الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

ظاهرة الانتحار بين الصبيان الإيرانيين

انضموا إلى الحركة العالمية

ظاهرة الانتحار بين الصبيان الإيرانيين

ظاهرة الانتحار بين الصبيان الإيرانيين

ظاهرة الانتحار بين الصبيان الإيرانيين-إن أخبار الانتحار بين الأطفال والصبيان في إيران تتجه نحو أن تكون طبيعية بقدر الأخبار المتعلقة بوفيات وباء كورونا.

وأعلنت هيئة الطب الشرعي الإيرانية أن الأطفال والصبيان يمثلون 7 في المائة من حالات الانتحار في البلاد.

إحصاءات بحالات الانتحار في إيران

لندن – يُعرف الانتحار بأنه ظاهرة متنامية في إيران. وتفيد الإحصاءات أن ما يربو عن 15 شخصًا في إيران يقبلون على الانتحار يوميًا.

وتتراوح أعمار معظم من يقبلون على الانتحار ما بين 15 إلى 35 سنة. ويفيد تقرير وزارة الصحة، في عام 2018، أن 100,000 شخص في إيران أقدموا على الانتحار.

وفي المتوسط ​​، أقبل على الانتحار 125 فردًا من كل 10,000 إيراني. ومن بين هذا العدد، فقد 6 أشخاص حياتهم. وبالمقارنة، نجد في أمريكا أن 16 شخصًا من كل 100,000 شخص أقدموا على الانتحار في عام 2016؛ فقدوا حياتهم.

معدل حالات الانتحار يساوي عدد وفيات وباء كورونا

بيد أن الأخبار المتعلقة بحالات الانتحار بين الأطفال والصبيان في إيران في الوقت الراهن شائعة بقدر شيوع الأخبار المتعلقة بحالات الوفيات بوباء كورونا. ولكن ما السبب في ذلك؟ ولماذا نشهد تصعيدًا في هذه الأوضاع المروعة؟. الجدير بالذكر أن المشاكل الاقتصادية والأمراض النفسية والقضايا السياسية والضغوط الاجتماعية من الأسباب الرئيسية للانتحار في إيران.

أمثلة شائعة للانتحار في الأشهر الأخيرة

في 14 أكتوبر 2020، فُوجئ الجميع بانتحار صبيٍ يبلغ من العمر 16 عامًا في بارس آباد مغان بمحافظة أردبيل، الواقعة في الشمال الغربي من إيران.

ويفيد تقرير وكالة “العمال الإيرانيين” للأنباء، أن هذا الصبي انتحر ببندقية صيد وفارق الحياة.

والحقيقة هي أنه لم يُعلن حتى الآن عن هوية هذا الصبي والأسباب التي دفعته إلى الانتحار. بيد أنه مهما كان السبب، فإنه من المرجح بشكل كبير أن يكون السبب مرتبط بالفقر والاضطهاد. حيث أن الفقر يمسك بتلابيب أبناء الوطن والشباب ويطوق أعناقهم بسبب الفساد المؤسسي المتفشي في نظام الملالي.

وقبل يومين من حالة الانتحار المشار إليها، ملأ خبر وفاة طفلين قاصرين صفحات شبكة الإنترنت وصدم الكثيرين.

ففي 12 أكتوبر انتحر طفل يبلغ من العمر 10 سنوات كان يعيش في إحدى قرى محافظة إيلام الواقعة غرب إيران؛ بسبب الفقر والمشاكل الأسرية. وفي نفس اليوم، انتحرت فتاة شنقًا تبلغ من العمر 10 سنوات تدعى مبينا، كانت تعيش في أحد أحياء منطقة أمين آباد بطهران، وفارقت الحياة.

وفي اليوم السابق لهذه الحادثة، وتحديدًا في 11 أكتوبر، تصدر عناوين الأخبار خبر انتحار تلميذ يبلغ من العمر 11 سنة يقطن في مدينة دير.

هذا وانتحر الطالب محمد موسوي زاده شنقًا، وهو من سكان مدينة دير الواقعة جنوب محافظة بوشهر؛ بسبب فقر الأسرة، حيث أن والديه لم يكن بمقدورهما شراء هاتف ذكي حتى يتسنى له مواصلة دراسته عبر الإنترنت.

