الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مقاطعة إيران شهر مفعمة بشرارات الانتفاضة

انضموا إلى الحركة العالمية

مقاطعة إيران شهر مفعمة بشرارات الانتفاضة

مقاطعة إيران شهر مفعمة بشرارات الانتفاضة

مقاطعة إيران شهر مفعمة بشرارات الانتفاضة

 

مقاطعة إيران شهر مفعمة بشرارات الانتفاضة – عباس عبدي، أحد الشخصيات الإصلاحية التي تدافع بقوة عن نظام الملالي، له رأي حول الوضع الهش لنظام حكم خامنئي القائم على الكبت والقمع في مقال بعنوان ” السلبية أخطر من الاحتجاج” يبدو أن تحليله أمرًا ملحًا. فمن الواضح أن نشر مثل هذه المقالات في وسائل الإعلام الرسمية التابعة لنظام الحكم يهدف إلى التلاعب بالتعبيرات المحظورة  وتقليص الحساسية من المصطلحات التي يبدد استخدامها في الظروف القمعية عقل صاحبها أو أنه يؤدي على الأقل إلى الاعتقال والسجن الانفرادي والتعذيب والضرب والسب.  ويحمل هذا النوع من المعارضة الوهمية شبه التنويرية الآمنة في طياته إسداء النصحية لنظام الحكم وإظهار الطريق الصحيح للتغلب على المخربين والتكتيكات التي يتبنونها.

 

المجتمع مهيأ للانفجار

وورد في المقال المشار إليه أن عباس عبدي، أشار إلى مقتل جورج فلويد في أمريكا، معبرًا عما يدور في خلده بشكل غير مباشر كما يقول المثل العربي ” إياك أعني واسمعي يا جارة ” موجهًا كلامه للحكام المنتمين إلى ولاية الفقيه داعيًا إياهم إلى أن يتعظوا من هذا الحادث ويعلموا أن المجتمع مهيأ للانفجار وأن أي حادث من شأنه أن يثير شرارة الاحتجاج ضد الولي الفقيه. وبناء عليه، يجب على حكام الملالي أن يكونوا على بينة من مخاطر قدرة المجتمع على الانفجار وأن يتخذوا التدابير اللازمة في هذا الصدد.  وهذه القدرة هي الحالة المتفجرة التي تسعى الحكومة جاهدة بكل الأساليب للحيلولة دون حدوثها. 

 

يرجى إمعان النظر فيما يلي:

“لقد وقعت بعض الأحداث في كرمانشاه، ولاسيما في خوزستان تشير إلى أنهم لا يدركون بشكل صحيح طبيعة القدرة الخطيرة على الانفجار في المجتمع، وأن المديرين الإقليميين قلقون من الأحداث المدوية لهذا الخطر بدلًا من قلقهم بشأن أصله وجذوره”.   (صحيفة “اعتماد”، 13 يونيو 2020)

 

يريد المعارض بلغته الخاصة أن يبلغ خامنئي ونظامه البلطجي بأنهم يتجاهلون جوهر القضية مؤقتًا بالقمع، في حين أنهم يعمقون القضية بدلًا من تسطيحها ويهيئون بأنفسهم المناخ لانفجار المجمع. 

 

الشرارة في مستودع القطن المغمور بالبنزين

ثم كتب هذا العنصر الإصلاحي:

ومن المثير للاهتمام أنهم بما تمليه عليهم طبيعتهم يعتبرون أي حادث عادي سببًا في انتهاك الأمن، لأن مثل هذه القدرة على التعبير عن الاستياء موجودة في المجتمع. ولاشك في أنهم يعتقدون أنهم في المسار الصحيح. مثلما ينتابنا القلق من إلقاء أصغر شرارة في مستودع القطن المغمور بالبنزين وتحرقه. ولكن من ذا الذي يخفى عليه أن الشرارات وما هو أخطر منها سوف يحدث إن عاجلًا أو آجلًا. لذا، يجب تنقية البيئة من القدرة على الاشتعال ونشوب حريق هائل يدمر الأخضر واليابس”.  (المصدر نفسه)

 

إن تشبيه الوضع في إيران بمستودع القطن المغمور بالبنزين هو اعتراف بالوضع الخطير الذي لا يحتاج سوى إلى شرارة واحدة أو شعلة كبريت لينفجر. وينصح عباس عبدي ديكتاتور الملالي بضرورة القضاء على القدرة على اندلاع الحريق في المجتمع بدلًا من مواجهة كل قضية على حده، وضرورة أن يفعل شيئًا للتخلص من الوضع الثوري في المجتمع.  

