الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!»

انضموا إلى الحركة العالمية

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!» انتحار الطفل العامل "آرمين" البالغ من العمر 11 عاماً في محافظة كرمانشاه، لفت الأنظار إلی ظاهرة "الأطفال العاملين" المنتشرة علی نطاق واسع في إيران تحت ظل حکم الملالي.

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!»

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!»

 

 

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!» – انتحار الطفل العامل “آرمين” البالغ من العمر 11 عاماً في محافظة كرمانشاه، لفت الأنظار إلی ظاهرة “الأطفال العاملين” المنتشرة علی نطاق واسع في إيران تحت ظل حکم الملالي.

 

حول هذه الحادثة المأساویة ووصف حالة عائلة الطفل “آرمین”، کتبت وكالة “هرانا” للأنباء (7 يونيو 2020) ما یلي:

 

«أب مدمن، أم متوفاة، جوع، عمل الأطفال المستمر، تورط الأطفال في تعاطي المخدرات، خلفیة الانتحار بین الأطفال، بيئة معيشية سيئة، استخدام الأقارب للتسوّل».

 

ووصفت الوکالة الحياة القاسیة التي کان یعیشها الطفل بهذا الشکل:

«كانت شقيقته الصغرى لا تزال في منظمة الرعایة الاجتماعیة (بهزیستی) عندما تم نقل والدتها إلى المستشفى وتوفيت هناك بسبب السرطان. أُعيدت شقيقته إلى المنزل بحجة وفاة والدتها، لکن قبل العيد وبعدما أخذتها جدتها معها للتسول، تم نقلها إلى مراكز الرعاية الاجتماعية عن طریق المنظمة. في الأسبوع الماضي، تشاجر آرمين مع جدته، وتناول علبة أقراص للانتحار حسب ما أفادت شقيقته الصغرى. تمّ نقل آرمين إلى المستشفى، لكن الجهود باءت بالفشل ومات هذا الطفل».

 

«لا توجد ملعقة واحدة في هذا المنزل حتی یکون هناك أمل في الطهي!»

 

ما ذکره عامل اجتماعي حول حياة “آرمين” المرّة، مؤلماً للغایة لدرجة یدفع أي إنسان علی الشعور بالخجل:

«بعض أعضاء الجمعیة (جمعیة إغاثیة معروفة باسم الإمام علي) کانوا یذهبون إلى منزل آرمين لفترة طویلة عقب وفاة والدته، وقالوا بإنه لا توجد في المنزل حتى ملعقة واحدة لتناول الطعام حتی یکون هناك أمل في طهي الطعام».

 

طریقة عیش وموت الطفل العامل “آرمين”، هي في الحقیقة مثال مؤلم على وضع عشرات الآلاف من “الأطفال العاملين” في إیران، الظاهرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة بشکل غير مسبوق في البلاد، وهي بلا شك واحدة من النتائج المباشرة لحكم الملالي الإجرامي والفاسد في وطننا.

 

کورونا وزيادة نسبة “الأطفال العاملين”

أصدرت “منظمة العمل الدولية” و”منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسيف) تقريراً مشتركاً في 12 يونيو 2020 بمناسبة يوم الطفل العالمي، بعنوان “کوفید 19 وعمل الأطفال: وقت الأزمات”، حذرتا فیه من أن تدهور الوضع الاقتصادي جراء تفشّي فیروس کورونا (کوفید 19) في جمیع أنحاء العالم، لم يترك أي مصدر دخل للأسر الفقيرة، ومن المرجح أن يضطر ملايين الأطفال إلى العمل نتيجة لذلك.

 

وبما أن إيران القابعة تحت نیر حکم ولایة الفقیه الإجرامي ومطامعه الشریرة قد تضررت بشدة بفیروس کورونا، فإنها تواجه انتشار ظاهرة “الأطفال العاملين” على نطاق واسع. ولكن نظام الملالي یمنع متعمداً نشر أي إحصاءات حقيقية حول هذه الظاهرة ویقوم بتزویر الأرقام بغیة تصغیر المأساة والتقلیل من أبعادها الکارثیة. ومع ذلك، فإن تلك الإحصاءات المزورة والمصغرة نفسها كفيلة بإظهار عمق هذه المأساة.

 

17.000 طفل عامل في طهران

بحسب وكالة الأنباء الحكومية “إيسنا” (14 يونيو 2020)، ووفقاً لتقديرات بلدية طهران، هناك حوالي 4000 طفل یعمل في جمع القمامة في العاصمة طهران. في حین قدّر موقع “بهار نیوز”(16 يونيو 2020) عدد هؤلاء الأطفال بـ 17000 طفل في مدینة طهران وحدها نقلاً عن مدير مدرسة للأطفال العاملین.

 

في هذا الصدد، یقوم عملاء النظام المحتالين بتصویر هؤلاء الأطفال علی أنهم لاجئین أفغان في تقاریرهم الرسمیة وفي نشرات الأخبار المحلیة من أجل الحدّ من ذنبهم وتغییب دورهم الرئیسي في تشکیل ظاهرة “الأطفال العاملین” وتوسیع نطاقها!

