الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وسط انتشار سلالة متحورة لكوفيد19

انضموا إلى الحركة العالمية

النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وسط انتشار سلالة متحورة لكوفيد19

النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وسط انتشار سلالة متحورة لكوفيد19

النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وسط انتشار سلالة متحورة لكوفيد19اجتاحت السلالة المتحوّرة لفيروس كورونا الجديد جميع أنحاء إيران. والآن هناك حديث عن أن فيروس كورونا الهندي المتحوّر، الأكثر خطورة من الأنواع السابقة، قد دخل إلى البلاد.

إن فيروس كوفيد19 أصبح منتشرًا للغاية لدرجة أن مستشفيات البلاد وأطباءها يحذرون من أن الوضع خطير للغاية، وأن النظام الصحي والمستشفيات في البلاد ليس لديها القدرة على استقبال مزيد من المرضى.

قال رئيس النظام “حسن روحاني” في الرابع والعشرين من إبريل: “نواجه اليوم خطرًا جديدًا، وهو الفيروس الهندي، الذي يُعد أسوأ من السلالات البريطانية والبرازيلية والإفريقية. لو دخل الفيروس البلاد مجددا، سنواجه مشكلة كبيرة”.

المفارقة أن روحاني كان قد قلل في الماضي من انتشار كوفيد19 زاعمًا أن الوضع ليس سيئا للغاية. لكن في العشرين من إبريل، أقرّ روحاني بأن “الإحصائيات مقلقة. ولن نتخلص من ذروة الفيروس بسهولة”.

ولإبعاد المسؤولية عن نفسه، حمّل روحاني الشعب مسؤولية الوضع وهدد بفرض إجراءات قمعية ضدهم، مهددا بالقول: “ستشدد قوات الأمن الحكومية وقوات إنفاذ القانون من قبضتها في المكاتب”.

هذا يعني أنه بالإضافة إلى السياسات القمعية الحالية، سيواصل النظام تصعيد قمعه بحجة السيطرة على انتشار كوفيد19.

من المهم التذكير أن هذا الوضع وصل هذه المرحلة بسبب سياسة الحكومة المتمثلة في ترك الفيروس ينتشر وسط السكان كحاجز لمنع الاحتجاجات.

النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وفرض الولي الفقيه للنظام علي خامنئي حظرًا على شراء لقاحات مضادة لفيروس كوفيد19 وافقت عليها منظمة الصحة العالمية في مطلع هذا العام. كما تبنت حكومة روحاني سياسة استيراد كميات قليلة للغاية من اللقاحات من الصين وروسيا والهند، ما تسبب في الوضع الكارثي الحالي.

في ظل هذا الوضع، يزداد عدد المرضى يوما بعد يوم.

وفيما يتعلق بتفشي كوفيد19 و النظام الإيراني يتخلى عن الشعب وزيادة حصيلة الوفيات في طهران، نقلت صحيفة “ستاره صبح” الحكومية اليومية عن مدير مستشفى الخميني في السادس والعشرين من إبريل قوله “لو جاء مريض بكوفيد19 إلى المستشفى قبل بضعة أشهر، لكنا عالجناه… لكن الآن، وبسبب العدد المرتفع للحالات ونقص الأسرّة، سيتعرض نفس المريض للموت. نتوقع ارتفاع عدد وفيات كوفيد19 في الأيام القليلة المقبلة. نحن نشهد زيادة في أعداد الوفيات في جميع محافظات البلاد”.

وفيما يتعلق بزيادة أعداد المرضى ومحدودية البنية التحتية الصحية في البلاد، قال روحاني: “إن الأعداد التي نتحدث عنها اليوم مقلقة، وفي كل الأحوال، بنيتنا التحتية ومنشآتنا الصحية والطبية ليست غير محدودة. إن هذه المنشآت وموظفينا وقدراتنا محدودة”.

وعود فارغة

جعلت حكومة روحاني التطعيم العام مشروطًا بإنتاج لقاحات محلية. لكن هذا لم يكن أكثر من وعد فارغ، وبعد بضعة أشهر من وعد إنتاج لقاحات في الربيع، كتبت صحيفة “جهان صنعت” اليومية في السادس والعشرين من إبريل: “إن تطوير لقاحات محلية وكفاءتها السريرية تستغرق وقتا، ولم تطرأ أي بوادر للتحسّن”.

