الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

لماذا يسعى نظام الملالي إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إيران؟

انضموا إلى الحركة العالمية

لماذا يسعى نظام الملالي إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إيران

لماذا يسعى نظام الملالي إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إيران؟

لماذا يسعى نظام الملالي إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إيران؟ حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إيران: نسمع هذه الأيام مرة أخرى التمتمة حول قيام الحكومة الإيرانية بحجب شبكات التواصل الاجتماعي التي بدأت منذ تولي مجلس شورى الملالي الجديد أعماله؛ على لسان قادة وعناصر نظام الملالي المرتبكين. فما هو السبب الرئيسي وراء خوف نظام الملالي من وسائل التواصل الاجتماعي ولجوءه إلى حجبها؟

يجب أن نذكر خلاصة القول أولًا، ألا وهي أن الخوف من الإطاحة بنظام الملالي وقيام الإيرانيين بالإعداد لها والمضي قدمًا في هذا الطريق من خلال شبكات التواصل الاجتماعي هو السبب الرئيسي وراء صيحات نظام الملالي المتكررة وتذمره من هذه الشبكات وسعيه إلى تصفيتها.

المشكلة الأمنية التي تسببها وسائل التواصل الاجتماعي لنظام الملالي

والجدير بالذكر أن صغار وكبار مسؤولي نظام الملالي قد استشهدوا بهذا الخوف مرارًا وتكرارًا على سبيل المثال. وآخر مثال على ذلك، هو ما ورد في تصريحات أبو الحسن فيروزآبادي، رئيس “المركز الوطني للفضاء الإلكتروني”، حيث ذُكر في 6 سبتمبر 2020 أنه أعلن في هذا اليوم عن أنه سيتم تصفية المنصات في الفضاء الإلكتروني ما لم تتوافق مع الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية، ولم تلتزم بالقوانين الإيرانية أو في حالة التسبب في حدوث قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية وأمنية لنظام الملالي”.

والسر في هذا الصدد ليس خافيًا، حيث يتضح جوهر القضية كالشمس، بيد أن فيروزآبادي يفضل طرح “القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية” في البداية، لكنه يستشهد في النهاية بالألم الرئيسي، ألا وهو المشكلة الأمنية التي تسببها شبكات التواصل الاجتماعي لنظام الملالي.

وحول السبب في حجب تويتر، قال فيروزآبادي: “إن تويتر كان له دور واضح في أحداث 2009”. واستطرد قائلًا: “كان التصدي لشبكة تلغرام أمرًا طبيعيًا”. وهذه إشارة من فيروزآبادي إلى عدم تعاون شبكة تلغرام للتجسس على المواطنين الإيرانيين وتقديم المعلومات الخاصة بالمستخدمين لقوات الأمن وانتشار خوادم هذه الشبكة داخل إيران.

تحالف جميع فصائل نظام الملالي حول حجب شبكات التواصل الاجتماعي

هذا ويسلط فيروز آبادي الضوء أيضًا على تحالف جميع فصائل نظام الملالي حول حجب شبكات التواصل الاجتماعي، قائلًا: “انعقدت الدورة الأولى للمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في شهر مارس 2012 تلبية لأمر خامنئي، وتم تخصيص معظم جلساتها في الحكومة العاشرة لاعتماد اللوائح والأنظمة الأساسية وتوصيف المهام الوظيفية، والمبادئ الأساسية لعمل المجلس وتصميم هيكل المركز الوطني للفضاء الإلكتروني. والجدير بالذكر أن العمل الأساسي للمجلس في حكومة روحاني قد بدأ. ووفقًا لتأكيدات خامنئي، جرت المناقشات الأولى حول الشبكة الوطنية للمعلومات والإنترنت النظيف على ما يرام”.

نظام الملالي يتخذ من الصين مثالًا يحتذى به في حجب شبكات التواصل الاجتماعي

إن نظام الملالي يعتبر الصين علانية أنها قدوته في حجب شبكات التواصل الاجتماعي، كما أن فيروزآبادي يؤكد بوضوح في كلمته التي أدلى بها في التلفزيون في 6 سبتمبر 2020 على أن الصين نجحت في فرض الرقابة على هذه الشبكات وحجبها من خلال محاكاة التطبيقات.

