تقرير عن شحّ الخبز في إيران -أخذت أزمة “نقص الخبز” تعمّ جميع أنحاء البلاد ببطء، وتؤثر علی کافة المناحي؛ المخابز تمرّ بأزمة ضیاع وإغلاق، الناس ينتظرون في طوابیر طویلة للحصول على بضعة أرغفة من الخبز، والمسؤولون لا یفعلون شیئاً إزاء ذلك سوی الثرثرة، في مشهد مؤسف تبدو فیه الحکومة الطرف الأکثر عجزاً وضیاعاً.
فهي عاجزة عن اتخاذ القرارات اللازمة کعجزها في إحداث تغییر ناجع یغیر من الوضع المأساوي الراهن، في حین أنها تسمي نفسها بحکومة “التدبیر والأمل”!
زیادة سعر خمیرة العجینة ضعفین وزيادة أسعار الشحن بنسبة 50٪، وضعت الخبازين تحت ضغط شامل. في هذا الصدد، قال بيجن نوروز مقدم، رئيس اتحاد الخبازين التقليديين: «کاتبنا جميع المسؤولين المعنيين بشأن زيادة سعر الخبز حتى تتحدد مهمة الخبازين، لكننا ما زلنا ضائعین».
تقرير عن شحّ الخبز في إيران:تقارير الناس
في مدينتنا سنندج، كان هناك شخص يشحن الشاحنة سراً من الخبز لبيعه في السوق الحرة! والدي، وهو خباز، يحتج ويقول له إن الناس ليس عندهم خبز فلماذا تسرق حق الناس؟
يهاجم الرجل والدي ويكسر هاتفه، ويقول: «أنا رجل مخابرات وبإمکاني فعل ذلك، وألعن والدك»!
منذ أكثر من أسبوع وتوفیر الخبز في مدینة سقز في محافظة كردستان بات صعباً. نظراً لنقص الدقيق، ینفد خبز المخابز عند الساعة العاشرة صباحاً ولا یتم بیع أكثر من 20 رغيفاً لکل شخص.
أحد سكان حي باروق مياندوآب:
ليس عندنا خبز ولا مخبز!
ليس لدينا دقيق لعجن الخبز.
يقول الناس:
الخبازون على حق وصادقون! ارتفع سعر کل شيء باستثناء أجور الخبازين.
تعطلت بعض المخابز ولم تعد تبیع الخبز. کان الخبازون یوفرون جزءاً من الدقيق من السوق، لکن نظراً لارتفاع تكلفته، فإن شرائه من السوق المفتوحة ليس اقتصادياً بالنسبة لهم.
وفي غضون ذلك، يدعي الرئيس التنفيذي لشركة التجارة الحكومية الإيرانية بأنه: ليس لدينا مشكلة في توفیر الدقيق والخبز، کما أن كمية الاحتياطيات الاستراتيجية في البلاد ممتازة أيضاً!
تقرير عن شحّ الخبز في إيران:تهريب الخبز في كردستان!
رئيس دائرة الصناعة والتعدين والتجارة في سقز: في سیاق تنفيذ القرارات المتعلقة بالمحافظات المرتکزة علی حظر تهریب الخبز من كردستان، أوقفت سيارة في سقز تحمل ألف رغيف خبز كان من المقرر نقله من مدينة بانه إلى المدن المجاورة.
وبسبب نقص الخبز في المدن المجاورة لإقليم كردستان منذ عدة أيام، يقوم عدد من الانتهازیین في هذا المجال ببيع الخبز والدقيق بشكل غير قانوني.
انتشرت أزمة الخبز، التي بدأت في أورمية وتبريز، إلى مدن أخرى، وتفشی وباء الجوع بین الناس إلى جانب تفشي وباء كورونا.
بما أن الحكومة تقول ليس لدينا نقص في الدقيق وإننا نملك ما یکفي من الاحتياطات الاستراتيجية ومع افتراض أنها صادقة في ادعائها، ينبغي إذا البحث في هذه الأزمة باعتبارها ناجمة عن سعي الحكومة لجني الأرباح من نهب الخبز والدقیق.
جذور الأزمة في النهب الحكومي
انخفاض نسبة الخبازين من الطحین يجبر هؤلاء الکسبة الفقراء على تعویض جزء من حاجتهم إلی الطحین من السوق. لکن هذا خارج عن استطاعة الخبازين الذین لا یملکون ثمنه الباهظ.
من ناحية أخرى ومع ارتفاع سعر الخمیرة وسعر الشحن والنقل، لم يعد بإمكان الخبازين بيع الخبز بنفس السعر السابق. وبدل أن تدفع الحكومة الفارق الحاصل في التکالیف وتتحمل تكلفة أجور عمال المخابز، تتوقع أن يدفع الناس كل هذه التكاليف.
وقد أدى ذلك إلى خلق أزمة أخذت تمتد إلى جميع المدن ولا يبدو أن الحکومة عازمة علی حل هذه المشكلة.