقنع لوجود هذه الحواجز في تلك الأمكنة.

لكن السبب الحقيقي وراء وجود هذه الحواجز هو حماية مستودعات الصواريخ المخبئة في أنفاق داخل تلك الجبال التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1500 متر عن سطح البحر.

على يسار الطريق، قبل الوصول إلى بلدة الناصرية بقليل، توجد مستودعات 811، التي يحول دون الوصول إليها حاجزا تفتيش لحماية هذه المستودعات من الناحية الجنوبية للمستودعات.

وعند تخطي هذين الحاجزين تصل إلى قيادة مستودعات 811 ورحبة الإصلاح الخاصة بها، ومن ثم تتفرع الطرق داخل هذا الموقع بين سلسلتين جبليتين مرتفعتين، لتحتضن بين سفوحها المستودعات الخاصة بتخزين الصواريخ.

كما توضح الصور المستودعات التي يصل عددها إلى أكثر من 12 مستودعًا على شكل حظائر إسمنتية متينة، لكن حقيقة الأمر تشير إلى أن هذه الحظائر الإسمنتية تُفضي إلى أنفاق محصّنة محفورة في عمق السلسلتين الجبليتين اللتين يصل ارتفاعهما إلى أكثر من 1500 متر عن سطح البحر.

كل مستودع مؤلف من حظيرتين إسمنتيتين: حظيرة لإدخال الصواريخ، وأخرى لإخراج الصواريخ، أي إن باب إدخال الصواريخ محدد وباب الإخراج محدد، ولا يجوز الخلط بينهما، بسبب التخزين التراتبي للصواريخ داخل تلك المستودعات.

الأبواب الفولاذية التي سُلّحت بها مداخل هذه المستودعات ومخارجها هي عبارة عن بابين فولاذيين يصل سمك الواحد منها إلى أكثر من 20 سنتيمترًا من الفولاذ، ويبعدان عن بعضهما البعض مسافة 10 أمتار، وذلك لحماية الصواريخ الموجودة داخل المستودعات من هجمات الصواريخ الفراغية.

في الناحية الغربية من مستودعات 811، توجد مستودعات فرعية أيضًا، يصل عددها إلى أكثر من 5 مستودعات، كما توضح الصورة التالية:

هذه المستودعات محفورة أيضًا في قاع مرتفع جبلي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1500 متر عن سطح البحر.

العيب الوحيد الموجود في مستودعات 811 والمستودعات الفرعية التابعة لها، هو عدم وجود مخرج طوارئ لهذه المستودعات، كما رأينا في جميع الصور، حيث اقتصر بناء هذه المستودعات على وجود مدخل واحد ومخرج واحد، لكن عمق الأنفاق المحفورة داخل تلك الجبال المرتفعة، ومدى التحصين الموجود في مداخلها، يقلل من شأن هذه العيوب.

الجدير بالذكر أن هذه المستودعات تحتوي على صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، دون وجود منصات لإطلاقها.

منصّات الإطلاق موجودة على الجانب الآخر من الطريق القادم نحو بلدة الناصرية، حيث توجد مخازن لمنصات إطلاق الصواريخ، إضافة إلى مركز البحوث العلمية الذي يوجد فيه خبراء إيرانيون على مدار الساعة. أي إن عملية إطلاق واختبار الصواريخ تتم في هذه المنطقة المحصنة داخل الجبال، بإشراف من الخبراء الإيرانيين، بعد نقل الصواريخ الموجودة في مستودعات 811 نحو هذا الموقع.

على الجانب الآخر من هذا السفح الجبلي الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 1500 متر عن سطح البحر، توجد مستودعات إضافية تابعة لمبنى البحوث العلمية أيضًا.

أما بالنسبة إلى قاعدة الناصرية الجوية، فهي تضم مدرجًا واحدًا، وقاعدة صاروخية ومستودعات، وتقع على مسافة 10 كم من مدينة جيرود في القلمون الشرقي، وهي من القواعد العسكرية الجوية الصغيرة نسبيًا، وتحوي 21 حظيرة إسمنتية، و4 حظائر ومخازن للأسلحة تحت الأرض.