بينما تتردد الحكومة في تطعيم الناس، يجري الآن تداول اللقاحات في السوق السوداء بأسعار مرتفعة للغاية، فيما تلقّى مسؤولو النظام جرعات من لقاحات تمت الموافقة عليها.

بحسب تقارير، فإن العدد المحدود من اللقاحات المخصصة لتطعيم عمال البلديات تعرّضت للسرقة من جانب مسؤولي سلطات المحافظات وتم استخدامها لتطعيم عائلاتهم.

في مدن مثل آبادان وعلي أباد كاتول، في شمال إيران، أُعطيت حصة لقاحات كوفيد19 المخصصة لعمال البلدية إلى مدراء البلديات وأعضاء مجالس المدن ومسؤولين آخرين.

النظام يتسبب في انتشار الموجة الرابعة

رفضت حكومة روحاني التطعيم العام، وتبنت سياسة تطعيم محدودة للغاية للموظفين الطبيين ومجموعات أخرى في حاجة ماسة للتطعيم. وفي أثناء عطلة عيد النيروز، أطلقت الحكومة الموجة الرابعة من الجائحة بسبب عدم وضعها قيود على التنقل.

بحسب صحيفة “ستارة صبح” في السادس والعشرين من إبريل: “الوضع الراهن لانتشار الفيروس في البلاد كارثي. بدأت الموجة الرابعة لكوفيد19 عندما سمح مسؤولون للناس بالسفر والتسوّق وإجراء زيارات أثناء عطلة العام الجديدة. لو كان لدى صنّاع القرار أدنى درجات التصميم والاهتمام بمواجهة الفيروس، لما كانوا قد سمحوا بهذا المستوى من الحركة المرورية وتجاهل البروتوكولات. كان من المفترض أن تفرض البلاد إغلاقا لمدة أسبوعين، لكننا لانزال نرى أن هذه الإغلاقات لم تدخل حيز التنفيذ تماما، كما أن الإدارات الحكومية يعمل بها الكثير من الموظفين. انظروا إلى الحافلات وقطارات الأنفاق المملوءة بالموظفين والعمال الذين يتعيّن عليهم الذهاب إلى العمل”.

كل هذا يحدث في وقت زاد فيه النظام من ضغطه الاقتصادي على الشعب.

كتبت صحيفة “أرمان” اليومية في السادس والعشرين تقول: “إن الضغط الاقتصادي يُحبط الناس، وعوضا عن تقديم حزمات دعم وإعفاءات في الضرائب ورسوم المرور، وخفض أسعار السلع الأساسية، تسعى الحكومة لرفع أسعار البضائع والكهرباء والماء…وترمي الكرة في ملعب الشعب. بينما يُسحق الناس تحت عبء الصعوبات الاقتصادية والمعيشية، فإن المنظمات والمجمّعات الاقتصادية العاملة فوق القانون، والتي تجمع منذ أربعة عقود العقارات والأصول تحت اسماء مختلفة، لا تدفع ضرائب ولا تخضع للمحاسبة، فيما تزعم أنها تساعد المظلومين! متى وكيف ستقدم هذه المنظمات هذه المساعدات؟”.

ما الذي يقلق النظام؟

نظرًا لفشله في السيطرة على كوفيد19، دفع النظام تفشي الفيروس إلى مرحلة لدرجة أن مسؤولي الحكومة باتوا أيضا قلقين بشأن الوضع.

بالطبع، فإن قلقهم ليس بسبب تعاطفهم تجاه معاناة الشعب، ولكن بسبب خوفهم من غضب الشعب.

هم يعلمون جيدا أن شرارة واحدة كفيلة بإشعال احتجاجات حاشدة أخرى.

لقد مرّ مسؤولو النظام بتجربة الانتفاضات السابقة، لا سيما انتفاضة نوفمبر 2019، عندما انتفض الناس بسبب الزيادة المفاجئة في أسعار البنزين، إذ حاصرت تلك الانتفاضة النظام وهزّت أركانه.

هم يعلمون جيدًا أنه لو انتفض الناس مجددًا، ستكون انتفاضتهم مختلفة عن الانتفاضات السابقة، وستكون نيران غضبهم مضاعفة هذه المرة.