  

كيف يمكن القضاء على الوضع الثوري في المجتمع الإيراني؟

“يعتقد المديرون الحاليون بضرورة أن يستسلم لهم المواطنون بأي ثمن وأن يرضوا بما يقدمونه لهم، ويرون أن أي اتجاه غير ذلك يعتبر انتهاكًا للقانون. والجدير بالذكر أن هذه النظرة لتحقيق الأمن هي واحدة من أكثر وجهات النظر المضرة بالأمن. إنها لخدعة مبتذله أن نعتبر أنفسنا مركز الحقيقة ونعتبر  الآخرين مدفوعين من الأجانب. فالأمن الحقيقي يكمن في الاعتراف رسميًا بالحق في  الاحتجاج والمطالبة والانتقاد”. (المصدر نفسه)

 

لا تدع الاحتجاجات تتجه نحو مبدأ الولي الفقيه

حتى الآن، تدور نصيحة عباس عبدي لنظام الحكم حول أنهم يكبتون صوت المعارضين ولا يسمحون لهم بالتعبير عن رأيهم، ويقمعون أي احتجاج صغير بحجة التشكيك في مبدأ الولي الفقيه، كما يشكون في ظلهم في ظل الاضطهاد الذي صنعوه بأنفسهم، فهم بذلك يمهدون المناخ للانفجار الاجتماعي بأيديهم.  إن ما يفعله نظام الملالي يدفع الناس إلى التفكير في الإطاحة بمبدأ الولي الفقيه وينضمون إلى قوة التخريب، فعلى الأقل اسمحوا لهم بالتنفس ليعرضوا مطالبهم للتنفيس عن أنفسهم ويزول خطر الإطاحة بالنظام. 

 

وفي مقابلة حول انتفاضة يناير 2018 منذ 3 سنوات عبر عباس عبدي عن رأيه بوضوح في حق الشعب في الاحتجاج.

 

“يجب إجبار نظام الحكم على الاعتراف رسميًا بالاحتجاجات ؛ ليس فقط لأن الناس يحتجون للتنفيس عن غضبهم. بل لأنه يجب الاعتراف رسميًا بالاحتجاج، ويجب تبني بعض أساليب للحكم تلقى ترحيبًا من الناس حتى تقلل من احتجاجاتهم. ولكن في حالة عدم الاعتراف بالاحتجاج رسميًا، سوف يستمر  الحكام  في تبني نفس الأساليب الحالية ولن يتم إصلاح أي شيء”. (زيتون، 6 يناير 2018)

 

وبناءً عليه، فإن ما يقصده عباس عبدي من وراء الاعتراف بالحق في الاحتجاج هو قتل هذا الحق وتنفيس الشعب عن غضبه. وهذه هي السياسة الإصلاحية التي يسعى إليها، وما هي سوى تبييض وجه القمع المكشوف للجميع وتنميقه بهدف إطالة عمر الديكتاتور الفاشي.

 

حالات الانتحار الخطيرة ورسالتها

وفي جزء آخر من المقال أقبل عباس عبدي على تحليل حالات الانتحار واعتبرها أكثر خطورة على النظام من الاحتجاجات، قائلًا:

“يجب علينا أن نتضرع لله أن يحتج المواطنون في حالة استيائهم من نظام الحكم لا أن ينتحروا حرقًا أو يشنقوا أنفسهم، فالاحتجاج أفضل للنظام، وهذه السلبية أسوأ من الاحتجاج، حيث أن الاحتجاج دليل على أن المجتمع على قيد الحياة، حتى لو كان احتجاجهم في غير محله. لكن الانتحار حرقًا أو الانتحار بأي شكل آخر من الأشكال دليل على الإخفاق الكامل وخيبة الأمل التي انتابت أبناء الوطن، وعواقب هذا السلوك أكثر خطورة على نظام الحكم الفاشي”.   (صحيفة “اعتماد”،  13 يونيو 2020)

 

الإطاحة هي الحل الوحيد والرغبة الوحيدة والعامل المشترك الوحيد 

 

ويمكن أن نستنتج مما سبق ذكره ما يلي:

– إن المدن الإيرانية تعيش وضعًا متفجرًا، وضعٌ يشبه مستودعًا مليئًا بالقطن المغمور بالبنزين وتكفي شرارة واحدة فقط لتفجيره. وقد تشتعل هذه الشرارة في أي لحظة.  

 

– إن الوضع في إيران على حافة الخطر لدرجة أنه حتى وفاة امرأة بريئة مثل آسية بناهي بسبب اقتحام جرافة مسؤولي البلدية المجرمين لمنزلها، أو مشاهدة عامل يشنق نفسه بسبب شدة الفقر، ونشر هذه الحوادث المؤلمة في الفضاء الإلكتروني؛  من الممكن أن يسبب هذا الانفجار.

 

– إن لجوء نظام الحكم الفاشي إلى القمع لن يؤدي سوى إلى تصعيد جوهر قضية الانتفاضة والإطاحة بيديه. والقمع ليس هو الحل الوحيد فحسب، بل يؤدي إلى الراديكالية الاجتماعية، مما يحول الاتجاه نحو الإطاحة إلى طلب عام. وهي القضية التي من المؤكد أن خامنئي ونظامه الفاشي لا يستطيعون تجاهلها.

 

وخلاصة القول، على الرغم من جهود المجملين لوجه الديكتاتور وعناصر نظام الملالي المتحيزة بقوة لنظام ولاية الفقيه للحفاظ على مبدأ الولي الفقيه، إلا أن الشعب الإيراني المجيد وجد طريقه مؤخرًا متمثلًا في:  

  

إنكار نظام ولاية الفقيه برمته والإطاحة به.

وهذا هو الحل الوحيد والرغبة الوحيدة والعامل المشترك الوحيد.   

 

 

Verified by MonsterInsights