لكن قاعدة الناصرية الجوية لا تُستخدم أبدًا لتخزين الصواريخ أو منصاتها، في حين يتم ذلك في المستودعات 555 القريبة من مطار الناصرية، إضافة إلى مستودعات 811 ومستودعاتها الفرعية ومبنى البحوث العلمية الذي تحدثنا عنه آنفًا.

كما تشير الصورة أدناه، تقع مستودعات 555 على مرتفع صخري يصل علوه إلى حوالي 1000 متر عن سطح البحر، وتوجد داخله حظائر إسمنتية متينة تفضي إلى أنفاق محصنة داخل هذا الجبل الصخري.

من ناحية أخرى، قامت ميليشيات “حزب الله” اللبناني بالاستيلاء على المواقع والمقارّ المحصنة داخل الجبال الواقعة في أقصى شرق منطقة القلمون الشرقي، والتي كانت تتخذها قوات الشهيد أحمد العبدو (أحد فصائل المعارضة السورية) مقرًا لها، لتحوّلها ميليشيات “حزب الله” إلى مستودعات لأسلحتها وصواريخها الدقيقة وبعيدة المدى.

مقارّ ومعسكرات (قوات الشهيد أحمد العبدو) كانت تنتشر على سلسلتين جبليتين مرتفعتين شرق مدينة جيرود، وعملت تلك القوات خلال السنوات الماضية على حفر أنفاق ومقارّ محصنة للغاية، داخل تلك السلسلتين الجبليتين، لدرجة أن أقوى وأعتى الجيوش في العالم لم تكن تستطيع السيطرة على تلك المقارّ المحصنة داخل الجبال، كما توضح الصور.

أما بالنسبة إلى حماية هذه المستودعات الاستراتيجية وتأمينها جويًا، فإن الكتائب الأمنية الأربعة التابعة للواء صواريخ سكود 155 تنتشر بين مستودعات الصواريخ ومستودعات منصاتها ومبنى البحوث العملية الموجود في ذات المنطقة، ويوجد فيها محطات رادار وصواريخ دفاع جوي مخصصة لحماية المنطقة من الهجمات الجوية والصاروخية.

وإضافة إلى ذلك هناك كتيبة “الطابة الرادارية” الواقعة جنوب شرق هذه المنطقة، التي تغطي كلًا من مطار الناصرية والسين والضمير.

والجدير بالذكر أن كتيبة “الطابة الرادارية” تقع على مرتفع صخري مرتفع يصل ارتفاعه إلى حوالي 1000 متر عن سطح البحر، وهو مليء بالكهوف والأنفاق الطبيعية، وكانت تتخذه الميليشيات الإيرانية موقعًا لقصف المناطق المحررة سابقًا.

خاتمة:

إن سيطرة إيران وميليشيات “حزب الله” على منطقة القلمون، بشقيها الغربي والشرقي، أمَّنت الممرّ الحيوي الاستراتيجي الذي تحتاج إليه إيران لحماية مصالحها في سورية، وذلك نظرًا للموقع الاستراتيجي، الذي يشكل بوابةً للبادية الشامية التي تمتد إلى الحدود الأردنية العراقية، وإلى بادية البوكمال، وريف حمص الشرقي. حيث إن التحكم في ذلك الموقع سيمنح “حزب الله” مدخلًا آمنًا إلى المنطقة الجنوبية ومرتفعات الجولان، فضلًا عن أن سيطرة “حزب الله” على مناطق القلمون والجرود المنتشرة بين سورية ولبنان ستيسّر لهذه المجموعة إحكام قبضتها على ممرات التهريب وإبعاد الجيش اللبناني عنها، وبذلك يتسنى لها الإشراف على شبكات تهريب المخدرات التي يديرها الحزب، وهي تمتد من داخل لبنان إلى مرافئ اللاذقية، خاصة بعد فرض العقوبات الأميركية على إيران، ومحاولات إيران وميليشياتها إيجاد مصادر تمويل جديدة. ومن ناحية أخرى، فإن سيطرة إيران و”حزب الله” على هذه المنطقة الحيوية هي استكمال لمخطط التهجير والتغيير الديموغرافي الساعي لاستكمال الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى لبنان مرورًا بالعراق وسورية.