وعلى الرغم من أن النظام كان خائفًا من هذا الخطر لسنوات عديدة وقرر تقييد قدرة الإيرانيين على تبادل المعلومات بحرية، بيد أن تحقق مثل هذا الأمر لم يكن ممكنًا من الناحية الفنية والمهنية على الإطلاق.

وفي الآونة الأخيرة، صرح صالح جوكار، عضو مجلس شورى الملالي بأنه تم وضع فقرة شرطية حول قضية الإنترنت الوطني في بروتوكول وثيقة التعاون ذات الـ 25 عامًا بين إيران والصين تحت عنوان التعاون بين البلدين من أجل تطوير الفضاء الإلكتروني”.

مجلس شورى الملالي يسعى لدفع خطة تصفية شبكات التواصل الاجتكاعي

وعلى الرغم من أن عناصر نظام الملالي المرتبكة يكررون التمتمة حول تصفية شبكات التواصل الاجتماعي ويؤكدون على ضرورة ذلك، لكن يبدو أنه قد تم في الأشهر القليلة الماضية إحالة هذا الأمر البالغ الأهمية لنظام الملالي إلى مجلس شورى الملالي الموحد المنتمي إلى خامنئي.

وتجدر الإشارة إلى أنه بعد تولي مجلس شورى الملالي الجديد السلطة مباشرة، كانت خطة حجب شبكات التواصل الاجتماعي من بين الإجراءات المدرجة على جدول أعماله.

هذا وأعلن أعضاء مجلس شورى الملالي مرارًا وتكرارًا عن هذا الموضوع. وكانت آخر مرة في 24 أغسطس 2020، عندما قدم 40 عضوًا في المجلس المذكور خطة لتنظيم مبلغي الرسائل الاجتماعية لمجلس رئاسة مجلس شورى الملالي.

ولم يكتف أعضاء مجلس شورى الملالي بذلك، ويطالبون بالحكم على من يقومون بتقديم خدمة تبليغ الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي بدون تصريح أو من يبادرون باستنساخ معلومات الأمان وبروتوكولات التوجيه للاحتفاظ بأمان المعلومات المنقولة عبر الشبكة العامة (VPN) وتوزيعها وتصفيتها؛ بدفع غرامات مالية أو بالسجن.

وبطيبعة الحال، بالإضافة إلى مجلس شورى الملالي، دائمًا ما يبدي عناصر خامنئي الآخرون قلقهم وخوفهم من شبكات التواصل الاجتماعي وما ينتج عنها من مخاطر على نظام الملالي.

فعلى سبيل المثال، أعلن أحمد خاتمي، العنصر الخنوح لخامنئي في 28 أغسطس 2020 صراحةً عن ضرورة التذكير بدور الفضاء الإلكتروني في عام 2017، وشبّه الفضاء الإلكتروني بـ “الكلب المسعور” وأضاف “أنه أسوأ من الكلب المسعور أيضًا”.

وتعد هذه التصريحات في حد ذاتها مظهر من مظاهر خوف نظام الملالي اللامحدود من شبكات التواصل الاجتماعي. بيد أن ممثلي خامنئي تزامنًا مع خطبة خاتمي يوم الجمعة؛ أعربوا في ترنيمة منسقة خلال صلاة الجمعة الحكومية عن قلق نظام الملالي في هذا الصدد. 

إن جوهر القضية واضح تمامًا، فالقضية ليست الإنترنت الوطني، بل هي الخوف من شبكات التواصل الاجتماعي غير الخاضعة للسيطرة والرقابة والتي يمكن للإيرانيين من خلالها الإدلاء بدلوهم حول الإطاحة بنظام الملالي والمبادرة بالتخطيط والتنظيم والدعاية ضد هذا النظام الفاشي. ومن المؤكد أن فشل نظام الملالي في مجال تصفية شبكات التواصل الاجتماعي أمر حتمي لا مفر منه.

Verified by MonsterInsights