 

لکن في واقع الأمر، هذه لیست سوی خدعة قذرة یتبناها الملالي من أجل تبرئة المؤسسین والمسؤولين الحقيقيین عن هذه المأساة ألا وهم قادة النظام.

 

لکن على الرغم من حیل النظام ومحاولاته الماکرة هذه، من لا يعلم أنه لا يوجد سبب آخر لظاهرة الأطفال العاملين سوى الفقر المدقع؟

 

استغلال البلدیة للأطفال العاملين

يعترف عمیل النظام “محمد رضا جوادي”، نائب عمدة طهران، بزيادة عدد الأطفال العاملين وعدم قدرة النظام على حل هذه المعضلة بالقول:

«إن الإجراءات التي تم اتخاذها علی مرّ السنین لم تكن ناجحة، وزاد یوماً بعد یوم عدد الأطفال العاملين في مجال البسطیة  والتسول، لأن نشاط الأطفال هذا ناجم عن الفقر، والأسر ترسل أطفالها إلی الشوارع للتسول من أجل كسب المال ولقمة العیش».

وحاول هذا العمیل الحکومي الذي يعلم جيداً أن العديد من المقاولين المنتسبين للبلدية يدفعون الأطفال للعمل من أجل استغلالهم ونهب عرق جبینهم، حاول الالتفاف علی الموضوع والتظاهر بحمایة هولاء الأطفال قائلاً:

«أطفال القمامة هم نتاج الاستغلال والإهمال، ويجب ألا نسمح بحدوث هذا الاستغلال للأطفال».

 

لكن تصریحاته اللاحقة أزاحت الستار عن الجريمة وکشفت عن تورط البلدیة في استغلال أولئك الأطفال حیث قال:

«لكل منطقة مقاول، وقد أظهرت الدراسات أن المقاول عادة ما يوکل كل خمسة إلى ستة شوارع إلى مجموعة، وعادة ما يأخذ مليوني و800 ألف تومان ممن یجمعون القمامة ويعطيهم بطاقة، ونحن نخطط لتحسین هذا النظام القائم بين الأطفال العاملين وبین المقاولین».

ما سبب صمت خامنئي؟

یا تری ما هو رد فعل نظام ولایة الفقیه الإجرامي وخامنئي المجرم إزاء هذه الظاهرة الاجتماعية المؤلمة؟

 

ما موقف نظام الملالي، الذي یتشدّق علی مدار الساعة بحمایة المضطهدين ویدعو شعوب المنطقة والعالم كله للدخول في إسلام علی نمط خميني والملالي الظلاميين، من شقاء الأطفال المحرومين في الوطن المنهوب؟

 

وكيف يبرر الثروات الفلکیة التي یستحوذ علیها الملالي وأقاربهم؟

 

في الحقیقة لم یتفوّه خامنئي، زعيم المجرمين وکبیر اللصوص والمسؤول الأول عن الكوارث الاجتماعية، بكلمة واحدة حول هذه الظاهرة المؤسفة، وبدلاً من ذلك اختار الصمت.

 

ألیس من المفروض أن یکون هذا النظام جنة الأرض یتمتّع فیها المظلومون والمستضعفون بالخیرات المجانیة کما وعد خمیني مؤسس النظام؟

 

من الواضح أن صمت خامنئي لا یأتي من فراغ بل له أسبابه ومبرراته. فإذا تحدث الولي الفقیه المجرم عما یقوم به عملاء النظام من اختلاسات وسرقات نجومیة، وإذا أشار إلی حياتهم الأرستقراطیة، صار لزاماً علیه أن يُحاسَب هو علی فساده وسرقاته البالغة 200 مليار دولار فضلاً عن فساد أقاربه وسرقاتهم. لهذا السبب لا یتفوّه ببنت شفة عن الموضوع ولا يتخذ موقفاً بشأن الأطفال العاملین، والاتجار بالأطفال، وبيع أعضاء الجسم وما شابه ذلك من الکوارث.

 

النقطة الحاسمة لمأساة الأطفال العاملين

مجرد إلقاء نظرة على قضايا الفساد في نظام ولایة الفقیه، بما في ذلك قضية الفساد الأخيرة التي تبلغ قيمتها مليار دولار والتي تتعلق بأكبر طبري وشركائه في مجلس القضاء الأعلى، تظهر أن البنیان  مهترئ ومحطّم من أساسه، لذا فإن أي تعدیل جزئي في البنیان لا یغیّر من واقعه شیئاً فحسب بل یعتبر خيانة للشعب وتواطؤ مع اللصوص في نظام الملالي.

 

 لذلك، فإن الطريقة الوحيدة لإنهاء معاناة الشعب الإيراني بما في ذلك ظاهرة “الأطفال العاملين” المؤلمة واللاإنسانية، تتمثل في تدمير بنیان نظام ولایة الفقیه الفاسد والإجرامي من أساسه.

 

نعم، هذا هو الوعد الذي قطعه الشباب ومعاقل الانتفاضة والمقاومة الإيرانیة الباسلة على أنفسهم.

 

 

Verified by MonsterInsights