الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران، المعیشة، تشقّ النساء العتالات الطرق الجبلیة القاسیة بأجساد وقلوب مکلومة

انضموا إلى الحركة العالمية

تشقّ النساء العتالات الطرق الجبلیة القاسیة بأجساد وقلوب مکلومة

إيران، المعیشة، تشقّ النساء العتالات الطرق الجبلیة القاسیة بأجساد وقلوب مکلومة

إيران ،المعیشة، تشقّ النساء العتالات الطرق الجبلیة القاسیة بأجساد وقلوب مکلومة- لا يكسب العاملون في مجال العتالة أجورهم المتدنیة حتى تصل الحمولة إلى الجانب الآخر من الحدود ويستلمها من طلبها.

کما أن  الأمر لا یقف عند تعرض العتالین إلی خطر الموت برصاص الأمن ووحدات الحرس المنتشرة في الحدود، بل یتجاوز ذلك إلی صعوبة اجتیاز الممرات الجبلیة الوعرة بحمولة یتراوح وزنها بین 50 و100 کغم.

الفقر سبب وجیه للعتالة

الفقر والبطالة وانعدام الرؤية للمستقبل وجوع الأطفال وجرح أجساد الأزواج إلخ، أسباب تبرر اللجوء إلی عمل العتالة الشاق.

أولئك الذین یقبعون في فقر مدقع في ظل الفاشية الدینیة الحاكمة في إیران، قد تحولت أجسادهم إلی مرکبٍ من أجل كسب القلیل من المال. هم يحملون بضائع ثقیلة علی ظهورهم أملاً في درء الجوع عن بطون أطفالهم.

يبدو الأمر كما لو أنهم یحفرون مرارة لحظاتهم على صخور الجبال بدمائهم وأجسادهم وذاکرتهم.

قد يُعتقد أن الرجال هم فقط من يقاسون ألم العتالة ویتحملون مشآقها. لکن الأمر لیس کذلك، فالنساء المعیلات لأسرهن أيضاً یلجأن إلی العتالة بالخفاء!

زوجة كاك حيدر مثلاً لجأت إلی العتالة لكنها سقطت في المنحدرات وباتت مقعدة بعد أن تزحزحت فقرات عمودها الفقري. زوجها أیضاً تعرض لإطلاق نار من قبل حرس الحدود وفقد ساقه في وقت سابق.

قراءة المزيد

اليوم العالمي لحقوق الإنسان ودماء نويد أفكاري وزانيار ولقمان مرادي

العمر المفيد للعتالة هو سنتان فقط

الحياة اليومية للعتالین تعني أن یقصد الناس الجبال لحمل بضائع ثقیلة علی ظهورهم تصلهم عبر الحدود، ویرجعون عائدین إلی إیران محملین بتلك الحمولات الثقیلة وهم يجتازون الطرق الجبلیة الوعرة والعواصف الثلجیة.

وفي حال حالفهم الحظ ولم يقتلوا برصاص دوریات الأمن ووحدات الحرس ولم یصابوا بإعاقات وعاهات مستدیمة، ولم یسقطوا في المنحدرات ولم یضلوا الطریق ولم یتجمدوا بالطقس القارس، فإنهم بالعادة لن یتمکنوا من مزاولة العتالة لأکثر من عامین، لأن أجساد أقوى العتالین تتحلل وتتضرر ركبهم وأعمدتهم الفقرية بعد عامين من مزاولة هذا العمل الشاق.

عادة ما تتراوح أعمار العتالین الرجال بین 12 و70 عاماً. ویتقاضون أجراً زهیداً مقابل عملهم الشاق يعتمد على صعوبة الطريق وحساسية الحمل یتراوح بين 7 و20 ألف تومان لكل حمولة. في حين أن دخل النساء العتالات وما یعترضهن من صعوبات یختلف عن الرجال.

عتالة النساء عار علی الأسر!

تقول النساء أن حوالي 12000 رجل يسيرون في هذا الطريق كل يوم، ویقطعون مسافة تستغرق بين 8 و12 ساعة. لكن لا توجد إحصاءات عن النساء العتالات.

تروي “کلاره” -اسم مستعار لامرأة عتالة في “أورامان”- جانباً آخر من حياة النساء العتالات، حیث تقول:

“تعمل العديد من النساء في العتالة. لا یتمتع عمل العتالة بسمعة طيبة في هذه المنطقة. لكن ماذا علينا أن نفعل؟ ماذا يجب أن تفعل المرأة التي یعمل زوجها وأطفالها في العتالة ثم یصبحون معاقین أو یموتون؟ كيف تكسب لقمة العيش؟ لا بد أن تعمل في العتالة ولا تخبر أحداً بشيء.

بکل الأحوال، من المزعج إخبار طفل في هذه البيئة الصغيرة، بأن والدته تعمل في العتالة.

عادة ما تتنکر النساء العتالات في المنطقة بزي الرجال الأکراد.

وجوههن لا تختلف كثيراً عن وجوه الرجال جراء شدة العمل الشاق. هن لا یردّن حتی لو تعرضن للسبّ کي لا يعرف أحد بأنهن نساء”.

العتالة عمل عائلي

في رواياتها، تشير کلاره إلى امرأة اتجهت إلی العتالة بعد أن تعرض زوجها لإطلاق النار وفقد ساقه وأصبح مقعداً. الآن علی هذه المرأة أن تحمل الأعباء علی عاتقها من أجل إطعام أطفالها؛ عبء الحياة الشاقة وعبء الحمولة في المرتفعات الخطرة.

اقراء ایضا

إيران.. عصابات المافيا والنهب علی صعید استيراد الجادر (الشادور) الأسود

تقول کلاره: “عندما يعمل أحد أفراد الأسرة في العتالة، يواصل الآخرون عمله، بما یشبه عمل عائلي.

باختلاف أن المرأة تحمل وزناً أقل نظراً إلی بنیتها الجسدیة الضعیفة، وبطبيعة الحال تحصل علی أجر أقل”.

تحمل النساء بضائع أثقل کونهن نساء

في الواقع، تعاني النساء العتالات أكثر. في المتوسط​​، إذا كان بإمكان كل رجل حمل 50 كغم من البضائع، فإن الحمولة الممنوحة للمرأة عادة ما تزن بين 15 و20 كغم. أي أنهن يخاطرن بحياتهن في حمل هذه الأحمال ليحصلن في النهاية على 150 إلى 200 ألف تومان يومياً. معظم النساء اللائي يعملن في العتالة فقدن أزواجهن أو أصیبوا بإعاقة. كثير من هؤلاء العتالات متعلمات.

يعمل عامة العتالین بشکل متوسط ​​مرة واحدة في الأسبوع.  ویستخدمون المسکنات والمهدئات لتحمّل الآلام الناجمة عن صعوبة الطرق الجبلیة الوعرة.

يحمل مئات الرجال والنساء الأحمال كل يوم عند سفح الجبال المختلفة. الأحمال التي من شأنها أن تذكرهم بآلاف القصص غير المروية. لا یعترف النظام الإيراني بالعتالة کمهنة، حیث یتم اعتقال الآلاف من العتالین شهریاً علی ید السلطات الإیرانیة بتهمة التهریب دون أن یشملهم نظام التأمين، بینما یحملون عبء الحياة على عواتقهم، العبء الثقیل الذي یصبح أثقل بکثیر بالنسبة للنساء العتالات.

Verified by MonsterInsights