هل إبراهيم رئيسي قادر على إخراج نظام ولاية الفقيه الفاسد من مستنقع الانهيار؟- منذ اللحظة التي أثار فيها خامنئي موضوع رئيس شاب للبلاد، كان من الواضح أنه كان يقصد إبراهيم رئيسي. لأن خامنئي كان يقصد الشاب بعقلية حزب الله، الشخص الذي، يخضع خضوعا كاملا للمرشد الأعلى، ولديه القدرة والخبرة في قمع وقتل الشعب على نطاق واسع.
كان مرشح خامنئي هو إبراهيم رئيسي باعتباره الجلاد الذي نفذ مذبحة الآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988. شخص ليس لديه أدنى مشاعر وعواطف إنسانية ولديه قدرة معادية للإنسان على قتل الأبرياء.
ويسعى خامنئي لتحقيق ثلاثة أهداف على الأقل من تنصيب رئيسي رئيسا للبلاد:
الهدف الأول لخامنئي هو ردم الهوة على رأس النظام . يعلم خامنئي أنه في ميزان القوى الحالي، داخليًا ودوليًا، وفي وقت هزت فيه أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة أسس حكومته، فإن أدنى شرخة في رأس النظام يمكن أن يؤدي إلى انهيار النظام بأكمله.
لذلك، يحاول خامنئي تعيين إبراهيم رئيسي الذي صفته الرئيسية في التبعية المطلقة للمرشد الأعلى. وهو رجل يفتقر إلى المؤهلات الدراسية، واستطاع أن يصعد سلالم السلطة اعتمادا على خبرته في القتل .
الهدف الثاني لخامنئي هو التعامل مع الظروف الاجتماعية غير المتوقعة في حقبة ما بعد كورونا.
في حقبة ما بعد كورونا، يهدد نظام ولاية الفقيه بأكمله احتمال حدوث احتجاجات عارمة في جميع مناحي الحياة؛ جيش الجياع والعاطلين عن العمل هم أكبر تهديد للنظام في حقبة ما بعد كورونا، وبالتأكيد فإن المواطنين الذين تركوا بلا حماية أمام فيروس كورونا عمدا لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
هذا الحريق تحت الرماد سيتسبب في موجات من الاحتجاجات الخطيرة للنظام.
إبراهيم رئيسي و مجزرة عام 1988
لذلك يعتزم خامنئي سد أي فجوة في رأس الحكومة من خلال تسليم إدارة دفة السلطة التنفيذية لإبراهيم رئيسي من أجل التعامل مع الأزمات الاجتماعية المقبلة بعنف وقمعها. لأن رئيسي يحمل سجلا مليئا بأعمال القتل في إعدام آلاف الأبرياء.
الهدف الثالث لخامنئي هو إعداد رئيسي بعد توليه منصب رئاسة البلاد ليصل بعده إلى زعامة البلاد خلفا له لطالما تناقلت وسائل الإعلام شيخوخة خامنئي وإصابته بالسرطان.
نظام ولاية الفقيه الفاسد ليس له شرعية وقبول لدى الغالبية العظمى من الشعب الإيراني. لقد استسلم الملايين من الطبقة العاملة والأسر والفئات ذات الدخل المنخفض للفقر والبؤس والانقسامات الطبقية العميقة. جيش من عشرات الملايين من الجياع والعاطلين ينتظرون الفرصة المناسبة لإطلاق احتجاجهم العارم. الغضب والاحتجاج من نفس النوع الذي شهدناه في احتجاجات نوفمبر 2019.
يتراكم الغضب لدى المتقاعدين والمعلمين والممرضين والممرضات وعامة الناس في جميع أنحاء البلاد لينفجر خلال الاحتجاجات العارمة وهم يبحثون عن فرصة لرفع أصواتهم ضد الوضع الحالي.
عشرات الملايين من النساء الإيرانيات اللائي تعرضن لأشد ضغوط من التمييز بين الجنسين على مر السنين هن أيضًا على عتبة الانفجار.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن مواطني المناطق المحرومة في البلاد، مثل كردستان أو سيستان وبلوشستان، قد حرموا عمداً من قبل الحكومة. يبدو الأمر وكأن أتباع الديانات الأخرى يتعرضون لأشد القمع والضغط من هذا النظام منذ سنوات.
في مثل هذه الظروف، يعرف خامنئي مدى هشاشة أسس حكومته. إن بقاء النظام يعتمد على عمليات القتل والنهب والابتزاز والقمع المطلق. لذلك، يحتاج المرشد الأعلى بشكل مطلق إلى تحديد بديله مسبقًا. بديل قادر على قمع الاحتجاجات. لم يجد خامنئي خيارًا أكثر ملاءمة لمثل هذا الدور من إبراهيم رئيسي، الذي لا يعرف حدودًا في ارتكاب الجرائم والفظائع.
أين خطأ حساب خامنئي؟
داخليًا، تُظهر التجربة التاريخية أنه ما من دكتاتورية، مهما كانت قاسية، كانت قادرة على الصمود في وجه الانتفاضات الشعبية. خلقت أعمال القمع الشامل وانتشار الفقر والبؤس على مدى 42 سنة، انقسامًا طبقيًا هائلاً في المجتمع.
يحمل المجتمع في طياته استعدادا تاما للاحتجاج بحيث أنه عندما تأتي اللحظة المناسبة، لن تتمكن أي قوة قمعية من مواجهتها. لذلك، لا يمكن لرئيسي ولا لأي شخص آخر ضمان بقاء ولاية الفقيه.
كما لا ينبغي إغفال أنه في حالة وفاة خامنئي، فإن العديد من رجال الدين البارزين لن يخضعوا لأوامر رئيسي الذي ليس لديه معرفة دينية أو فقهية.
فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، فإن رئيسي ليس عنصرا مرغوبًا فيه. كان رئيسي على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ مارس 2011 لانتهاكات لحقوق الإنسان.
كما أنه مدرج في قوائم العقوبات الأمريكية منذ مذبحة نوفمبر / تشرين الثاني 2019. تمنع هذه العقوبات إبراهيم رئيسي من السفر إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة. سيكون من بين الرؤساء الذين سيواجهون عقبات في رحلاته إلى أوروبا والولايات المتحدة.
رئيسي هو عضو في فرقة الموت عن مذبحة الآلاف من السجناء الأبرياء في عام 1988، ومقتل 1500 مشارك في احتجاجات نوفمبر 2019 على مستوى البلاد، والإصدار غير القانوني لحكم الإعدام على بطل المصارعة نويد أفكاري على الرغم من المعارضة العالمية لهذه العقوبة، مقتل بهنام محجوبي تحت التعذيب في سجون تحت مسؤولية إبراهيم رئيسي، وإعدام مصطفى صالحي، أحد المتظاهرين في احتجاجات البلاد في أصفهان في يناير 2018، ورفض رئيسي الإفراج عن سجناء سياسيين في ذروة وباء كورونا، مما أثار شرارة موجة استنكار وكراهية علنية لإبراهيم رئيسي، مما يمنع أي مسؤول أوروبي من لقاء رئيسي.