وتجدر الإشارة إلى أن حالات الانتحار بين الأطفال والصبيان تمثل 7 في المائة من إجمالي حالات الانتحار في إيران.

وأعلنت هيئة الطب الشرعي في البلاد أن حالات الانتحار بين الأطفال والصبيان تمثل 7 في المائة من إجمالي حالات الانتحار في إيران. بيد أنه يجب علينا أن نلقي نظرة أكثر شمولية على ظاهرة الانتحار في إيران قبل دراسة معدل حالات الانتحار بين الأطفال.

أكاذيب روحاني حول الإحصاءات المقدمة

إن حسن روحاني، الذي اقيمت حكومته على الأكاذيب والنفاق على مدى 7 سنوات؛ زوَّر جميع الإحصاءات الاقتصادية والتجارية للبلاد، ويسعى لتقديم صورة إيجابية عن أداء الحكومة بتقديم حفنة من الأكاذيب والإحصاءات المفبركة.

وبناءً عليه، من غير الممكن الاعتماد على أي من الإحصاءات التي تعلن عنها حكومته. ومن بينها الإحصاءات المتعلقة بحالات الانتحار في إيران. وأهم إحصاءاته المزيفة الكاذبة تتعلق بقضية عدد وفيات فيروس كورونا. وهي إحصائيةٌ شكك فيها مسؤولي حكومته في وزارة الصحة. 

فعلى سبيل المثال، قال مساعد وزير الصحة والتعليم الطبي، إيرج حريرجي في التلفزيون الرسمي للبلاد إن عدد الوفيات بوباء كورونا يبلغ ضعف العدد المعلن عنه بمقدار مرتين.

ظاهرة الانتحار بين الصبيان الإيرانيين في المناطق الفقيرة

وتجدر الإشارة إلى أن حالات الانتحار المسجلة في إيران تتعلق في الغالب بالمناطق الفقيرة في البلاد. مما يدل على أن السبب في حالات الانتحار هو الفقر والاضطهاد المفرط الذي يعاني منه أبناء الوطن الأمرين، ولاسيما النساء.

ومن بين هذه المناطق الفقيرة المضطهدة ؛ المناطق الغربية من البلاد مثل همدان وكرمانشاه وكردستان ولرستان وكهكيلويه وبوير أحمد. وتأتي بعدها في الترتيب الثاني من حيث ارتفاع معدل حالات الانتحار، بعض المحافظات، مثل كيلان ومازندران وأذربيجان الشرقية وخوزستان وأردبيل وقزوين وبوشهر.

والحقيقة هي أن تفشي حالات الانتحار بين الأطفال والصبيان الشائع هذه الأيام يجعل الأذهان تتساءل عما حدث في حياة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 11 عامًا ودفعهم إلى التفكير في ظاهرة الانتحار، ثم يقدمون على تنفيذها. السبب في ذلك هو أن الطفل والصبي في هذا السن لم يذق طعم الحياة بشكل كامل بعد. والحقيقة هي أن إقدامهم على الانتحار دليل على وضعهم المتردي وظروف معيشتهم المروعة.

الدستور ينص على مجانية التعليم

على الرغم من أن دستور نظام الملالي ينص على أن الحكومة مكلفة بتوفير التعليم المجاني للجميع حتى نهاية المرحلة الثانوية، بيد أن المسؤولين في الحكومة خصصوا المدارس والجامعات لأبنائهم فقط. والحقيقة المرة المثيرة للدهشة وتشعرنا بأننا نعيش في عالم الغابة هي أن ميزانية الطالب الواحد من أبناء الملالي تعادل تقريبًا الميزانية المخصصة لـ 2000 طالب من الطلبة العاديين. هذا فضلًا عن أنهم يوفرون جميع الوسائل التعليمية اللازمة لمدارس الملالي، في حين أن الغالبية العظمى من الطلبة الإيرانيين محرومون من الاحتياجات الأساسية والعديد منهم غير قادرين على مواصلة الدراسة بسبب الفقر.

وهذا هو السبب الرئيسي في أن نسمع أخبارًا مؤلمةً تمزق القلوب عن انتحار الأطفال الفقراء. وحريٌ بنا أن نعزو الفقر إلى الاختلاسات الضخمة التي يرتكبها عدد قليل من الملالي الحاكمين في البلاد، ويمتصون دماء الغالبية العظمى من أبناء وطننا العزيز، إيران.